\r\n الشكوك المتبادلة التي غلفت العلاقات الروسية الصينية خلال الحرب الباردة لم تختف بالكامل ولكن القادة الشيوعيين في الصين والرئيس الروسي بوتين يشعرون بالقلق تجاه الولاياتالمتحدة والناتو لقد سبق ان طالبت روسيا والصين معا بانسحاب اميركا من قواعدها العسكرية الموجودة في آسيا الوسطى‚ روسيا لديها سلاح للبيع والصين تسعى لتحديث قواتها المسلحة ولديها المال اللازم لشراء السلاح والمناورات العسكرية التي جرت قرب ميناء فلادفستوك الروسي واقليم شاندونغ الصيني اطلق عليها اسم يوحي بوجود مهمة سلاح على غرار ما تقوم به الاممالمتحدة‚ \r\n \r\n والحقيقة ان هذه التدريبات التي شارك بها 10 آلاف جندي ستسمح للصين بالتدريب على شن هجوم برمائي من ذلك النوع الذي يمكن ان تستخدمه في يوم من الايام ضد تايوان في الوقت الذي تسمح فيه هذه المناورات لروسيا باستعراض قاذفاتها بعيدة المدى التي يمكن ان تبيعها للصين‚ \r\n \r\n من الناحية العسكرية البحتة ليس هناك سبب يدعو الولاياتالمتحدة للقلق‚ فالتكنولوجيا الاميركية متقدمة على غيرها لعدة سنوات‚ من جانب آخر فان للولايات المتحدة حلفاءها الذين يدورون في فلكها‚ فلقد بدأت اميركا وكوريا الجنوبية باجراء التدريبات العسكرية السنوية القائمة على افتراض صد هجوم تقوم به كوريا الشمالية‚ وتعد هذه المناورات اكثر التدريبات العسكرية في العالم استخداما للكمبيوتر في مجال القيادة والسيطرة‚ \r\n \r\n لكن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يقدم لنا مثالا واضحا حول تراجع النفوذ الاميركي في شرق آسيا‚ والغريب ان القليل من الكوريين الجنوبيين يشاركون الولاياتالمتحدة قلقها تجاه برامج الاسلحة النووية لكوريا الشمالية‚ وعلى العكس تظهر استطلاعات الرأي ان معظم الشبان الكوريين الجنوبيين سيقفون مع بيونغ يانغ ضد اميركا في اي حرب تقع‚ \r\n \r\n القوات العسكرية الاميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية يجرى الآن خفضها بنسبة الثلث لتصل الى 25 ألف جندي كجزء من اعادة تنظيم عالمية للقوات الاميركية ضمن ما اطلق عليه البنتاغون اسم «المرونة الاستراتيجية»‚ وهناك جانب سياسي غير عسكري لهذا التوجه الاميركي وهو ان كوريا الجنوبية لا تريد لأي قوات اميركية تتمركز على اراضيها ان تستخدم في اي عمليات قد تثير غضب الصين مثلها مثل الكثير من دول المنطقة فان كوريا الجنوبية يجرى شدها لتدور في الفلك الاقتصادي الصيني‚ \r\n \r\n حتى في اليابان التي تعتبر اكثر حلفاء اميركا اهمية في الباسيفيك فان المستقبل بالنسبة للولايات المتحدة يبدو ملبدا بالغيوم‚ فرئيس الوزراء كويزومي صديق الرئيس بوش دعا لإجراء انتخابات في الشهر القادم والقضية الأساسية في تلك الانتخابات هي الاصلاح الاقتصادي‚ ويوجد علي يسار كويزومي «الحزب الديمقراطي الياباني» الذي وعد بسحب القوات اليابانية من العراق إذا فاز ويوجد على يمينه السياسيون القوميون المعادون لأميركا‚ \r\n \r\n وتبحث الولاياتالمتحدة عن أصدقاء في آسيا مما دعاها لتخفيف الحظر المفروض على إجراء تدريبات عسكرية مع نيوزلندا بالاضافة الي الدخول في مغازلة مع الهند‚ \r\n \r\n إن هذا ليس كافيا هناك مشكلة حقيقية تواجه واشنطن في آسيا وهي أن الوقت الذي تتمتع فيه بتفوق عسكري على سواها إلا إن دبلوماسيتها الإقليمية تعتبر ضعيفة ويعود السبب في ذلك إلى تشتت جهودها الناتج عن الحرب القائمة في العراق‚ \r\n \r\n وعندما يتدخل المسؤولون أو الدبلوماسيون الأميركيون في الشؤون الآسيوية فإن التأثير لا يكون الديمقراطية بل على «الإرهاب» وعلى حماية الصناعة الأميركية من المنافسة الصينية مما يجعل الولاياتالمتحدة بعيدة عن الشعوب الآسيوية وكذلك؛ بعيدة عن الحكومات الآسيوية أيضا‚ \r\n \r\n إن الولاياتالمتحدة تبدي حماسا تجاه حقوق الانسان والديمقراطية يزعج بالتأكيد بوتين وهو غنتاو ولكن هذا الحماس ليس كافيا لإثارة همم الشعوب وبالرغم من القوة البحرية الأميركية الجبارة فإن النفوذ الأميركي في آسيا والباسيفيك في تراجع‚ \r\n