\r\n ولا شك في أن نظرية حقوق الانسان ليست الحقيقة المطلقة. وفي وسعنا القول انها حقيبة توضب فيها حقوق الانسان. ووجود هذه الحقوق في هذه الحقيبة أمر مريح أحياناً. ولا يترتب على هذه الحقوق حقائق جوهرية. فالليبرالية ليست أيديولوجيا صراع ضد الدولة في سبيل حقوق الإنسان. والحق أنني أخشى القول أنها أيديولوجيا لبناء الدولة. فالأيديولوجيات المعاصرة تعترف بأن مبادئ الليبرالية غير قادرة على بناء الدولة. ولعل شرط هذه الأيديولوجيات الحداثوية امتلاك المجتمع شيئاً (أو ماهية) لم يذكر في القوانين والتشريعات، فيجمع بين حقوق الإنسان والمبادئ الدينية والعرقية والقومية. وعندئذ تكون الدولة الليبرالية قادرة على الحياة. \r\n \r\n \r\n وإذا اجتمع في مجتمع واحد مجموعة تلتزم القيم الاخلاقية، وتدخل سوق العمل، وتساعد المحتاجين، ومجموعة أخرى تزعم أن الأخلاق هي التبطل، وتقاضي معونات مادية واجتماعية من أصحاب العمل، تمزقت الدولة، على ما يجري بفرنسا اليوم. وليست وظيفة الليبراليين تهشيم أسس المجتمع، بل احترام هذه الاسس وتطويرها. وهذا ما يعرضه المجتمع الليبرالي على البطريرك كيريللوس. فالليبرالية ليست ديانة تستحوذ على مبادئ حقوق الانسان ولا تسمح بمناقشتها، وترى أن أميركا أرضها الموعودة.