\r\n \r\n \r\n \r\n مع ذلك فإنه بمجرد أن بدأت الحرب في العراق، وقامت السعودية بشن حملة على الإرهابيين، تحسنت تلك العلاقات وهي الآن في نفس المستوى من الصداقة والتعاون الذي كان قائماً بين الدولتين قبل الحادي عشر من سبتمبر. \r\n \r\n اليوم نجد أن الوضع مختلف. فبريطانيا اليوم- لا السعودية- هي الدولة التي تضعها أميركا تحت التدقيق باعتبارها دولة يوجد بها إرهابيون ليسوا قادمين من الخارج ولكن مولودين على أرضها. فهجمات قطارات لندن في يوليو من العام الماضي، والمؤامرة التي تم كشف النقاب عنها مؤخراً لتفجير طائرات أميركية فوق الأطلسي متورط فيها جهاديون مولودون في بريطانيا ينتمي معظمهم إلى أصول باكستانية. واليوم يزعم النقاد الأميركيون أن الإرهابيين المولودين في بريطانيا يشكلون تهديدا لأمن أميركا وخصوصا أمن رحلات السفر. والشيء المثير للانزعاج في هذا الشأن- والخطر في نفس الوقت- هو أن جميع البريطانيين ينطبق عليهم شرط البرنامج المعروف ببرنامج التنازل عن شرط التأشيرة، الذي يسمح لهم بدخول الأراضي الأميركية لمدة 90 يوماً دون الحصول على تأشيرة سفر، مما يعني أنه يمكن لأي بريطاني دخول أميركا دون التدقيق في خلفياته وسيرته. \r\n \r\n وبيانات استطلاع الرأي في بريطانيا تشير إلى أن 25 في المئة من المسلمين البريطانيين يتعاطفون مع أهداف مفجري لندن. والشيء الذي لا يقل عن ذلك إثارة للقلق هو أن الجالية الإسلامية المعتدلة في بريطانيا قد استخدمت موضوع الإرهاب لمعارضة حكومة بلير بشأن سياستها المتعلقة بالعراق وإسرائيل، بزعم أن السياسة البريطانية المرتبطة بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط هي السبب في نمو المشاعر المعادية لبريطانيا لدى الكثيرين من الإرهابيين وأتباعهم المحتملين. \r\n \r\n حتى الآن امتدحت الإدارة الأميركية أداء رئيس الوزراء توني بلير بشأن التعامل مع هذا الموضوع.. ولكن المشكلة في هذا السياق هي أن بلير الذي كان من أكثر الزعماء ولاء لواشنطن خلال السنوات الخمس الماضية، قد أصبح منفصلاً عن مشاعر الغالبية العظمى من مواطنيه الذين ينظرون إلى إدارة بوش وإلى الحرب على العراق نظرة سلبية. السؤال هنا هو: ما الذي يمكن أن يحدث إذا غادر بلير منصبه؟ على الرغم من أن خليفته المعين \"جوردون براون\" موال للأميركيين هو الآخر وهو ما ينطبق أيضا على ديفيد كاميرون زعيم المعارضة فإنه من غير المتوقع أن يكون الاثنان على نفس المستوى من الولاء الذي يحمله بلير لسياسات بوش. يقودنا هذا للاعتقاد أن هناك فصلاً جديداً سيبدأ في العلاقات الأنجلو- أميركية مع تزايد النقد الأميركي لبريطانيا بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع المسلمين الراديكاليين. \r\n \r\n وليست أميركا وحدها هي التي تنتقد هذه السياسات بل أن هذا ينطبق أيضاً على حلفاء بريطانيا الأوربيين وأبرزهم فرنسا التي تصف الجهود التي تبذلها بريطانيا للتعامل مع الإسلامويين المتطرفين على أنها ضعيفة ومتناقضة. \r\n \r\n بناء على كل ذلك، فإنه إذا ما تم القبض على المزيد من الإرهابيين المسلمين البريطانيين، أو حدث ما هو أسوأ من ذلك، وهو قيام هؤلاء بقتل أميركيين فإن العلاقات البريطانية- الأميركية ستواجه أوقاتاً صعبة. كل ذلك يجعلنا نعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن نتخيل إمكانية استمرار التعاون العسكري بين الدولتين في العالم الإسلامي كما هو قائم حالياً بالنسبة لموضوعي أفغانستان والعراق. كما أنه من الصعب أيضاً أن نتخيل إمكانية قيام أي حكومة بريطانية في المستقبل بتأييد غزو أميركي لإيران إلا إذا ما قامت الأخيرة بعمل مستفز إلى درجة غير معقولة. \r\n \r\n