\r\n وان كان الآن ومواجهة بأخطر تحد للأمن القومي منذ نهاية الحرب الباردة -برامج الأسلحة النووية لايران وكوريا الشمالية-تعود الادارة إلى هذه المبادئ القديمة وان كانت في زي جديد.\r\n \r\n فتصميم ايران وكوريا الشمالية على تطوير اسلحة نووية لم يتم اختباره بعد إلى حد ما من قبل هذه الادارة.ف الكوريون الشماليون ومنذ التوقف عن تجميد برنامجهم الذي وافقوا عليه ابان ادارة كلينتون ينتجون بشكل مطرد البلوتونيوم وربما الرؤوس الحربية.والايرانيون وبعد انتخاب الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد تخلوا عن اتفاقهم فيما يتعلق بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم وهي الخطوة الحاسمة صوب السلاح النووي. \r\n ولم تسفر المفاوضات الدبلوماسية في كلتا الحالتين عن تحرك كبير.وان كان قصف عسكري لمنشاتهما النووية لا يمكن تخيله تقريبا.فخطر الانتقام المروع المحتمل وتقويض الارادة والمواراد الاميركية في العراق تقريبا قتلت هذا الخيار. وكما كتب خبير الامن القومي المثير للجدل توماس دونلي في تحليل حديث له بقدر تداعي سياسة الاحتواء الا انها أفضل بالتأكيد من المواجهة.فالاحتواء في الواقع هو تغيير النظام من خلال وسائل مقبولة ويكمن الحل بالنسبة لمشكلتي ايران وكوريا الشمالية في نهج غير مباشر. \r\n في الوقت الذي نحاول فيه احتواء ايران وكوريا الشمالية النوويتين كما يشير دونلي يتعين علينا ان نطوق ايران بتحركات لصالح تغيير ديمقراطي في العراق وافغانستان.ويعتقد ان كوريا الشمالية يجب ان يتم تغييرها عبر النفوذ الصيني. \r\n يحذر دونلي بأنه ربما يكون هناك ظروف يكون فيها الاحتواء محفوفا بالمخاطر بشكل اكبر من التدخل-مثل لو ان ايران حاولت ان تعطي خلسة مواد نووية لارهابيين اسلاميين.ان ايران اقل استقرارا من الاتحاد السوفيتي وان كان من الجدير بالتذكير ان السنوات ال15 الاولى من الحرب الباردة اوصلتنا إلى شفا حرب نووية مرة وقربتنا منها عدة مرات. \r\n بالنسبة للادارة الاميركية فان هذا تغيير خفي للسياسية.وان لم يكن بالامر المفاجئ.وينبع ذلك بشكل مباشر من الازمة في العراق وهي الخطأ الذي لا تستطيع الادارة الاميركية ان تعترف به على وجه الحقيقة ابدا. \r\n بالنسبة لأولئك الذين سبق لهم ان راقبوا باهتمام الهيمنة العالمية الاميركية لايزال من الصعب عليهم مواجهة حقيقة ان الاحتواء مستحيل مع الحلفاء والشركاء.ولا نستطيع نحن بانفسنا ان نضغط على هذين النظامين من خلال قطع طريقهما إلى الاستثمار والتقنية المتقدمة. \r\n تتحرك الادارة بشكل صحيح لجر ايران إلى مجلس الامن الدولي بغية الوصول إلى تفويض بفرض مطالب الوكالة الدولية للطاقة النووية.وبلا شك فان كوريا الشمالية تراقب ذلك باهتمام بالغ. \r\n والصين وروسيا اللذان تتمتعان بحق النقض في مجلس الامن تتعاونان او توافقان على ذلك على استحياء.وان كانتا لاتزالا تعارضان اي تحرك لفرض عقوبات اقتصادية على ايران.كما انه لايوجد اي من الاوروبيين أواليابانيين اوغيرهم من الذين يعتمدون على النفط والغاز من ايران يتطلعون إلى وقف استثماراتهم وتجارتهم معها. \r\n وبشكل مشابه في حالة كوريا الشمالية فإن الصينيين والكوريين الجنوبين غير مستعدين لقطع تدفق المعونة الاقتصادية والاستثمار في دولة كوريا الشمالية المعزولة هي الاخرى.وهذه اقل من ان تكون مسالة مصالح اقتصادية منها تخوف بان العقوبات يمكن ان تتصاعد إلى مواجهة اكبر ان لم تكن حرب شاملة.وفي ذلك يقول خبير منع الانتشار النووي جورج بيركوفيتشالتحدي الاستراتيجي الذي تواجهه ادارة بوش هو في اقناع بقية دول العالم بان ايران اخطر من الولاياتالمتحدة. واخيرا حققت هذا وحملت احمدي نجاد على عمل ذلك وهو يشير في ذلك إلى الخطاب السياسي الملتهب بما فيه التهديدات بمحو اسرائيل من الخريطة التي أصدرها الزعيم الايراني. \r\n وقد حققت الادارة الاميركية بعض التقدم في نفس النهج مع كوريا الشمالية من خلال الاشتراك في محادثات مباشرة مع ذلك النظام خلال الخريف حيث ادى ذلك إلى تبديد الصورة بان الولاياتالمتحدة لم تكن راغبة في التفاوض.وان كان هذا التقدم قد تم تقويضه مؤخرا جراء اتخاذ المتشددين داخل ادارة بوش موقفا متشددا في هذه المحادثات. \r\n ان ادارة شراكة احتواء فعالة هي بمثابة تحد كبير.ولايزال هناك رفض هائل داخل الادارة لصالح التقارب والتفاوض-والمساومة-مع العدو.لكن دائما ما كان هذا جزءا من إنجاح سياسة الاحتواء حتى في أوج مراحلها في الحرب الباردة. \r\n ان الاحتواء ليس هوالحل السحري.بل انه مجرد -كما يذكر دونلي- اقل البدائل سوءا حيث انه ليس هو الحل في كثير من الحالات وتحت كل الظروف.وان كان حتى الان فانه هو الخيار الوحيد المتاح. \r\n دانيل سنيدر \r\n كاتب عمود مختص بالشئون الخارجية في سان خوسيه ميركوري نيوز وباحث بمركز أبحاث آسيا والمحيط الهادي في جامعة ستانفورد \r\n خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن)