حيث يجب أن ينظر إلى كل منها في الإطار الأوسع لآسيا التي تندمج بسرعة تحمل مخاطر كبيرة مع وجود الصين في محورها الإنتاجي والبلدان الآسيوية الأكثر غنى مصدرا لرأس المال والتقنية فيها في حالة صعود آسيا والصين فإننا نشهد تحولا أكثر عمقا في نمط التجارة والاستثمار العالميين في حياتنا فمضامين ذلك على وضعنا التنافسي والاستراتيجي في اسيا بحاجة الى اهتمام جاد ومركز واتفاقات التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية وماليزيا هي خطوات ضرورية في الرد على هذا المشهد المتحول إن الاقتصاد العالمي ينمو ويندمج بشكل أسرع بكثير من أي وقت مضى حيث تسهم الصادرات بحوالي 30%من إجمالي الناتج المحلي العالمي وتدفقات الاستثمار عابر للحدود تتراوح ما بين 500 بليون إلى 1.5 تريليون دولار في السنة ويسهل الحجم الكبير جدا من تبادل العملة- ربما تريليوني دولار في اليوم- التجارة والاستثمار فالاتصالات بالصوت والمعلومة الموجود في كل مكان في العالم والانخفاض الحاد في نفقات النقل على مستوى العالم وصعود الشركات المتعددة الجنسيات وغير ذلك من العوامل التي لاحصر لها تساعد على تغيير شكل الاقتصاد العالمي وإن كان لايوجد ما يمثل دفعا نحو الاندماج الاقتصادي بشكل مكثف وسريع وناجح مثلما يقدمه انفتاح الصين واندماج اقتصاديات شرق آسيا معه والأسباب لذلك كثيرة وإن كان من أهمها اثنان الأول أن البلدان الآسيوية قد حققت كثيرا من الانجازات الكبيرة بشكل صحيح مثل معدلات الادخار والاستثمار المرتفعة والتركيز المكثف على التعليم والبنية الاساسية الجيدة والتركيز على التقنيات والثاني وهو ظاهرة فريدة ويتمثل في الاندماج المتزايد للاقتصاديات الاسيوية التي كانت منفصلة فيما سبق وهو ما يحقق نموا كبيرا وتغييرا هيكليا فقد تم استبدال توترات الحرب الباردة والصراعات الفكرية والعسكرية الحادة التي كانت تهيمن على العلاقات بين البلدان الآسيوية في 1950 مع الوقت بسياسة عملية واقعية نفعية آسيوية وتطبيع والأحدث في ذلك هو انفتاح الصين وقد تجسد الاندماج الاقتصادي في شكل مستوى عال من الاستثمار الآسيوي في اسيا - ما بين 45 الى 50 بليون دولار من إجمالي الاستثمارات المباشرة في الصين في العام الماضي والتي بلغت 60 بليون دولار جاءت من كوريا الجنوبيةواليابان و تايوان وهونغ كونغ وسنغافورة إن التحرك في سلسلة من الاقتصاديات المنفصلة الى مركب اكبر من رأس المال والتقنية والعمالة الرخيصة قد حول دفة التجارة الآسيوية بشكل سريع صوب الصين مما زاد من حدة كل من المنافسة الصينية والاسيوية عموما في مواجهة اوروبا والولاياتالمتحدة على سبيل المثال فان الصادرات الاسيوية من المنتجات عالية التقنية الى العالم المتمركزة في الصين تتجاوز الان مثيلاتها الاميركية. \r\n فلتدخل اميركا الى كوريا الجنوبية وماليزيا، فالمنافسة الاسيوية المكثفة ليست مصدرا للخوف بل إن أي منافس واثق من نفسه سوف يستجيب بطريقة منطقية ومتماسكة ان نظرة عقلانية على وضع أميركا في آسيا يمكن أن يعكس التحول الاقتصادي لآسيا وتحدي المنافسة الناشئة لبلدنا والآثار الجانبية على دبلوماسية اسيا والمحيط الهادي والنفوذ الاميركي في المنطقة لقد كانت اتفاقية التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية هي اول رد مع دولة لها ثقلها الاقتصادي وحليفة وثيقة لاميركا كما يعد إطلاق محادثات التجارة الحرة مع ماليزيا هو ثاني رد مهم فماليزيا هي الدولة الاسلامية العضو في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة دول جنوب شرق اسيا ان علاقات قوية واندماجا اقتصاديا اعمق معها سوف يحقق فوائد تتجاوز المنافع التجارية ويجب ان تتضمن الخطوات التالية اتفاقية تجارة حرة موسعة مع مجموعة الاسيان يكون في محورها ماليزيا وسنغافورة وتايلاند كما يجب ايضا الدخول في اتفاقية حرة مع اليابان- او على الاقل معاملة اعمق- كما يجب ان تنضم فيتنام الى منظمة التجارة العالمية ويتم تنشيط التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادي كمنتدى اقتصادي اقليمي وعلاقات قوية مع الهند. \r\n ان انخراطا قويا مع اسيا امر حيوي اذا ما كان علينا ان نحتفظ بمدخل اقتصادي متحرر الى المنطقة واذا كان علينا ان ننشط مجددا دورنا المحوري في المحيط الهادي وشبكة العلاقات والنفوذ الاميركي هناك فإن العلاقة بين الولاياتالمتحدة والصين يمكن أن يتم تعزيزها من خلال سلسلة من التحالفات المتوازنة التي تقوم على اقتصاديات مندمجة بشكل مواز . \r\n إن قوة أميركا التنافسية واعتمادها على ثقلها الدبلوماسي ووضعها بين الدول هو موضوع كبير ولن تضمن اتفاقية واحدة او حتى مجموعة من الاتفاقيات وضع القيادة او النفوذ للولايات المتحدة في السنوات المقبلة- وبالتأكيد لن يتحقق ذلك اذا استمر بيتنا المالي يعاني من حالة من العجز المأساوي والمشوش في التعليم وتم إحباط القدرات الإبداعية للاميركيين بدلا من تشجيعها وفي الوقت الذي ننظر فيه الى عالم يمر بمرحلة تحول من الواضع انه ليس لدينا وقت لتضييعه والاعلان عن محادثات تجارة حرة مع كوريا الجنوبية وماليزيا هو خطوة مهمة في هذا الصدد . \r\n \r\n *الممثل التجاري الاميركي في الفترة من 1997الى 2001. \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز- واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n