وقال ايمانويل راينرت مدير مجلس سنليس الذي له فروع في باريس ولندن وبروكسل وكابول ان \"ماهية عدم الاستقرار (في ولاية هلمند) انتقلت من كونها تمردا متفرقا الى حالة عنف دائمة تهدد افغانستان الجديدة حتى اساساتها\". \r\n \r\n \r\n واضاف ان المنطقة يمكن ان تشهد مستقبلا درجات من العنف مماثلة لما يحصل في العراق اليوم، كون عناصر طالبان تعلموا من المقاومين العراقيين. \r\n \r\n \r\n واكد راينرت ان \"ثمة انتقالا للتكنولوجيا من ميليشيات العراق الى ولايتي هلمند وقندهار\"، ملاحظا ان \"تقنية الهجمات الانتحارية تم استيرادها مباشرة من العراق، والامر نفسه ينطبق على قطع الرؤوس الذي لا يندرج في التقليد الافغاني وعلى العبوات الناسفة البالغة التطور (والتي) يتم التحكم في بعضها من بعد\". \r\n \r\n \r\n واشار راينرت الى 21 عملية انتحارية تم احصاؤها هذه السنة، في مقابل 17 عملية العام الفائت وخمس عام 2004. \r\n \r\n \r\n واسفرت اخر عمليتين في شرق البلاد الثلاثاء وفي جنوبها الاحد عن ثلاثة جرحى بين الجنود الاميركيين واربعة قتلى افغان واثني عشر جريحا. \r\n \r\n \r\n وتحذير راينرت يتوجه خصوصا الى القوات البريطانية المنتشرة حاليا في ولاية هلمند الجنوبية والتي تعتبر احدى الاقل استقرارا في البلاد والاكثر انتاجا للافيون. \r\n \r\n \r\n وقال \"على القوات البريطانية ان تستعيد السيطرة على الوضع، والا فان طالبان سيسيطرون على جنوبافغانستان برمته\". \r\n \r\n \r\n واضاف \"من اجل ذلك، على (الجيش البريطاني) ان يبدل مقاربته بالكامل هذا الصيف، بحيث يعتمد موقفا قريبا من الناس ويصغي الى حاجاتهم ويلبيها ويأخذ الفقر الحقيقي للولايات في الاعتبار\". \r\n \r\n \r\n وسيتجاوز عدد البريطانيين حتى نهاية تموز/يوليو في ولاية هلمند ثلاثة الاف عنصر بقليل، وذلك في اطار القوة الدولية للمساعدة في حفظ الامن (ايساف) التي تتولى بريطانيا قيادتها منذ بداية ايار/مايو. \r\n \r\n \r\n واعتبر راينرت ان السياسة العسكرية الهجومية التي توسلتها القوات الاميركية في جنوبافغانستان اثر احتلال البلاد في تشرين الاول/اكتوبر 2001، احدثت لدى السكان شعورا بالخوف والحذر حيال القوات الاجنبية. \r\n \r\n \r\n ولاحظ ان ثمانين في المئة من سكان الجنوب يؤيدون ناشطي طالبان بعدما كانوا يعتبرونهم ظالمين قبل اربعة اعوام، وفي رأيه ان اقساما كاملة من الولاية بات يسيطر عليها الاسلاميون. \r\n \r\n \r\n واوضح ان الفقر ازداد منذ اربعة اعوام وتفاقمت الامور مع اخفاق مشروع الزراعات البديلة لمواجهة زراعة الافيون، في حين يشكو السكان المحليون من ازدياد حدة الفساد في الادارات المحلية وباتوا يرفضون وعود المجتمع الدولي الذي لم يف بتعهداته. \r\n \r\n \r\n وعلق راينرت \"اغدق (المجتمع الدولي) وعوده مع الاطاحة بنظام طالبان ولم يف الا بالقليل منها\". \r\n \r\n \r\n واكد ان \"هلمند تشكل تحذيرا مما قد تتحول اليه افغانستان برمتها في حال لم يتم اعتماد مقاربة مختلفة في الاشهر المقبلة\". \r\n \r\n \r\n بدوره، حذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الشهر الفائت من تدهور الوضع في افغانستان، مؤكدا ان 2006 سيكون عاما \"مصيريا\". \r\n \r\n \r\n ورأى المعهد في تقريره حول القوات المسلحة لعام 2006 ان متمردي طالبان \"سيسرعون على الارجح ايقاع عملياتهم، لانهم يدركون خصوصا ان تكبد الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي خسائر قد يؤدي الى استنفار الرأي العام في هذه الدول ضد الحرب\".