\r\n بلغ اجمالي عدد القتلى في ذلك الشهر 3438 قتيلا مدنيا وهذا الرقم يشكل زيادة نسبتها 9% مقارنة بشهر يونيو وضعف الرقم الذي تم تسجيله في يناير. \r\n \r\n تصاعد هذه الأرقام يقدم لنا الدليل على تنامي ظاهرة العنف الطائفي ويبدو انه خرج عن نطاق السيطرة وهو يؤكد ما ذهب اليه الكثير من كبار المسؤولين العراقيين والمحليين العسكريين الأميركيين من ان العراق بدأ يغرق تدريجيا في الحرب الأهلية في الوقت الذي وجدت فيه القوات الأميركية نفسها في مرمى تقاطع النيران بين الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة. هذه الأرقام تقدم أيضا الدليل المادي الحاسم على فشل الخطة الأمنية في بغداد التي بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري كمال المالكي في تطبيقها في 14 يونيو وهي لم تؤد إلى قمع الجهات التي تقف خلف العنف. هذه الخطة وجدت من يطبل لها كثيرا لدى الإعلان عنها من قبل كبار المسؤولين العراقيين والأميركيين الذين عملوا على إقامة الكثير من نقاط التفتيش داخل العاصمة وحولها من أجل اعاقة حركة الميليشيات والمتمردين. \r\n \r\n بعدها اضطر اولئك المسؤولون للاعتراف على رؤوس الأشهار بأن الخطة لم تحقق الأهداف التي وضعت مما أجبر العسكريين الأميركيين على تخصيص المزيد من الجنود للعاصمة والانكفاء عن المقترحات التي سبق ان اقترحها البعض للبدء بسحب اعداد كبيرة من القوات الأميركية مع نهاية هذا العام. \r\n \r\n مشرحة بغداد ذكرت انها استلمت 1855 جثمانا في يوليو اي أكثر من نصف عدد القتلى الذي سجل في البلاد ككل، وذكرت المشرحة أن اعداد الموتى في يوليو زادت بنسبة 18% عن اعدادهم في يونيو. \r\n \r\n وذكر السفير الأميركي في بغداد في مقابلة ا جريت معه ان القادة السياسيين فشلوا في استخدام نفوذهم لكبح جماح العنف المنطلق بسرعة الصاروخ في الوقت الذي عمل فيه بعض المسؤولين من وراء الستار على اذكاء ثيران العنف والكراهية الطائفية. \r\n \r\n يقول السفير زلماي خليل زاد «أعتقد أن الوقت قد حان لكي يتحمل هؤلاء القادة مسؤولياتهم تجاه العنف الطائفي وتعزيز الأمن في بغداد». \r\n \r\n أظهر القادة العسكريون الأميركيون رغبة قوية في إظهار أن بالإمكان تدجين العاصمة العراقية بغداد إذا ما تم اضافة المزيد من الجنود الأميركيين في شوارع بغداد ولعب دور أكثر نشاط. وهذا الشيء يعني تأخير تسليم المسؤوليات الأمنية للعراقيين. \r\n \r\n وقد جلب الأميركيون حوالي 4 آلاف جندي أميركي اضافي تم سحبهم من وحدات مقاتلة كانت توجد في مناطق ساخنة اخرى من العراق. \r\n \r\n بموجب الخطة الأمنية الحالية بدت العديد من الضواحي الجنوبية والغربية حول العاصمة التي توجد فيها القوات الأميركية أشبه ما تكون بدول بوليسية مصغرة بعد أن تم إغلاقها بالجدران الاسمنتية والأسلاك الشائكة. وإذا ما أضفنا أرقام القتلى في يوليو إلى الأرقام الأخرى التي سبق للحكومة ان أعلنت عنها للشهور السابقة نجد أن عدد القتلى من المدنيين العراقيين وصل خلال السبعة أشهر الأولى من هذا العام إلى 776‚17 قتيلا وهذا يعني متوسطا شهريا قدره 2539 قتيلا. وزارة الصحة لا تقدم أي إحصائيات حول عدد الجرحى الذين يصابون في الهجمات في بغداد ولكنها تقول ان عدد الذين جرحوا خارج بغداد هو 3597 شخصا في يوليو بزيادة نسبتها 25% عن شهر يونيو. \r\n \r\n يقول مسؤولو الأممالمتحدة والمحللون العسكريون ان احصاءات المشرحة وأعداد وزارة الصحة تعكس وجود أرقام أقل من الأرقام الفعلية وذلك بسبب الطبيعة الخطرة لجمع المعلومات خلال الحروب. \r\n \r\n الكثير من الإصابات في المناطق الواقعة خارج بغداد لا تظهر على الأغلب في الاحصاءات الرسمية كما ذكر المحلل العسكري انتوني كوردسمان في مركز الدراسات الاستراتيجية الموجود في واشنطن. \r\n \r\n هذا يساعدنا في تفسير لماذا تشكل اعداد القتلى في بغداد نسبة مئوية أكبر من الاجمالي. تقوم الأممالمتحدة بتتبع أعداد الخسائر المدنية من خلال دمج احصاءات وزارة الصحة ومشرحة بغداد. \r\n \r\n وذكرت الأممالمتحدة في الشهر الماضي ان الاحصاءات الحكومية العراقية توضح وجود 3149 شخصا توفوا نتيجة العنف الذي حدث في يونيو اي بمتوسط يومي يزيد على 100 قتيل، هذه الاحصاءات تظهر أن وسائل الإعلام المختلفة غالبا ما تلجأ لتقليل اخبار العنف في تغطياتها الصحفية من أجل إظهار حدوث تراجع مصطنع وغير حقيقي في مستويات العنف. \r\n \r\n وترفض الحكومة الأميركية والمؤسسة العسكرية الأميركية نشر أي أرقام حول الأرقام الاجمالية لخسائر المدنيين العراقيين أو حتى مجرد الإعلان عن أنهم يملكون أي احصاءات في ادراج مكاتبهم. \r\n \r\n احداث العنف الطائفي تفجرت على نطاق واسع بعد تفجير الضريح الشيعي في 22 فبراير في مدينة سامراء ثم اتجهت الأمور للتدهور نحو الأسوأ منذ ذلك الحين حيث تشكلت الميليشيات الشيعية وفرق الموت من كلا الطرفين في اصطياد افراد الطائفة الأخرى وقتلهم بطرق وحشية لا يبررها عقل أو منطق سليم مما أثار الحزازات والكراهية التاريخية بين السنة والشيعة. \r\n \r\n منذ أسابيع وكبار الجنرالات الأميركيين والسفير الأميركي في بغداد يحذرون من ان البلاد تتجه نحو حرب أهلية شاملة، خاصة إذا ما استمرت الأحوال في بغداد العاصمة في التشرذم وفقا للخطوط الطائفية او العرقية التي تسيطر عليها الميليشيات، المسؤولية في ذلك تقع على كاهل السياسيين العراقيين الذين يرتبط الكثير منهم بالميليشيات المسلحة. \r\n