ولا تنوي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في الإثناء، إقامة قواعد عسكرية جديدة على أرض رومانيا، فتقتصر على استعمال المنشآت القائمة، المزمع استئجارها، ونشر قوات أميركية، وتخزين معدات عسكرية قد تنقل إلى ميدان معركة، أو إلى أماكن أخرى عند الضرورة. \r\n وأعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أن رد روسيا يتوقف على معلومات لم تتوافر له بعد عن عديد القوات الأميركية التي ترابط في هذه القواعد، وخطط استخدامها. وأعرب وزير الدفاع الروسي عن قلقه لأن دولاً أوروبية كثيرة لم تصادق على المعاهدة المعدلة الخاصة بالأسلحة التقليدية في أوروبا الى اليوم، بينما طابقت روسيا المواد المتعلقة بالقيود التي تفرضها المعاهدة على التسلح. وقال: «إذا لم تنفذ الدول الأخرى المعاهدة فسوف نستخلص نتائج مناسبة». \r\n وكان السيناتور جورج آلن الأفصح لساناً، فقال: «ما دمنا نستخدم عدداً من المنشآت في البحر الأسود لنقل قوات إلى الشرق الأوسط، فقد تكون هذه المنطقة مكاناً مناسباً لتخزين العتاد وإيواء جنودنا، على الأقل موقتاً». وعندما نقلت الولاياتالمتحدة قواتها إلى العراق مر 7 آلاف عسكري أميركي، ومعهم كميات كبيرة من الأعتدة العسكرية، بميناء كونستنزا الروماني. \r\n ولا يرى قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي، في إقامة قواعد أميركية برومانيا زيادة ملحوظة في الوجود العسكري الأميركي بأوروبا. وقال في مؤتمر صحافي، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ان القيادة الأميركية قررت خفض القوات الأميركية المرابطة في أوروبا الى 70 ألفاً، وترحيل البقية من ألمانيا. \r\n ولا يتفق الجنرال الروسي فالنتين روغ مع هذا الرأي. فهو يرى ان الناتو والولاياتالمتحدة في صدد إحكام الطوق العسكري على روسيا. وهو «طوق مزدوج... الطوق الخارجي الذي تشكله قوة الناتو العسكرية، والطوق الداخلي الذي يمر في بلدان البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا واستونيا) وشرق أوروبا. وتنوي أوكرانيا وجورجيا الانضمام الى بلدان البلطيق في أقرب وقت. وجرى في الأثناء، حشر بقايا الأسطول الروسي بالبحر الأسود، في المياه الإقليمية». وينبه الجنرال روغ إلى ان طائرات تكتيكية، تنطلق من مطار كونستنزا الروماني، تبلغ منشآت روسية في أقل من ساعة، في حين تستطيع الصواريخ الوصول إلى وسط روسيا في 5 دقائق». \r\n ويرى الجنرال روغ، وهو خاض معارك الحرب العالمية الثانية، ان الأسطولين الروسيين في البحر الأسود وبحر البلطيق، حشرا في المياه الإقليمية، ولم يعودا قوة عسكرية جدية على قوله. ويلقى أسطول المحيط الهادئ المصير نفسه إذا «سيطرت اليابان على أربع جزر في جنوب بحر الكوريل». وإذا نقلت الولاياتالمتحدة قواعدها العسكرية إلى رومانيا، أوغيرها من بلدان أوروبا الشرقية، وقع الشطر الأوروبي من روسيا كله تقريباً في متناول أسلحة الناتو التكتيكية، ناهيك عن الأسلحة الإستراتيجية. ويتساءل الجنرال روغ، في إشارة إلى إنجاز الولاياتالمتحدة صنع 4 آلاف صاروخ متحرك (كروز): لماذا يحتاجون إلى هذه الصواريخ؟ \r\n وكانت وحدات من القوات المسلحة الأميركية تعد أكثر من 315 ألف عسكري ترابط في 1421 موقعاً في الأراضي الأوروبية، في نهاية ثمانينات القرن الماضي. وانخفض عدد هذه المواقع إلى 491 موقعاً، يرابط فيها نحو 112 ألف عسكري. وتخطط وزارة الدفاع الأميركية لتخفيض عدد قواعدها في أوروبا بنسبة 40 في المئة. \r\n وقال الجنرال جيمس جونس قائد قوات الناتو في أوروبا وقائد القوات الأميركية فيها، ان سياسة البنتاغون العسكرية الجديدة،، تقضي بأن تكون «أكثر فعالية على الصعيد الإستراتيجي، وتنتشر على رقعة أوسع من الأراضي». وعلاوة على رومانيا تنوي الولاياتالمتحدة الحصول على قواعد عسكرية في بلدان أخرى في شرق أوروبا، هي بلغاريا والمجر وبولندا وتشيكيا. وأعلنت الولاياتالمتحدة ضم منطقة البحر الأسود إلى دائرة مصالحها الإستراتيجية. ولا بد من الإشارة إلى أنها منطقة قريبة من إيران وبلدان الشرق الأوسط وروسيا.