\r\n \r\n \r\n ومصر هي أول الدول الأفريقية التي وقعت معها روسيا على إتفاقية تعاون في المجالات الإقتصادية والتكنولوجية منذ 50 عاما. وقد أقيمت حوالي 100 منشأة صناعية وزراعية وتكنولوجية كبرى من بينها السد العالي جنوباسوان، ومصنع حلون للحديد والصلب ومصنع فحم الكوك ومصنع نجع حمادي للألمونيوم والعديد من المصانع الكبرى بمقتضى هذه الاتفاقية. ومصر هي أكبر شريك تجاري لروسيا في أفريقيا والعالم العربي. وقد زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 5 أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية ويتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 2 مليار دولار خلال العام الحالي. \r\n وتوضح أنغولا التي تعاني من أطول حرب أهلية في التاريخ سياسات الكرملين الدولية وجهود القيادة الروسية لدعم صراع التحرير الوطني في بعض الدول الأفريقية خلال السنوات الماضية. وقد ساعد الآلاف من عمال البناء الروس، ومهندسو شق الطرق، الصيادين، والمدرسين والأطباء وبعض المهنيين الآخرين في استعادة الاقتصاد الأنغولي لعافيته. \r\n وكان حجم التبادل الاقتصادي بين روسيا والدول الأفريقية قد تراجع بمقدار 3 أضعاف في نهاية القرن الماضي بسبب المشاكل الاقتصادية التي واجهت روسيا والتي تسببت في انسحابها من قارة افريقيا في بداية التسعينيات. وقد تحرك كلا الجانبين مؤخراً لإعادة التعاون والتبادل التجاري بين روسيا والدول الافريقية إلى سابق عهده. \r\n \r\n ويدرك القادة الروس أن الاقتصاد الذي ينمو بسرعة يتطلب فتح أسواق جديدة ومشاريع استثمارية كبرى في الخارج، وعليه فانهم يدعمون مثل هذه المبادرات. واليكم بعض الملاحظات على نتائج المحادثات الروسية مع كل من مصر وانغولا. \r\n \r\n بالإضافة الي التعاون التقليدي في مجالات التجارة والسياحة وتطوير الصناعات المعدنية، تسعى الشركات الروسية للإشراف على مشاريع الطاقة والصناعات المعدنية المصرية. وقد اقترح الرئيس المصري حسني مبارك إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر على مساحة مليون متر مربع تخصص لصناعة المنتجات عالية التقنية مثل مكونات طائرة تيوبوليف الروسية النفاثة، سيارات لادا الروسية والمنتجات المتعلقة بإلكترونيات الطيران ومسجلات السيارات والصناعات المتعلقة بمشتقات البترول والأدوية ... الخ. \r\n \r\n وسوف تضمن السلطات المصرية منح امتيازات واضحة وتخفيض الضرائب بالنسبة للشركات الروسية العاملة في هذه المنطقة. وقال بوريس أليوشين، رئيس وكالة الصناعة الفيدرالية الروسية ان فكرة المنطقة وفوائدها للشركات المصنعة لمنتجات التقنية العالية سوف يتم الانتهاء منها في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2007. \r\n وعلاوة على ذلك، من الوارد أن يتوسع حجم التعاون بين البلدين في مجال صناعة الطاقة النووية لأن روسيا تمتلك أكبر فرصة للفوز بعطاءات بناء محطات الطاقة النووية السلمية في مصر. \r\n وسوف تسمح أنغولا، التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في منطقة غرب افريقيا والتي تعد ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في قارة افريقيا بعد نيجيريا حيث تنتج 750 الف برميل يوميا، للشركات الروسية بالعمل في استخراج النفط والغاز الأنغولي للمرة الأولى. وقال فاغيت أليكبيروف، المدير التنفيذي لشركة لوك أويل النفطية الروسية العملاقة إن أنغولا حققت أسرع معدل نمو في مجال صناعة النفط والغاز بقارة أفريقيا. وأضاف بأن مذكرة التعاون بين روسيا وأنغولا تسمح لشركته وشركة زاروبيزهن نفط الروسية باجراء عمليات تنقيب في المنطقة المحيطة بنهر الكونغو ونهر كوانزا. \r\n \r\n وتركز شركة غازبروم الروسية العملاقة لانتاج الطاقة على عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي وانتاجه، وهي مستعدة للإشراف على مشروع تسييل الغاز الطبيعي الأنغولي إذ ثبت امتلاك انجولا لاحتياطيات هائلة من الغاز. \r\n وقال ألكسندر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس ادارة شركة غازبروم أن الاستثمارات الأولية للشركات الروسية في انغولا قد تصل الي 100 مليون دولار، وهو رقم مدهش مقارنة بحجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين والذي لا يزيد على 40 مليون دولار. \r\n \r\n وقد حققت موسكو ولواندا انجازات كبرى في مجال استخراج النفط والغاز الطبعي، وتستمران في توسيع إنتاج الماس. وتمتلك شركة ألروسا الروسية العملاقة لإنتاج الماس نسبة 32.8 % من اسهم شركة كاتوكا الأنغولية للتعدين والتي تسيطر على 3 % من سوق الماس العالمي. \r\n \r\n وتدل نتائج المحادثات الروسية مع مصر وانغولا على أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول الأفريقية أفضل بكثير من الانطلاق من نقطة الصفر وهو ما سيتأكد في المستقبل القريب. \r\n فاسيلي زوبكوف \r\n معلق اقتصادي بوكالة نوفوستي الروسية للأنباء والمعلومات. \r\n \r\n خدمة إم سي تي خاص ب(الوطن)