\r\n بل تبدي أغلبية معتبرة مخاوفها من أن يفلت زمام الأمر هناك, وأن يتخذ النزاع الحالي طابع الحرب الواسعة النطاق. وليس ثمة غرابة في أن يعرب ثلثا من استطلعت آراؤهم عن عدم رضاهم على الطريقة التي تدير بها إدارة بوش الأزمة الماثلة في لبنان. وفي هذا الرأي ما يعكس عدم رضا واسع عن السياسات الخارجية للإدارة الحالية في مجملها. وبالنتيجة فقد عمت المخاوف أوساط الأميركيين من أن تعجز بلادهم عن أداء دور فاعل ومؤثر في إيجاد حل للنزاع اللبناني- الإسرائيلي. \r\n بل إن هناك تحولاً طرأ على موقف الكونجرس نفسه, مع العلم أنه كان قد أصدر قراراً بشبه إجماع تقريباً, يمنح إسرائيل تأييداً كاملاً لعملياتها في لبنان. وحينها لم يكن الكونجرس ليبدي اهتماماً للدمار الذي لحق بلبنان ولا بمواطنيه المدنيين. ولكن الذي طرأ مؤخراً, ارتفاع أصوات عدد من كبار أعضائه ضد ما يجري هناك. بل أدلى عدد منهم بتصريحات قوية عن لبنان وعن السياسات الأميركية الشرق أوسطية عموماً. إلى ذلك طالب آخرون بإعلان وقف فوري لإطلاق النار, معربين في الوقت ذاته عن قلقهم إزاء ارتفاع عدد قتلى الحرب وضحاياها من المدنيين, وكذلك إزاء الدمار الواسع النطاق الذي ألحقته بالبنية التحتية للمجتمع اللبناني. ومن بين أقوى تلك الأصوات, ما جاء في الأسبوع الماضي على لسان السناتور تشاك هاجل, الذي يعد أحد أبرز المحللين للسياسات الأميركية الشرق أوسطية. \r\n وكان هذا السناتور قد قال في حديثه: \"سيدي الرئيس, إن الشرق الأوسط منطقة أزمة ومحنة. وبعد ثلاثة أسابيع من التصعيد المستمر للحرب, فإن احتمال اتساع دائرة النزاع الإقليمي هناك, يتحول إلى حقيقة وواقع يوماً تلو الآخر. وبسبب دوامة العنف هذه, تزداد نيران الكراهية ضراماً أكثر فأكثر في نسيج المجتمعات هناك. وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان التوصل لأي تسوية سلمية مستدامة للنزاع. وكيف لنا من وجهة النظر الواقعية أن نعتقد أن في هذا الدمار المستمر المنظم للبنية التحتية للبنان, باعتباره أحد أقوى وأخلص أًصدقائنا في المنطقة, أن يسفر عن تحسين صورة بلادنا, وأن يمنحنا من المصداقية والثقة ما يؤهلنا للعب دور قيادي في عملية سلام الشرق الأوسط؟ إني لأدعو هنا إلى وقف فوري لهذا الذبح المنفر المتبادل بين طرفي النزاع. وإن على الرئيس بوش المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النيران. وعلى هذا الجنون الدائر أن يتوقف الآن\". \r\n ثم مضى هاجل مستطرداً في القول: \"إن علاقتنا بإسرائيل لهي علاقة خاصة وتاريخية. غير أنه لا ينبغي لها ولا يجوز أن تكون على حساب علاقاتنا العربية الإسلامية بأي حال من الأحوال. ولنعلم أن ذلك خياراً جد خطير ومجافٍ للمسؤولية. والشاهد أن لبنان يتمزق ويتداعى الآن بفعل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية عليه, ومن جراء تصاعد عدد القتلى المدنيين, إلى جانب الدمار الواسع النطاق الذي ألحقته العمليات بالبنية التحتية والاقتصاد اللبنانيين. وقد تمخضت هذه العمليات عن نشوء كارثة إنسانية وعن إضعاف نظام الحكم الديمقراطي اللبناني المزعزع أصلاً, بينما أدت في الوقت نفسه إلى اتساع نطاق التأييد الشعبي العربي الإسلامي لحزب الله, وإلى تعميق الكراهية الشعبية لإسرائيل, على امتداد منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وقد آن لنا أن ندرك أنه لا يمكن الفوز في الحرب ضد حزب الله وحركة حماس, في ميدان وساحات القتال وحدها\". \r\n هذا وقد ترددت أصداء هذا الحديث في كلمات عدد كبير من قادة الكونجرس, مما يشير إلى تفاؤل وبصيص أمل في تغير الموقف الأميركي إزاء الحرب في لبنان. \r\n \r\n