\r\n هناك عدة أسباب تقف وراء ذلك. فهذه سنة انتخابات في الكونغرس وإدارة بوش تدرك أن الجمهور الأميركي ليس في حالة نفسية تسمح بسماع أية تلميحات لمزيد من الحروب في الشرق الأوسط. وبعد فشلهم في التوصل إلى أية نتيجة من محادثاتهم مع الإيرانيين، يريد الأوروبيون المحرجون منا الآن دعم حوارهم. \r\n \r\n \r\n ولقد حذر الروس والصينيون أميركا - لأسباب تجارية ودوافع ملتوية على حد سواء- بأنهم سيلجأون إلى أساليب تعويقية في الأممالمتحدة ما لم نوافق على البدء بالتفاوض والتفاهم مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأخيراً، فإن من الذكاء دائماً أن تقدم لسياسي مثل أحمدي نجاد فرصاً علنية حتى يطرح أفكاره. \r\n \r\n \r\n لكن، إذا حدثت المفاوضات بالفعل، وهو أمر غير متوقع، فماذا يمكننا أن نتوقع منها؟ \r\n \r\n \r\n يدرك الإيرانيون من التاريخ الحديث أن امتلاكهم قنبلة نووية لن تكون له سوى سلبيات محدودة. ويعرفون أنه لو لم يدمر الإسرائيليون مفاعل صدام النووي في 1981لظلت الكويت إلى الآن المحافظة التاسعة عشرة0 في العراق. \r\n \r\n \r\n وتقدم كوريا الشمالية نموذجاً للدولة النووية المارقة. فهي تزدري المجتمع الدولي، ومع ذلك استطاعت على مدار السنوات أن تكسب مليارات الدولارات من أموال المساعدات من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين. \r\n \r\n \r\n والقتبلة النووية وحدها هي التي مكنت النظام القائم في بيونغ يانغ من تحقيق مكانة توازي مكانة الأنظمة الديمقراطية المجاورة في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية. \r\n \r\n \r\n ثم هناك باكستان التي تستطيع بفضل مقدراتها النووية أن تتجاهل كل مناشداتنا لها بتكثيف البحث عن بن لادن وأيمن الظواهري. \r\n \r\n \r\n ومن شأن «القنبلة الإيرانية» المرجوة أن تكسب للنظام مكانة وطنية رفيعة وتمكنه من القضاء على المنشقين السياسيين في الداخل، بينما تخلق في الوقت نفسه قدراً كافياً من التوجس بما يضمن بقاء أسعار النفط مرتفعة. \r\n \r\n \r\n ولهذه الأسباب فإن إيران، في حال امتلاكها للسلاح النووي، ستشكل وضعا صعبا للغرب. وسيكون علينا من حين لآخر أن نطمئن الدول الواقعة ضمن مدى الصواريخ الإيرانية بأن الولاياتالمتحدة مستعدة لخوض الحرب للحفاظ على سلامتها وهكذا فستكون تلك الدول نفسها بحاجة إلى امتلاك قدراتها النووية الخاصة. \r\n \r\n \r\n وبالنظر إلى تلك الظروف لماذا تجلس الولاياتالمتحدة أصلاً مع إيران على طاولة واحدة؟ \r\n \r\n \r\n لأن كلاً منهما يعتقد أن الفسحة الزمنية التي ستتاح من جراء ذلك ستكون في صالحه. فإيران تعتبر إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة في هذه المرحلة بمثابة إرجاء للتهديدات التي تتوعدها بضربة عسكرية أو على الأقل بعقوبات اقتصادية من قبل الأممالمتحدة. وإذا استطاع قادة إيران التحدث مع الأميركيين بينما يمضون قدماً في برنامجهم، فربما يحققون هدفهم. \r\n \r\n \r\n وفي الواقع، أنه في عام 2008، بعد رحيل الرئيس بوش عن البيت الأبيض، فإن الرئيس الأميركي التالي ربما يتعامل مع طموحات طهران النووية مثلما تعاملت أميركا مع طموحات باكستان في التسعينات، إلقاء محاضرات شديدة اللهجة دون فعل شيء يذكر على أرض الواقع. \r\n \r\n \r\n من جانبها، تريد الولاياتالمتحدة المزيد من الوقت قبل المواجهة أيضاً لكي تظهر للعالم أن النخبة الإيرانية المصدرة للنفط تطمع في أكثر من مجرد طاقة نووية سلمية. \r\n \r\n \r\n ويوفر الوقت أيضاً نافذة لنعرف تماماً أين وصلت إيران في الطريق إلى التخصيب الكامل لليورانيوم، وربما أيضاً لإتاحة الوقت للمعارضين الإيرانيين ليعززوا قوتهم، أو حتى يستقر العراق الديمقراطي المجاور، أو حتى تعدل قواتنا المسلحة خططها للتعامل مع الملف الإيراني بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية. \r\n \r\n \r\n ويذكرنا مثل هذا المتنفس بمحادثات سلام باريس مع الفيتناميين الشماليين، من 1968 إلى 1973، والتي ظن فيها كل طرف أن إطالة أمد المفاوضات ستكون في صالح قضيته. وظلت الولاياتالمتحدة تصر على قيام فيتنام جنوبية حرة ذات حكم ذاتي، والشماليون لم يتخلوا أبداً عن حلمهم بفيتنام شيوعية موحدة. \r\n \r\n \r\n وفي ذلك الطريق المسدود، كنا نظن أن المحادثات واتفاقات وقف إطلاق النار من حين لآخر سوف تشتري الوقت للفيتناميين الجنوبيين ليعززوا قوتهم بما يكفي لمقاومة العدوان المحتوم من الشمال. وكان الشماليون كذلك مقتنعين تماماً بأن الشعب الأميركي خلال هذه الفترة الفاصلة سيغدو أكثر سأماً من «المستنقع» الفيتنامي وستكون عندها فرصتهم للانقضاض على الجنوب. \r\n \r\n \r\n وبعد سلسلة لا متناهية من المفاوضات وفضيحة ووترغيت وقيام الكونغرس بتقليص المساعدات المقدمة للجنوب، ظل الشماليون ينتظرون بصبر اللحظة المناسبة ثم استأنفوا الحرب. وبحلول عام 1975، كان الشيوعيون قد كسبوا ما لم يكسبوه في 1968. \r\n \r\n \r\n ومن المؤكد أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يتذكر ذلك المنعطف التاريخي بوضوح بالغ. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n