وتعلق العديد من الدول الافريقية آمالها حاليا على وفاء الدولة التي تعتبرها نموذجا للتنمية السريعة بوعودها. فمنذ بداية الالفية الميلادية الثالثة تضاعف حجم تجارتها اربع مرات ومال ميزان المدفوعات التجاري لصالح البلدان الافريقية. وخلال الاشهر الاربعة الأولى ازدادت واردت الصين من افريقيا وبشكل رئيسي النفط بمقدار النصف عما كانت عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي. \r\n \r\n لكن بعض الافريقيين يرون نموذجا مألوفا جدا في اهتمام الصين بالقارة الافريقية باعتبارها مصدرا لاستخراج المواد الخام وسوقا لتصريف منتجاتها الصناعية. وكانت الغاية من الزيارة الاخيرة في جزء منها من اجل تطمين حكومات مثل جنوب افريقيا بان العلاقة سوف تولد فوائد متكافئة ومتوازنة. \r\n \r\n وتقدم الصين العديد من الفوائد التى تقدمها الدول المانحة الغربية: المساعدات وتخفيف الديون والادوية والتدريب والدعم الفني والاعفاءات الجمركية وقد خصصت الشركات الصينية التي تديرها الدولة مليارات الدولارات للتنقيب عن النفط وانتاجه بدءا من البحر الأحمر شرقا وانتهاء بخليج غينيا غربا وتراهن الصين استراتيجيا على نمو انغولا كدولة مصدرة للنفط وتوفر تأمينا قويا لضمان الحصول على امدادات نفطية في المستقبل. هذا نوع من الصفقات طويلة الأمد لا تستطيع ايه دولة غربية على الاقل منذ خصخصة صناعة النفط الفرنسية وهذه الصفقات تمت من دون وضع أية قيود أو شروط. \r\n \r\n الصين حساسة بما فيه الكفاية للتغيرات في تجاهل انتهاكات حقوق الانسان لدرجة انها استثنت السودان وزيمبابوي بسبب العلاقات الحميمة التى تربطها بكل من البلدين من برامج جولات كبار مسؤوليها للقارة الافريقية. ولكنها فرشت السجادة الحمراء في بكين لاستقبال روبرت مونحالي الرئيس الزامبي ومؤخرا استقبلت نائبه جويس موجوره وكذلك وفدا رفيع المستوى من السودان. \r\n \r\n بالنسبة لافريقيا من المغري لها ان تستعمل ورقة الصين لتلعب بها ضد الدول المانحة الغربية والمستثمرين الغربيين فخلال سنوات الحرب الباردة اصبح زعماء الدول الافريقية مدمنين على لعب أوراق الغرب والاتحاد السوفياتي والصين ضد كل من هذه القوى وقد حققت فوائد من وراء هذا التكتيك ولكن من جهة اخرى تركت الحرب الباردة افريقيا على الوضع الذي نعرفه اليوم بشكل عام مجرد كتالوج من الاخفافات التنموية. \r\n \r\n هناك خطر داهم من جراء العلاقة المزدهرة للصين مع افريقيا يهدد جهود بعض زعماء افريقيا ورغبات شركائهم الغربيين لتشجيع حكومات اكثر مسؤولية وشفافية واقتساما للدخل القومي. ولكن من مصلحة الصين ان تنجح مساعيها من اجل ان تحول معظم افريقيا إلى سوق متزايد النمو ومصدر موثوق للواردات النفطية وينبغي ان تتعامل مع افريقيا على المستويين الاقليمي والثنائي. كما يجب على الشركاء الغربيين ان يتحاوروا مع الصين حول سياسة بكين تجاه افريقيا فنهوض الصين كقوة اقتصادية يحتل فرصة كبيرة للقارة ولكن يجب على افريقيا ان تستخدم هذه الفرصة بحكمة. \r\n