\r\n \r\n لقد علقت صباح أمس على التفاصيل المزعجة على خلفية مقترح \"العفو العراقي\" والواقعين السياسي والثقافي في الولاياتالمتحدة، أي بحث حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الجديدة إمكانية منح المتمردين العراقيين العفو، وإعلان المسؤولين العراقيين أن المتمردين المتورطين في قتل مدنيين عراقيين أبرياء لن يستفيدوا من العفو، ولكن أولئك الذين حاربوا الأميركيين (وقتلوهم) فلا مانع. لا أقصد الحديث في هذا المقام عن حفظ الشرف الأميركي. كل ما أقصده من وراء هذه الإشارة هو تسليط الضوء على نقطة خلاف بين مخطط \"المالكي\" من أجل المصالحة وما تستطيع أميركا تحمله. \r\n \r\n لقد كان الرئيس بوش متوتراً نوعا ما في مؤتمره الصحافي عندما سئل بشأن \"العفو\". وسرعان ما طالبت بعض الأصوات في مجلس الشيوخ الرئيس بمعارضة فكرة العفو. ثم سئل مستشار الأمن القومي \"ستيفان هادلي\" في مؤتمره الصحافي عن رأيه حول المقترح، وما إن كانت واشنطن قد أبلغت عدم ارتياحها لبغداد. وقد وصف \"هادلي\" إطلاق سراح السجناء والمصالحة ب\"العملية المعقدة\" و\"المسألة الصعبة\" التي تتطلب \"تدابير\" و\"تفاصيل\" و\"آليات\"، ولكنه لم يجب عن السؤال. وقال هادلي كذلك إن الأمر \"سيتطلب بعض الوقت لبحث التفاصيل وآليات كل هذه الأمور\"، مضيفا أنه من المؤكد أن نظيره العراقي سيعلق على القضايا التي تناولتها التقارير الصحافية و\"بعض القلق (الذي أثاره الخبر) في الكونغرس\". \r\n \r\n وبسرعة قبل المالكي استقالة المساعد الذي كشف عن \"مخطط العفو\". وقد أوردت صحيفة \"واشنطن بوست\" في عددها مؤخرا أن المساعد، وهو \"عدنان علي القاديمي\"، ظل متشبثا بأقواله من أن العفو قد يشمل أولئك الذين لم يتورطوا في قتل عراقيين، وهو بطبيعة الحال ما لمح إليه \"المالكي\" نفسه، وهو ما تم -أعتقد- إطلاع المسؤولين الأميركيين عليه. وأعتقد أنه ستتم محاولة إخفاء الموضوع برمته إلى أن تعلن بغداد رسمياً عن \"مخطط العفو\"، ويتبين أنه هو بالفعل ما كشف عنه المساعد المُقال. \r\n \r\n تماما كما تم العمل على إخفاء أرقام وإحصائيات حول حالة استعداد وحدات الجيش العراقي، وذلك وفق تقرير \"هورست\" الذي نشرته صحيفة \"ديترويت فري بريس\". حيث يبدو أن الولاياتالمتحدة قررت تعليق الإعلان عن تفاصيل حول حالة استعداد الجيش العراقي. وحسب \"هروست\"، فإن القرار جاء بعد أن كشفت التقارير التي تم الإعلان عنها \"تراجعا مضطردا في عدد الوحدات العراقية المؤهلة لتولي المهام الأمنية\". \r\n \r\n ونتيجة لذلك، فإن هذه الأرقام باتت اليوم سرية. وفي هذا الإطار، تحدثت إلى مصدر من هيئة الأركان المشتركة حول التقرير موضوع الحديث. ويبدو أن مثار النقاش هو النظام رباعي الدرجات المستعمل لتقييم الوحدات العراقية، والذي يعتبره البعض غير مناسب و\"مضللاً\" ربما. \r\n \r\n فوفق هذا النظام، يتم تقييم الوحدات العراقية من المستوى 1 إلى المستوى 4، أي من المؤهل جداً إلى الأقل استعداداً. ورغم أن \"البنتاغون\" صنفت ثلاث كتائب في المستوى 1 –\"أي أنها باتت قادرة على تنفيذ هجومات بدون مشاركة القوات الأميركية\"- في يونيو الماضي، فإن أي كتيبة عراقية لم يتم تصنيفها في هذا المستوى إلى شهر فبراير. \r\n \r\n ومن النقاط التي أشار إليها منتقدو هذا النظام أن \"المستوى 1\"، الذي يعني أن الوحدة ليست في حاجة إلى أي مساعدة أميركية (تتعلق باللوجيستيك والاستخبارات والقيادة والمراقبة، إلخ)، لا يصف غياب الاستعداد. وعلاوة على ذلك، أخبرني المصدر العسكري الذي تحدثت إليه أن بعض وحدات \"الناتو\" لا تستطيع استيفاء معايير المستوى 1. فما الحل؟ إنه لا يكمن في العمل على وصول المزيد من الوحدات العراقية إلى المستوى 1، أو أن نضع معايير جديدة تعكس حالة الاستعداد الحربي. وبدلاً من ذلك، قرر البنتاغون إضفاء طابع السرية على الأرقام. \r\n \r\n ورغم أن مصدري همس أيضاً بشيء يشبه الخطاب الرسمي ولا يخلو من الغموض، متحدثاً عن ضرورة عدم إضعاف حكومة المالكي وعن \"التشجيع\" و\"التقدم\"، فإن هذا المصدر أثبت أنه يصلح مستشارا للرئيس في شؤون الأمن القومي بالنظر إلى شرحه المعقول حول ضرورة تلافي نقل \"الانطباع\" الخاطئ بخصوص حالة الاستعداد العراقي، وأن الأرقام هي في يد بغداد في الواقع والتي يعود إليها أمر الإعلان عن مدى استعداد قواتها، وليس واشنطن. \r\n \r\n ووفق وثائق أعدت بمناسبة زيارة الرئيس بوش، فمن المرتقب أن تصل قوات الأمن العراقية إلى تعدادها \"النهائي\" البالغ 325000 عضو في ديسمبر المقبل. أما المقياس الجديد للاستعداد، فهو عدد الأميال المربعة من العراق التي تتسلم الوحدات العراقية مسؤولية الأمن فيها. \r\n \r\n إلى ذلك، أعلن مستشار الأمن العراقي موفق الربيعي عن وثيقة لتنظيم \"القاعدة\" في العراق أمس، وثيقة تقدم تقييماً قاتما لحالة الإرهابيين والمتمردين في العراق، وإن كانت لغتها تبعث فوراً على الشك في صحتها. حيث يقول الربيعي بخصوص مرحلة ما بعد الزرقاوي: \"نعتقد أن تنظيم القاعدة في العراق قد أخذ على حين غرة\"، مضيفاً \"إنهم لم يكونوا يتوقعون مدى قوة قوات الأمن العراقية وإمساك الحكومة بزمام الأمور\". \r\n \r\n آمل صادقاً أن يكونوا أقوياء، وإن كنت أعتقد أن حكومة المالكي تخوض أيضاً حرب علاقات عامة خاصة بها، متحدثة عن القوة والاستعداد كوسيلة لتطمين الشعب العراقي. والأكيد أن الشعب العراقي سيشعر بثقة كبيرة في أمنه وحكومته عندما تتسع الأميال المربعة التي تخضع لمراقبة القوات العراقية لتشمل بغداد وأماكن أخرى حيث يعيش حقا الشعب. \r\n \r\n \r\n ويليام إم. أركين \r\n \r\n كاتب أميركي متخصص في القضايا الأمنية \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n