\r\n غير أن أولمرت في هذه المرحلة سيتجنب الدخول في التفاصيل خلال مباحثاته مع الرئيس بوش، لاسيما تلك الجوانب التي تستدعي التزاماً مالياً من قبل الولاياتالمتحدة. ولا يتوقع المسؤولون الأميركيون ومعهم المراقبون الإسرائيليون أن تكون زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن، التي ستدوم ثلاثة أيام وستتوج بإلقائه خطاباً أمام الكونجرس الأميركي اليوم الأربعاء، أكثر من فرصة للتعارف وتبادل وجهات النظر حول القضايا المختلفة التي تهم الطرفين. \r\n \r\n \"بيرنارد ريش\"، الخبير في الصراع الشرق أوسطي بجامعة \"جورج واشنطن\"، أكد هذا الطرح بقوله \"إن أولمرت غير معروف في الأوساط الأميركية، كما هو الحال مع أعضاء حكومته، لذا لا مناص من التطرق إلى القضايا المختلفة على نحو شامل قبل الدخول في التفاصيل\"، وتابع قائلا: \"كانت هناك خطط في البداية لدى الوفد الإسرائيلي بالتطرق مباشرة إلى التفاصيل، لاسيما الحديث عن الدولارات، غير أنهم عدلوا عن رأيهم\". يشار إلى أن أولمرت نُصب رئيساً للوزراء قبل أقل من شهر عقب فوز حزب \"كاديما\" في الانتخابات التشريعية التي جرت خلال شهر مارس الماضي. وكان أرييل شارون قد شكَّل حزب \"كاديما\" بغرض تجاوز حزب \"الليكود\" الذي ظل بعض أعضائه يعارضون خططه بالانسحاب من الأراضي المحتلة في غزة والعمل على تأمين الحدود الإسرائيلية ولو بشكل أحادي. \r\n \r\n ويعتقد المراقبون الإسرائيليون أن زيارة أولمرت إلى واشنطن ربما كانت مفيدة أكثر فيما يتعلق بتحديد تفاصيل الانسحاب من الضفة الغربية لو قام بها أرييل شارون. بيد أن القائد الذي كان معروفاً على نحو جيد في أروقة البيت الأبيض خرج من الحياة السياسية إثر الغيبوبة التي دخلها، ما أعاد الأمور إلى الوراء قليلاً. \r\n \r\n وفي هذا السياق يقول الخبير ريش \"لو كان شارون في واشنطن لتحدث مباشرة عن الدولارات\" وعن وسائل أخرى للدعم تقدمها الولاياتالمتحدة لإنجاح خطته، \"إلا أن أولمرت ليس بتلك القوة\". الرئيس بوش من جهته يملك أسبابه الخاصة التي تجعله غير مستعد للحديث عن تقديم مساعدات مالية لأية جهة، خصوصاً في ظل التكلفة المتزايدة للحرب في العراق، وجهود إغاثة ضحايا إعصار \"كاترينا\"، فضلاً عن خططه الرامية إلى نشر قوات الحرس الوطني على الحدود الأميركية- المكسيكية. لكن ما يود بوش سماعه من \"إيهود أولمرت\" حسب المسؤولين الأميركيين هو كيف سيعمل على مواءمة خطة الانسحاب التي يروج لها مع رؤية بوش القائمة على \"دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام\" التي سبق وأن طرحها سنة 2004 ومازال متمسكاً بها إلى وقتنا هذا. وتريد الولاياتالمتحدة أن تعرف خصوصاً كيف ستفضي خطوات أولمرت الأحادية إلى إحلال السلام، كما تريد في الوقت نفسه من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يبقي الباب موارباً على إمكانية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. \r\n \r\n والواقع أن \"أولمرت\" قال أكثر من مرة إن حكومته لا تتوفر على شريك للسلام كي تتفاوض معه، خصوصاً في ظل وصول حركة \"حماس\" إلى السلطة الفلسطينية. وهو أمر يتفهمه الأميركيون الذين لن يذهبوا أبداً إلى حد الضغط على إيهود أولمرت للتفاوض مع \"حماس\" بينما ترفض هذه الأخيرة الاعتراف بإسرائيل، وتواصل دعم العنف ضد الدولة اليهودية. لكن وكجزء من اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تتعرض واشنطن لضغوط كي لا تدعم الخطوات الأحادية للحكومة الإسرائيلية التي يرى البعض أنها قد تجعل إمكانية الوصول إلى تسوية للصراع أكثر صعوبة. ورغم تفهم الولاياتالمتحدة لامتناع الحكومة الإسرائيلية عن التعامل مع \"حماس\"، فإنها مازالت في المقابل تدعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كشريك يمكن التفاوض معه. وفي هذا الإطار يعتقد بعض المراقبين أن لقاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع شرم الشيخ المصري، جاء ليسهل من مهمة \"أولمرت\" خلال زيارته إلى واشنطن. \r\n \r\n وقد أعلن عقب ذلك اللقاء أن اجتماعاً بين محمود عباس وإيهود أولمرت سيعقد فور عودة هذا الأخير من واشنطن. وحسب \"أرثر هيوز\"، الخبير في قضايا الشرق الأوسط، فإن الإعلان عن عقد الاجتماع يشكل إشارة واضحة من الإسرائيليين \"بأنهم قرروا تعديل مقاربتهم والانخراط في تعزيز موقف محمود عباس\". ويتابع \"هيوز\" أنه بعد فوز \"حماس\" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وصعودها إلى سدة الحكم عمد الإسرائيليون إلى \"إقصاء محمود عباس\"، غير أن اللقاء المعلن عنه، فضلاً عن بعض الخطوات الإسرائيلية الأخرى مثل الإفراج عن جزء من المستحقات الضريبية الفلسطينية لأغراض إنسانية، يؤشر على أن الإسرائيليين بصدد طرح مقاربة جديدة لواشنطن والأوروبيين. ويضيف \"هيوز\" أن الإسرائيليين \"يحاولون تعزيز صفوف المعتدلين من الفلسطينيين، حتى إذا ما فشلوا قالوا إننا بذلنا جهدنا لكن دون جدوى\". \r\n \r\n إلى ذلك يتوقع \"هيوز\" وباقي المراقبين أن يقفز موضوع إيران إلى الواجهة أثناء المحادثات في واشنطن. ويقول \"هيوز\" في هذا الصدد \"بدأت إيران تدخل على خط العلاقات الإسرائيلية- الأميركية منذ وقت طويل\". ونظراً للخطاب العدائي الذي تبنته إيران مؤخراً ضد إسرائيل سيلتقي إيهود أولمرت بوزير الدفاع دونالد رامسفيلد لمناقشة القضايا الدفاعية التي ما كانت لتطرح للنقاش لولا تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. \r\n \r\n هووارد لافرانتشي \r\n \r\n محرر الشؤون الخارجية في \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n