غير أن تقارير وسائل الإعلام اليابانية أشارت إلى أن \"آبي\" يهدف إلى إجراء محادثات مع الرئيس الصيني \"هو جينتاو\" الأحد المقبل، متبوعا بلقاء آخر يوم الاثنين في سيول مع الرئيس الكوري الجنوبي \"رو مو هيان\". \r\n ويمكن القول إن النجاح في عقد اجتماعات قمة من هذا القبيل بشكل مبكر من شأنه أن يشكل إنجازاً رمزيا بالنسبة ل\"آبي\"، ذلك \"الصقر الياباني\"، البالغ 52 عاما، الذي خلف \"جونيشيرو كويزومي\" في رئاسة الوزراء في السادس والعشرين من سبتمبر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن الصين وكوريا الجنوبية قامتا منذ العام الماضي بمقاطعة اجتماعات رفيعة المستوى مع اليابان على خلفية زيارات كويزومي السنوية إلى مزار ياسوكوني في طوكيو، الذي يُكرم قتلى الحرب اليابانيين، ومنهم مجرمون في الحرب العالمية الثانية. \r\n كما شهدت اليابان تدهوراً كبيراً في علاقاتها مع هاتين الدولتين بسبب عدد من النزاعات الحدودية. كما يساور المسؤولين الأميركيين قلق متزايد بسب التوتر بين اليابان والصين على خلفية حقوق التنقيب في بحر شرق الصين. وإضافة إلى ذلك، أغرق نزاع بين اليابان وكوريا الجنوبية حول جزر صغيرة تدعي كل واحدة من الدولتين ملكيتها أهم حليفين لواشنطن في المنطقة إلى أدنى مستوى في علاقاتهما الثنائية منذ الحرب العالمية الثانية. \r\n وقد قال \"آبي\" للصحافيين في طوكيو يوم الاثنين \"إنني أنوي تطوير علاقات متقدمة مع جارينا المهمين الصين وكوريا الجنوية عبر التفاهم المتبادل الناتج عن الحوار والتعاون في كل المجالات والمستويات الممكنة\". غير أن المحللين سرعان ما عملوا على خفض سقف التوقعات بخصوص تخفيف التوتر لفترة طويلة في المنطقة، على اعتبار أن موقف \"آبي\" إزاء المواضيع التي تثير التوتر بين اليابان وجارتيه لا تقل عن مواقف كويزومي تشدداً. \r\n فقد أكد \"آبي\" ذلك يوم الاثنين حين قال للبرلمان إنه يأمل أن يستمر في الدعاء لقتلى الحرب اليابانيين وتخليد ذكراهم، مضيفا أنه سيرفض الإدلاء بأي تعليق حول ما إن كان ينوي القيام بذلك عبر مواصلة زياراته السنوية إلى \"ياسوكوني\". \r\n ويُعتقد أن آبي قد قام بزيارته السنوية الخاصة به إلى هناك في أبريل المنصرم، وإن لم يقم أبدا بتأكيد قيامه بها علناً. ومهما يكن من أمر، فإن المحللين يتوقعون أن يمتنع \"آبي\" عن زيارة المزار الغني بالدلالات والرموز إلى ما بعد انتخابات اليابان التشريعية المهمة في يوليو المقبل على الأقل، حيث سيكون حزبه (الحزب الديمقراطي الليبرالي) مطالباً بالبقاء في السلطة حتى يمكن ل\"آبي\" الاستمرار في منصب رئاسة الوزراء. \r\n غير أن العديد من المراقبين يتوقعون أن يقوم \"آبي\" بزيارة المزار بعد ذلك، وهو ما من شأنه توتير العلاقات أكثر مع بكين وسيول. وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي \"مينورو موريتا\" من طوكيو \"الواقع أن عقد اجتماعات قمة اليوم والإشارة إلى الصداقة بين البلدان، ثم الفوز في انتخابات يوليو وزيارة \"ياسوكوني\" في وقت لاحق من العام المقبل يمثل سيناريو مثالياً جداً بالنسبة ل\"آبي\"، مضيفاً \"غير أن الصين وكوريا الجنوبية ستواجهان حرجاً كبيراً داخليا في حال حدث ذلك\". \r\n الواقع أنه في حال تمكن \"آبي\" من الاجتماع مع الزعيمين، فسيكون أمامه الكثير من المواضيع التي تنتظر البحث مع المسؤولين في الصين وكوريا الجنوبية. أما التوتر بسبب المزار –الذي يعد رمزا للقومية اليابانية- فليس سوى عنصر تسبب في إحداث فجوة بين اليابان وجارتيها. \r\n \"آبي\" أيد اعتماد مقررات دراسية جديدة نددت بها بكين وسيول باعتبارها تعمل على التغطية على انتهاكات اليابان الماضية. كما دعا إلى إعادة \"التربية الوطنية\" إلى المناهج الدراسية في اليابان، ومراجعة دستور اليابان المسالم للسماح بدور أكبر للجيش. \r\n ومما يذكر كذلك أن كوريا الجنوبية أرسلت في أبريل المنصرم قطعاً بحرية حربية لمنع سفينة يابانية للبحوث من دخول المياه التي تدعي الدولتان الأحقية فيها. كما دخلت اليابان والصين مفاوضات ترمي إلى تسوية نزاع خطير حول حقوق الطاقة المربحة بالقرب من جزر متنازع عليها تسمى \"سينكاكو\" باليابانية و\"دايوتاي\" بالصينية. \r\n \r\n أنتوني فايولا \r\n مراسل \"واشنطن بوست\" في طوكيو \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\". \r\n \r\n