\r\n وقد بدأ تدفق المساعدات الكوبية والفنزويلية على بوليفيا منذ أن أصبح الزعيم النقابي الاشتراكي إيفو موراليس رئيساً للبلاد في يناير المنصرم. وتشير هذه المساعدات إلى توطد العلاقة بين أشهر معارضين لإدارة بوش في المنطقة. كما تسلط الضوء كذلك على ما يبدو فشلاً أميركياً في كسب ود البوليفيين، رغم المساعدات الكبيرة التي تقدمها واشنطن. ذلك أن العديد من البوليفيين لا يربطون المساعدات الأميركية سوى بسياسة محاربة المخدرات التي استمرت جيلاً كاملاً ورمت إلى القضاء على زراعة نبتة الكوكا التي يُصنع منها مخدر الكوكايين، والتي أدت إلى عقود من الاضطراب السياسي هنا. \r\n وفي هذا الإطار، يقول \"إينريك دي لا كروس\"، البالغ من العمر 25 عاماً، وهو طالب في مدينة \"إيل بالومار\"، حيث يعيش العديد من الناس في منازل بسيطة: \"إن الولاياتالمتحدة لا تولي أهمية كبيرة لأميركا اللاتينية ومنها بوليفيا، وهو أمر يزعجني جداً. أما التحالف مع فنزويلا وكوبا، فهو أمر ممتاز\". \r\n ومازالت مساعدات التنمية التي تقدمها الولاياتالمتحدة إلى بوليفيا تقدر بنحو 100 مليون دولار سنوياً، أي أكثر من المساعدات التي يمنحها أي بلد آخر. علاوة على تمويل مشاريع البنى التحتية الكبرى مثل الطرق ودفع الدائنين الدوليين إلى إعفاء بوليفيا من دفع الديون المستحقة عليها – وهي المساعدات التي منحت واشنطن على مدى سنوات نفوذاً كبيراً على الحكومات المتعاقبة على السلطة هنا– فقد أعانت المساعدات القادمة من الولاياتالمتحدة البوليفيين بشكل مباشر على بناء المستشفيات وتنفيذ المقاولات الصغيرة. \r\n غير أن العديد من الناس الذين يستفيدون من المساعدات لا يعرفون أن المال يأتي من حكومة الولاياتالمتحدة. واليوم باتت تلك المساعدات تواجه منافسة قوية من البرامج التي أعلن عنها موراليس ويمولها الزعيم الكوبي فيديل كاسترو والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي تنعم بلاده بأموال النفط. \r\n وقد جعل صعود زعيم شعبي من طينة موراليس، وهو المزارع السابق لنبتة الكوكا، والذي ينحدر من أصول هندية، من بوليفيا مكاناً مناسباً وواعداً لفنزويلا، بصفة خاصة، من أجل توسيع نفوذها وتعزيز سياسة شافيز الطموحة والساعية إلى التصدي لأهداف إدارة بوش في أميركا اللاتينية. \r\n ومما تجدر الإشارة إليه أن المجموع الذي أنفق على هذه البرامج حتى الآن غير واضح، علماً بأن كوبا وفنزويلا قد تعهدتا بتوفير مساعدات وخدمات يصل مجموعها إلى 130 مليون دولار أو أكثر على مدى السنوات المقبلة، إلا أنها لم تنفذ بعد. \r\n وفي تعليقه على المساعدات التي تقدمها هافانا وكاراكاس، يقول مايلز فريتشيت، الدبلوماسي الأميركي السابق في أميركا اللاتينية: \"الكوبيون والفنزويليون يضعون وجهاً إنسانياً على أعمالهم هناك، وبالتالي يمكنهم الحصول على ما لا يحصى ويعد من الامتيازات\"، ثم يضيف فريتشيت: \"لقد كنا أول جهة مانحة على مدى وقت طويل جداً، والأشياء التي نساعد بها لا تؤتي أكلها سوى على المدى البعيد\". \r\n وتضم المشاريع الجديدة مساعدات مالية للمستشفيات القروية التي يديرها أطباء كوبيون ودروس محاربة الأمية التي يشرف عليها البلدان. وقد تعهدت فنزويلا بمساعدة بوليفيا على تنفيذ مخططاتها القاضية بتأميم قطاع الطاقة. كما تعمل على إنشاء 109 محطات إذاعية قروية، وتقدم منحاً دراسية للعاملين في القطاع الصحي البوليفي، وتساهم في الجهود الرامية إلى توفير بطاقات التعريف لمئات الآلاف من البوليفيين. \r\n ويرحب موراليس بهذه المساعدات، حيث يأبى إلا أن يحضر شخصياً مراسيم افتتاح وتدشين البرامج الفنزويلية والكوبية والالتقاء بشافيز وكاسترو. وفي هذا السياق، قال موراليس مؤخراً في هافانا بمناسبة توقيع الدول الثلاث على ما يسمى \"اتفاقية تجارة الشعوب\" التي تسعى لمواجهة جهود واشنطن الرامية إلى التوصل إلى اتفاقات التجارة الحرة في أميركا اللاتينية: \"إنهما أفضل حليفين لتغيير بوليفيا\". كما وصف موراليس الاتحاد ب\"محور الخير\"، في ما اعتبره بعض المراقبين سخرية من التحذيرات الأميركية حول تحالف الحكومات اليسارية الثلاث الفتية. \r\n \r\n إلى ذلك، عرضت فنزويلا تقديم المساعدة لشركة الطاقة العمومية في بوليفيا على إنتاج الغاز وتصفيته وبيعه. هذا ويتوقع الإعلان عن المزيد من الاتفاقات خلال زيارة شافيز إلى بوليفيا في الثامن عشر من مايو الجاري. كما أعلن شافيز أيضاً أن فنزويلا تعتزم شراء كل محاصيل الصويا من بوليفيا، التي كانت تشتري منها كولومبيا من قبل، والتي باتت مهددة اليوم من قبل اتفاقية التجارة الجديدة التي تجمعها بالولاياتالمتحدة. \r\n غير أن مشروعات المساعدات الصغيرة التي تقدمها فنزويلا وكوبا أو تسهران عليها، والتي تتفادى البيروقراطية وتوفر الخدمات التي يحتاجها الناس في المدن والبلدات البوليفية، هي التي تثير انتباه الناس هنا وتحظى بترحيبهم ومباركتهم. \r\n \r\n خوان فوريرو \r\n \r\n مراسل \"نيويرك تايمز\" في بوليفيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n