\r\n \r\n فقد شارك السُنة في انتخابات ديسمبر الماضي بعد أن تم إقناعهم بشكل كبير بأن الدستور يضمن لهم نصيبا عادلا في ثروة العراق الطبيعية. \r\n \r\n ويرى الأكراد أن الدستور الجديد يسمح لهم بالسيطرة على إيرادات صادرات النفط الموجود على أراضيهم. ويعتقد الشيعة، الذين يشكلون 60 % من شعب العراق، أن الإدارة الديمقراطية تضمن لهم لعب الدور الرئيسي في السياسة العراقية. \r\n \r\n و يتبين في هذا الشأن أن هناك تضاربا في آراء الجماعات العراقية الثلاث؛ فإذا حدث وأن رأت الأحزاب العراقية المختلفة أن الحكومة الجديدة والدستور الجديد لا يحميان حقوقها، فإن الأكثر تشددا بين تلك الجماعات قد يلجأ إلى ما هو أبعد من السياسة من أجل تحقيق أهدافه. \r\n \r\n و إذا رأى الشيعة أن الحكومة المركزية لا تستطيع حمايتهم من هجمات الجماعات المتشددة ، فإن كثيرا منهم قد يبتعد عن القادة السياسيين ويلجأ إلى قادة الميليشيات العسكرية من أجل توفير الحماية. \r\n \r\n وإذا ساور الأكراد شك في أن القرارات التي تحكُم الاستغلال النفطي للمناطق التي يعتقدون أنها تخصهم- إذا شكّوا أن تلك القرارات يجري اتخاذها من دون موافقتهم، فإن بعضا منهم قد يتجه إلى محاولة الاستقلال، الأمر الذي سيقابله رد فعل عنيف من جانب الحكومة في بغداد وتركيا. \r\n \r\n وإذا رأى السُنة أن قيادتهم المنتخبة لا تستطيع منحهم نصيباً عادلاً من السلطة والثروة، فإنهم قد يشعلون حركة مقاومة هي بالفعل موجودة وتتسم بقدر كبير من الخطورة.و في حال انسحاب القوات الأميركية وتراجع المساعدات الدولية ، فإن العراق قد يسقط في غيابات صراع طائفي مرير وعنيف في 2006. \r\n \r\n في أميركا اللاتينية تسبب القائمون على المصارف المركزية في القدر الأعظم من حالة الضبابية التي سادت المنطقة في الأعوام الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك فإنه في الوقت الذي ينبغي أن تكون فيه الثوابت الاقتصادية سليمة على امتداد هذا النصف من الكرة الأرضية خلال 2006 ( باستثناء تشيلي) فإن المشهد السياسي في المنطقة يبدو أنه سيعاني حالة من الغليان. \r\n \r\n ستتأثر سلسلة الانتخابات، لاسيما تلك التي ستجري في البرازيل والمكسيك، بحالة العداء الإقليمي ضد الأميركيين، وهو الاتجاه الذي يقوده بكل قوة الرئيس الفنزويلي ذو الشعبية الواسعة هوغو شافيز. كما يمكن أن يتسبب انحياز الأرجنتين إلى جانب فنزويلا في تعقيد المشهد السياسي اللاتيني. \r\n \r\n لقد طلب شافيز من الأرجنتين مساعدة تقنية في مجال التكنولوجيا النووية. وحتى الآن ترفض الحكومة الأرجنتينية الطلب. وفي حال أن رأى الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنر أن بلاده، التي تفتقر بشدة إلى السيولة المادية، تحتاج إلى أموال من متبرع فنزويلي مستعد للمساعدة ،فإن حدة التوتر في المنطقة ستزداد جراء إمكانية أن تواجه القارة تهديد الانتشار النووي بين دولها. \r\n \r\n وفي الوقت الذي تُحبط فيه إيران وكوريا الشمالية الجهود التي تبذلها كل من أميركا وأوروبا لكبح الانتشار النووي ، فإن العام 2006 قد يشهد أيضا اعتزام شافيز على امتلاك هامش تفوق أمني على المستوى الإقليمي. \r\n \r\n و من المحتمل أن يكون هناك ضغوطاً على أسواق النفط في العالم في 2006 وسيكون التوتر السياسي في نيجيريا أحد أسباب تلك الضغوط. ففي الوقت الذي تقترب فيه انتخابات 2007، فإن الرئيس النيجيري أوباسانجو وحلفاءه في البرلمان قد يتجهون إلى تعديل الدستور من أجل السماح له بالحصول على فترة رئاسة ثالثة. \r\n \r\n و هناك سبب وجيه في أن يحاول المجتمع الدولي دعم هذا التوجه. فالرئيس النيجيري ووزراؤه قد نجحوا في إدارة سياسة الاقتصاد الكلي في البلاد بشكل ماهر وأحدثوا توازنا واستقرارا في البلاد على الصعيد الاقتصادي. \r\n \r\n ويحدث ذلك في الوقت الذي يتبين فيه أن أبرز المرشحين لخلافة الرئيس الحالي ، لاسيما نائب الرئيس أتيكو أبو بكر، هم أقل كفاءة بكثير من الرئيس الحالي. \r\n \r\n غير أنه في حال شعر فقراء نيجيريا أن فرصهم في اقتسام السلطة واقتسام عوائد الثروة النفطية آخذة في التناقص فإنهم قد يلجأون إلى إثارة المتاعب للرئيس النيجيري، وهو الأمر الذي يمكن أن يشيع مناخا من عدم الاستقرار في البلاد في 2006. \r\n \r\n أضف إلى ذلك التوترات العرقية في دلتا النيجر والمحاكمة المعلقة لزعيم الميليشيا أساري دوكوبو وخطر اندلاع أعمال عنف شديد في البلاد ، الأمر الذي ستتعرض معه إمدادات النفط في ذلك البلد إلى خطر كبير ومتزايد. \r\n \r\n وفي الوقت الذي يتسبب فيه النمو الاقتصادي الكبير في كل من الصين والهند بتزايد طلبهما على الطاقة وفي الوقت الذي يظل فيه الطلب الأوروبي والأميركي على الطاقة مستقرا على معدلاته، فإن الوضع في ذلك البلد الأفريقي الغني بنفطه يستحق منا مزيدا من الاهتمام. \r\n \r\n و أخيرا هناك التهديد الذي يمثله الإرهاب الدولي. فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حققت الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب نجاحا كبيرا في تعقب قيادات تنظيم القاعدة وتقويض بنيته التحتية وقدراته التمويلية. \r\n \r\n غير أنه على الرغم من ذلك فإن التنظيم يظل قويا وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الشبكات الإرهابية الأخرى التي تشكل أفرعاً تستوحي أنشطتها من هذا التنظيم أكثر من كونها جزءاً منه تواصل فيه تلك الشبكات فرضها لتهديد مرحلي على الساحة العالمية. \r\n \r\n ويبدو كل من مثلث السنة في العراق ومنطقة شمال القوقاز داخل أراضي الاتحاد الروسي كأكبر معسكري تدريب للمنظمات الإرهابية. فهذان المعسكران قد بدءا في تصدير الإرهاب إلى خارج حدودهما في 2005. \r\n \r\n و تبدو روسيا أكثر دول العالم قربا لوقوع عمل إرهابي كبير على أراضيها. فوجود تلك التركيبة المتمثلة في توافر أسلحة بيولوجية وكيميائية ونووية لا تتمتع بحماية كافية ووجود علماء لا يتقاضون ما يناسبهم من أجور. \r\n \r\n ويملكون خبرة كبيرة في مجال أسلحة الدمار الشامل ووجود جماعات إرهابية تنتمي للسكان الأصليين للبلاد تلك التركيبة تؤكد خطر وقوع عمل إرهابي كبير على الأراضي الروسية. \r\n \r\n و تظل نسبة وقوع التهديدات الإرهابية أكبر في أوروبا وشرق آسيا، حيث يتمتع المتشددون في تلك البلاد بقدرة على الانصهار بين فئات الشعب هي أفضل من تلك المتاحة في الولاياتالمتحدة الأميركية. \r\n \r\n خدمة : لوس أنجلوس تايمز \r\n \r\n خاص ل « البيان» \r\n \r\n \r\n