وكانت استطلاعات الراي توقعت ان يكون هذا اليوم هو يوم مجد انغيلا لتصبح هذه المواطنة الالمانية السابقة وابنة القس البروتستانتي في حزب يهيمن عليه الكاثوليك الالمان الغربيون، اول مستشارة في تاريخ المانيا. \r\n \r\n لكن هذا اليوم تحول في النهاية الى كابوس حيث من المؤكد ان ايامها في رئاسة الاتحاد المسيحي الديموقراطي باتت معدودة وفقا للصحف الالمانية الصادرة اليوم. \r\n \r\n فقد سجلت \"انجي\" كما يطلق عليها انصارها مساء الاحد نتيجة تقل بثلاث نقاط عن تلك التي حققها ادموند شتويبر مرشح المحافظين تعيس الحظ في انتخابات 2002. فلم تحصل ميركل سوى على 35.2% من الاصوات مقابل ال38.5% التي حصل عليها الزعيم البافاري منذ ثلاث سنوات، مع ان استطلاعات الراي توقعت حصولها على ما بين 41% و42% من الاصوات. \r\n \r\n وتعد هذه النتيجة ايضا اسوأ ثالث نتيجة للمحافظين منذ عام 1949 وان كانت افضل قليلا من تلك التي سجلها هلموت كول عام 1998 (1،35%) عندما هزم امام غيرهارد شرودر بعد 16 عاما في الحكم. \r\n \r\n وعلق فرانتس فولتر استاذ السياسة في جامعة غوتنغن قائلا في عدد مجلة شبيغل الصادر على الانترنت \"ميركل هي الخاسرة في هذه الانتخابات، في نظر الناخبين وايضا في نظر انصارها. الكل كان يتوقع فوزا كبيرا. لقد افقدها ذلك الكثير من سلطتها داخل حزبها\". \r\n \r\n هذه الهزيمة القاسية ناجمة عن عدة اخطاء تكتيكية خلال حملتها الانتخابية القصيرة. \r\n \r\n فمع وضعها بول كيرشهوف في مقدمة الساحة المالية معلنة عزمها على جعله وزيرا للمال في حال فوزها اثارت انغيلا ميركل المخاوف لدى العديد من الالمان الذين راوا في هذا الاستاذ الجامعي مدافعا شرسا عن الليبرالية. \r\n \r\n فقد اثارت ميركل خاصة البلبلة في صفوف ناخبيها بتركها كيرشهوف يشرح في الساحة العامة مشروعه لاقامة نظام ضريبي شبه فريد في نوعه مشددا على ان الاتحاد المسيحي الديموقراطي لديه اقتراحاته الخاصة في مجال الضريبة على العائدات. \r\n \r\n وفي نهاية الحملة كانت القضايا المالية هي المهيمنة على المناقشة الانتخابية لكن ميركل لم تتمكن من توجيهها الى البطالة، الاهتمام الاول للالمان. \r\n \r\n فمع 4.7 مليون طالب وظيفة كان لدى المرشحة المحافظة سلاحا لا يستهان به ضد غيرهارد شرودر الذي لم يتمكن رغم وعوده من خفض عدد العاطلين خلال سنوات حكمه السبع. \r\n \r\n واعتبرت الصحف ايضا ان انغيلا التي جرت مقارنتها بمارغريت تاتشر ربما تكون قد دفعت كذلك ثمن كونها امراة في نظر قسم من الناخبين المحافظين التقليديين. فلا شك ان صورة المراة المتزوجة للمرة الثانية والتي ليس لها ابناء لم تكن ايضا في صالحها. \r\n \r\n وكانت هذه الباحثة العلمية ذات الحادية والخمسين قد واجهت صعوبات كبيرة خلال مسيرتها الى قمته. \r\n \r\n فمن اجل الوصول الى زعامة الاتحاد المسيحي الديموقراطي في نيسان/ابريل 2000 كان على انغيلا التخلص من وصاية هلموت كول الذي ورد اسمه في فضيحة الصناديق السوداء وهي \"الخيانة\" التي لم يغفرها لها بعض قدماء الحزب. \r\n \r\n وما كادت \"صدمة\" مساء الاحد تخف قليلا الا وبدات انغيلا تتلقى طعنات في الظهر من داخل حزبها. \r\n \r\n فلم يتوان منافسها الدائم فردريش ميرتس الذي نجحت في ازاحته من قيادة الحزب عن مهاجمتها قائلا ان \"الحملة الانتخابية في مجملها لم تسر بالتاكيد على الوجه الاكمل\". \r\n \r\n واكدت صحيفة \"فايننشل تايمز دوتشلاند\" الاقتصادية ان \"نتيجة ميركل .. اكثر من اهانة. انها تسطر النهاية السياسية القريبة لميركل\".