هذه المخاطر هي التي دفعت ادارة بوش لشن هجمة دبلوماسية قادتها رايس التي دعت وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وايطاليا وروسيا ولبنان والسعودية ومصر والأردن لمناقشة الطرق الكفيلة بإنهاء النزاع في الوقت الذي أعلنت فيه عن دعمها اللامحدود لحق اسرائيل في مهاجمة حزب الله. \r\n \r\n نوقش في مؤتمر روما موضوع تشكيل قوة دولية للعب دور الشرطي في جنوب لبنان ولكن لا يملك أحد حتى الآن أي اقتراحات محددة حول تشكيلها أو المهام التي ستلقى على كاهلها. \r\n \r\n أطلق رئيس وزراء بريطانيا هذه الفكرة في البداية على ان يقود «الناتو» هذه القوة وأكد بلير ان بريطانيا لن تكون قادرة على المشاركة في تشكيلها بسبب التزاماتها الكبيرة في العراق وأفغانستان، البنتاغون أيضا أوضح موقفا مشابها للموقف البريطاني. \r\n \r\n فرنسا بدورها لن تقبل بقيادة هذه القوة بسبب علاقاتها غير المتميزة مع تل أبيب وبسبب روابطها الاستعمارية السابقة مع بعض الفئات اللبنانية مما يعني اثارة الفئات الأخرى. \r\n \r\n ضراوة القتال وكثرة الخسائر الاسرائيلية دفعتا اسرائيل لقبول فكرة تشكيل هذه القوة الدولية واشترطت ان تمتلك هذه القوة «قدرات قتالية» هذا الشرط يشير بطريقة غير مباشرة إلى عدم رضا اسرائيل عن القوة التابعة للأمم المتحدة الموجودة حاليا في جنوب لبنان حيث تعتبرها قوة غير فعالة في منع وقوع الأحداث العدائية على الحدود. \r\n \r\n هذه القوة تتألف من 2500 رجل وتسمى «يونيفيل» ويأتي هؤلاء من ايرلندا وفيجي وغانا وبولندا وقد تم تشكيلها لأول مرة في 1978 لمنع الفدائيين الفلسطينيين من اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل ومساعدة بيروت في استعادة سلطتها في الجنوب هذه القوة توجد في جنوب لبنان منذ 28 عاما وحدث في صفوفها 257 عملية قتل وفشلت في منع التنظيمات المختلفة من الوجود في الجنوب، يعود السبب في ذلك إلى ضعف التفويض الممنوح لها في الوقت الذي يتهم فيه بعض قادتها بغض النظر عن أنشطة حزب الله. \r\n \r\n ولا تخفي اسرائيل كراهيتها وافتقارها لقوات يونيفيل مما دعا البعض إلى اتهام اسرائيل بشن هجمات متعمدة على هذه القوات أدت مؤخرا إلى مقتل أربعة من أفرادها. \r\n \r\n عقب غزو اسرائيل للبنان في 1982 وحصارها بيروت عمدت أميركا إلى تشكيل قوة للاشراف على انسحاب منظمة التحرير من لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها وساهم في تشكيل تلك القوة كل من أميركا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا، هذه القوة ذهب ريحها بعدة ضربات وجهها حزب الله لها في تفجير السفارة الأميركية ومقر قيادة المارينز مما أدى إلى مقتل حوالي 300 جندي سارعت هذه القوات إلى مغادرة لبنان في ربيع 1984 ويبقى لبنان مكانا خطرا وعلى كل من يفكر في تشكيل وارسال قوة دولية جديدة إلى هناك ان يعطيها تفويضا واضحا وتسليحا كافيا يمكنها من مواجهة التحديات والتهديدات حتى لا يكون مصيرها مصير سابقاتها. \r\n