\r\n رغبة توني بلير في الاسراع يمكن تفهمها‚ فانتخابات 1997 والنصر الانتخابي الذي تحقق له فيها اعطيا بلير فرصة ذهبية لاصلاح الاجهزة العامة ولكن الذي حصل انه اضاع تلك الفرصة‚ \r\n الفترة الاولى لتولي بلير الحكم استغلها من اجل اصلاح الوضع الاقتصادي واستغل الفترة الثانية في العراق‚ \r\n وتم تحقيق الكثير من الانجازات بما فيها اعطاء المزيد من الاستقلال لاسكتلندا وويلز وحل القضية الايرلندية بصورة سلمية‚ كان هناك ايضا اصلاحات مهمة في الخدمات العامة‚ وعلى وجه الخصوص الصحة والتعليم‚ ولكن بعد مرور ستة اشهر على بدء فترة رئاسته الثالثة للحكومة‚ فإن بعض الاصلاحات هي ابعد ما تكون عن الاكتمال‚ كما ان النتائج التي تم تحقيقها مخيبة للآمال‚ \r\n قام بلير بسلسلة من المبادرات السياسية لانهاء عمله وابلغ حزب العمال في المؤتمر الذي عقده في سبتمبرب انه يشعر بالاسف لحذره السابق‚ وكون ايامه في داوننغ ستريت اصبحت محدودة‚ فإن هناك عددا اقل من الوزراء على استعداد لدعم مقترحات بلير‚ كما ان الكثير من قادة حزب العمال مستعدون للتمرد بصورة متزايدة ضد اي شيء لا يعجبهم‚ \r\n هذا الامر بدا واضحا من خلال قيام اعضاء البرلمان الناقمين من حزب العمال بالحاق الهزيمة تقريبا ببعض مكونات التشريع المقدم المضاد للارهاب‚ \r\n تتبع هذا الشيء الاستقالة المتأخرة لديفيد بلنكيت احد اقرب الحلفاء لبلير في مجلس الوزراء‚ الاسبوع المقبل سيشهد تحديا قويا آخر لبلير عندما يتقدم بمقترحاته لتمديد فترة الاعتقال دون محاكمة الى مجلس العموم‚ واذا لم يتراجع بلير عن نيته رفع فترة الاعتقال من 14 يوما الى 90 يوما‚ فإن الهزيمة البرلمانية ستلحق به لا محالة‚ في اوائل العام المقبل ستنشر الحكومة الجولة القادمة للاصلاحات التعليمية‚ وهذا الامر ايضا قد يتسبب بالحاق هزيمة اخرى ببلير في البرلمان‚ \r\n وهذا الشيء لن يكون في صالحه اذا ما حصل قبل مايو الذي سيشهد تنظيم الانتخابات المحلية التي يتوقع ان يحقق فيها حزب العمل نتائج سيئة‚ \r\n الاوقات القادمة ستكون بالتأكيد اوقاتا خطيرة لرئيس الوزراء‚ \r\n ان مشكلة بلير تتمثل في انه كلما اندفع بصورة اقوى في الاصلاحات قرب ذلك من خروجه من الحكم دون تأمين نهاية سعيدة لميراثه‚ \r\n