\r\n وقد اظهرت المحادثات بين الزعيمين الروسي والصيني ان هذا الاتجاه الجديد ليس سوى البداية. ولعل احد اهم الاشياء في زيارة فلاديمير بوتين كان هو التوقيع على بروتوكول بشأن تسليم شحنات غاز للصين. وهو البروتوكول الذي وقع عليه رئيس مجلس ادارة غازبروم اليكسي ميلر وشين غينغ رئيس الشركة الوطنية الصينية للمنتجات النفطية. \r\n ويقضي الاتفاق بان يتم تسليم غاز سيبيريا ليس لاوروبا فقط بل للصين ايضا بداية من 2011. وفي البداية سوف تزود روسيا الصين باكثر من 80 بليون متر مكعب في السنة. وفي 2005 انتجت غازبروم 547.2 بليون متر مكعب من الغاز صدرت منه 151 بليون متر مكعب. \r\n وبرغم ضخامة الارقام فان الاتفاق لا يعتبر مثيرا بشكل كبير. وذلك لان الصين وروسيا تتحدثان عن التعاون في النفط والغاز منذ 10 سنوات. وكان المحللون قد توقعوا في منتصف التسعينات ان الصين يمكن ان تصبح اكبر مستورد للغاز الروسي بحلول 2010. \r\n ومن غير الواضح من اين ستأتي روسيا بهذه الكمية الكبيرة من الغاز ومن الذي سيدفع ثمن بناء خطوط انابيب من المستودعات في سيبيريا الى المستهلكين الصينيين. وقد قدرت غازبروم ان اقامة انبوب طوله 3 آلاف كيلومتر عبر التاي يمكن ان يكلف 5 بلايين دولار. لكن عملاقة الغاز الروسية لها التزامات اخرى كذلك. حيث انها تخطط لاستثمار حوالي 6 بلايين دولار في انبوب غاز شمال اوروبا ذات الطول المشابه الذي من المقرر ان يربط شمال روسيا بالمانيا. والمقرر اقامته في نفس الفترة الزمنية تقريبا وهي ما بين 2010 إلى 2020. \r\n يبدو ان السلطات الروسية لا تعير كثيرا من الاهتمام لهذه النفقات. حيث اعلن بوتين بثقة ان الغاز سوف يصل الى الصين عبر طريقين احدهما عبر التاي الى المناطق الغربية في الصين والاخر الى بحيرة بيكال ثم مباشرة الى المناطق الشرقية في الصين. وسوف يكون للانبوبين طاقة مساوية في نقل اكثر من 40 بليون متر مكعب في السنة وهو ما سوف يزود الصين بكمية كافية من الطاقة الهيدروكربونية ويدفع التقدم الاقتصادي لروسيا. ويذكر الخبراء ان ارتفاع الاسعار من شأنه ان يمكن غازبروم من تحصيل حوالي 30 بليون دولار خلال 5 سنوات. وهذا يعني انه بحلول 2010 لن تكون اوروبا وحدها بل اسيا ايضا معتمدين على الغاز الروسي. \r\n تمثل المحادثات التي جرت مؤخرا في بكين مرحلة اخرى في التشجيع على علاقات اقتصادية وثقافية وثيقة بين البلدين. حيث اصطحب الرئيس الروسي في زيارته وفدا كبيرا من رجال الاعمال الروس. وناقشوا كثيرا من مجالات التعاون مع نظرائهم الصينيين وبشكل خاص الانتاج المشترك من المعادن الخام المهمة في منطقة ترانسبيكال. كما اماط بوتين اللثام ايضا عن سنة روسيا في الصين وهو ما يعني ان العلماء والرموز الثقافية سيكون عليهم الدور في زيارة الصين. \r\n * معلق سياسي في وكالة الانباء الروسية \r\n * خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن). \r\n \r\n \r\n \r\n