\r\n \r\n لكن فيما تحاول الضحايا تلمّس طريقها في المجاهل الجديدة، بدأت الأسماك الكبيرة الضارية تتحلق حولهم إنها «رأسمالية الكوارث» تسميها نعومي كلاين، التي شهدت مثل هذا الوضع في العراق، ولقد أقرّ الكونغرس إلى الآن تخصيص 62 مليار دولار للتعامل مع آثار كاترينا، \r\n \r\n وسوف يتم إنفاق مئات المليارات الأخرى على استصلاح ساحل خليج المكسيك وإعادة البناء وإعادة التوطين، ولقد بدأت حمّى التلقيم منذ الآن.وتوشك شركة هاليبرتون على الظفر بعقد لإعادة البناء دون طرحه في عطاء عام وتقف في الطابور أيضاً شركات ذات صلات جمهورية معروفة مثل فلور وبكتيل وشو غروب لتأخذ نصيبها من العقود. \r\n \r\n ولقد هبّ ناشطو جماعات الضغط، من أمثال جو ألبو، صديق جورج بوش وجيمس لي وايت، صديق بيل كلينتون كلاهما شغل في السابق منصب رئيس الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ هبّوا لنصيحة زبائنهم من الشركات بإرسال فرقهم إلى المسرح الساخن. ويتم في خضّم حالة الطوارئ الراهنة تجاهل القواعد المعتادة في منح العقود والمنافسة، لأن هناك أطرافاً عديدة يسيل لعابها لجني الأرباح الفاحشة من شقاء الآخرين. \r\n \r\n ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ناشط في جماعات الضغط يدعى جيمس ألفيرتاين قوله: «إنهم (سلطات بوش) يلقون الأموال بالقنطار». وحتى المؤدلجين بدأوا يلهثون وراء الكعكة المغرية، فلقد بدأ نيوت غنغريتش بتوزيع منشورات تدعو إلى تحويل المنطقة المنكوبة إلى منطقة مشاريع خاصة بتخفيض الضرائب على الشركات وتخفيف الضوابط المفروضة عليها. ومن جانبه، بدأ لوبي النفط بالضغط من أجل السماح للشركات بالتنقيب في ألاسكا وقبالة الشواطئ الأميركية. \r\n \r\n والناشط اليميني غروفر نوركويست راح يدعو إلى منح المزيد من التخفيضات الضريبية للأثرياء لتحفيز الاقتصاد. أما النائب الجمهوري جيف فلاك فلقد أشار على المحافظين باستخدام الأزمة لتجربة أفكارهم المفضلة. توزيع قسائم للتعليم والرعاية الصحية. فهم يريدون إعادة افتتاح الحي الفرنسي الذي لم تغمره كميات كبيرة من مياه الفيضانات خلال 90 يوماً. \r\n \r\n وهم يخططون للضغط من أجل استضافة أحد المؤتمرين الحزبيين في الانتخابات الرئاسية 2008، مع انه من الصعب على المرء ان يتخيل ان الجمهوريين سيرغبون بتذكير الناس بفشل هذه الإدارة في إدارة الأزمة. وهم يتحدثون أيضاً عن استضافة حفل سوبر باول». \r\n \r\n إن التفاؤل والحيوية في أوساط مؤسسات المال والأعمال ضروريان لإعادة بناء نيو أورليانز. والأحلام الكبيرة والخطط الكبيرة ضرورية للمعنويات البشرية التي ستعيد ساحل خليج المكسيك إلى الحياة. لكن أولئك الذين تركوا وحيدين في «سوبر دوم» فإنهم يتحسبون لكارثة أخرى من صنع الإنسان. \r\n \r\n فضحايا كاترينا المشتتون في 40 ولاية يصارعون لتلمّس طريقهم وسط حطام الماضي والذكريات المؤلمة، فيما تظفر الشركات بالعقود ويحظى الآخرون بفرص العمل. وإذا تقرر إعادة بناء نيو أورليانز باعتبارها من منطقة مشاريع خاصة، فسوف ينتظر المستثمرون من القطاع الخاص حتى تقوم الحكومة بإزالة الانقاض، ليقوموا هم بعد ذلك ببناء الأبراج الفخمة لتحلّ مكان المساكن الرخيصة، وهم بذلك سوف يحولون نيو أورليانز إلى حديقة تخصصية راقية، ولن يعود سكانها السابقون قادرين على تحمل تكاليف الرجوع للسكن فيها. \r\n \r\n يجب على أميركا ان تعيد بناء ساحل الخليج وتعيد الحياة إلى نيو أورليانز، لكن لا ينبغي لنا السماح لأثرياء الكوارث بأن يجنوا أرباحاً فاحشة تاركين وراء ظهورهم أولئك الذين عانوا من الدمار الأعظم. نحن بحاجة لخطة جادة لإعادة بناء البنية التحتية الحيوية، ولجعل نيو أورليانز قابلة للديمومة، ولتطوير برامج إسكان ووسائل مواصلات معقولة التكلفة ولبناء المدارس. \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n