الفرنسيون والهولنديون لديهم الكثير من الشكاوى بشأن المهاجرين ووجود تنافس قوي على الوظائف والاعمال للعمال المحليين من قبل العمال المهاجرين الذين يقبلون بالأجور المتدنية وكأن لسان حالهم يقول إنهم لم يدعموا توسيع الاتحاد ليضم دولا عشر جديدة‚ ناهيك عما يقال عن جولات مستقبلية من المفاوضات يمكن ان تتم لضم اعضاء جدد من البلقان او اوكرانيا او تركيا‚ \r\n \r\n المخاطرة هنا ان القادة الاوروبيين لن يركزوا بعد اليوم على قضية التوسيع وهي احدى اكثر القصص الاوروبية نجاحا وسيركزون بدل ذلك على مخاوف الناخبين وبالتالي اعطاء الدول الاخرى المرشحة الانطباع بأن باب العضوية في الاتحاد الاوروبي قد اقفل‚ \r\n \r\n ويبدو البيان الصادر عن رئيس الوزراء الفرنسي دي فيلبان يصب في هذا الاتجاه الذي قاله فيلبان هو انه لن تبدأ مفاوضات العضوية مع تركيا في 3 اكتوبر الا اذا اعترفت تركيا بصورة رسمية بقبرص‚ \r\n \r\n منذ سنوات والاتحاد الاوروبي يبلغ تركيا تحديدا ما الذي يتوجب عليها فعله اذا ما ارادت بدء عملية الانضمام للاتحاد الاوروبي‚ من اجل الاخذ بهذه المعايير منحت تركيا حقوقا لغوية وثقافية للأكراد من مواطنيها وأصلحت نظامها العدلي واخذت بقانون جديد معدل للعقوبات والغت عقوبة الاعدام وحدت من خروقات حقوق الانسان وغيرت قوانينها ذات العلاقة بالبنوك وبالاحزاب السياسية‚ \r\n \r\n في ديسمبر 2004 قرر الاتحاد الاوروبي ان شروطه قد تم قبولها من قبل تركيا وحدد تاريخ 3 اكتوبر 2005 كتاريخ لبدء مفاوضات العضوية‚ \r\n \r\n ابلغ الاتحاد الاوروبي تركيا انه مع حلول ذلك التاريخ يتوجب عليها مد اتحادها الجمركي ليشمل جميع الدول الاعضاء الجديدة في الاتحاد بما فيها قبرص وقد فعلت تركيا ذلك في 29 يوليو‚‚ويبدو ان رئيس الوزراء الفرنسي يطرح على تركيا شرطا جديدا وهو الاعتراف بقبرص حتى في ظل غياب تسوية سياسية ويدرك فيلبان انه امر مستحيل بالنسبة لتركيا من الناحية السياسية‚ \r\n \r\n وليس معروفا ما الذي رمى اليه فيلبان بتصريحه ذلك هل هو فعلا دفع تركيا للاعتراف بقبرص ام مجرد تسجيل نقاط لصالحه امام الناخبين الفرنسيين من خلال عرقلة بدء المفاوضات الاوروبية مع تركيا؟ اذا كانت هناك جهة بحاجة لأن تغير سياساتها تجاه قبرص فهو الاتحاد الاوروبي وليس تركيا‚ \r\n \r\n في ربيع 2004 شجع الاتحاد الاوروبي القبارصة الاتراك واليونانيين على دعم خطة السلام التي اقترحتها الاممالمتحدة وقد وقفت الحكومة التركية في وجه القوميين والنخبة العسكرية والزعيم القبرصي التركي المتشدد رؤوف دنكتاش ودعت القبارصة الاتراك لدعم الخطة وتم لها ذلك بقبول 65% من القبارصة الاتراك للحظة‚ \r\n \r\n في المقابل نجد ان الحكومة القبرصية اليونانية رفضت خطة الاممالمتحدة وشنت حملة علاقات عامة قوية ضدها وكان من المفترض بها الا تفعل ذلك وكانت النتيجة ان 75% من القبارصة اليونانيين قد رفضوا الخطة‚ \r\n \r\n بعد ذلك وعدت المفوضية الاوروبية بالعمل على تخفيف العزلة الاقتصادية للقبارصة الاتراك كجائزة لهم على تعاونهم‚ حتى اليوم لم يتم تحقيق هذا الوعد حيث تقف ضده الحكومة القبرصية العضو في الاتحاد الاوروبي‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي تعاونت فيه تركيا والقبارصة الاتراك الى ابعد مدى مع الخطة الدولية واستجابت للطلبات الاوروبية إلا ان القبارصة اليونانيين لم يظهروا اي قدر من التعاون ومع كل كوفئوا على رفضهم بمنحهم عضوية الاتحاد الاوروبي‚ \r\n \r\n الآن يطلب دي فيلبان من تركيا تقديم المزيد من التنازلات‚ من الواضح ان العضوية التركية تشكل تحديا هائلا للقادة الاوروبيين بسبب كبر حجمها وفقرها النسبي وبسبب اختلاف ثقافتها وجغرافيتها‚ \r\n \r\n لقد وعدت اوروبا بالتعامل مع طلب العضوية التركي كأي طلب آخر وافضل طريقة للاتحاد للتعامل مع هذه القضايا هي عبر مناقشتها علنا وبصراحة خلال عملية المفاوضات الطويلة وليس محاولة تغيير قواعد اللعب قبل ان تبدأ اللعبة مباشرة‚ \r\n \r\n ان رغبة تركيا في الحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي قد دفعتها للتغير خلال العقد الماضي بطريقة تخدم المصالح الاوروبية وسيدفع هذا الاتحاد ثمنا باهظا اذا ما سعى لوضع حد لعملية التغيير هذه من اجل تحقيق بعض المصالح السياسية قصيرة الاجل‚ \r\n