\r\n في هذا الطلب يوجد بعض التناقض ‚فالاستقرار هو هدف يسعى كلا الطرفين الاميركي والعراقي لتحقيقه‚‚ ولكن القيادة العراقية المنتخبة تعتقد على ما يبدو بأن رفاهية العراق بعيدة المدى ستعتمد على بناء علاقات قوية مع ايران والاحتفاظ في نفس الوقت بعلاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n وكما يرى القادة العرب الشيعة الذين يحكمون الآن في بغداد‚ فإن الدعم المقدم لهم من ايران الشيعية التي هي على ملتهم سيكون حاسما في ابعاد العراق عن الانزلاق نحو الفوضى بصورة اكبر مما هي عليه الآن‚ \r\n \r\n هذا بالتأكيد ليس ذلك النوع من الاستقرار الذي يجول في خاطر رامسفيلد يحصل القادة الشيعة الآن على دعم من ايران ومن الولاياتالمتحدة ايضا للوقوف في وجه الامتعاض السني العميق الذي يغذي التمرد حاليا‚ \r\n \r\n الاحزاب الشيعية السياسية لها روابط تاريخية اكبر بكثير من إيران مع الولاياتالمتحدة التي يتهمونها علنا بأنها لم تفعل شيئا عندما امر صدام حسين بذبح 150 ألفا من الشيعة بعدما تمردوا عليه عقب حرب الخليج في 1991‚ كذلك تفترض الاحزاب الشيعية ان المشروع الاميركي سينتهي الى الفشل مثله مثل الكثير من المشاريع الاجنبية التي استمرت لقرون ثم انتهت الى لا شيء حيث ستضطر مثلها مثل غيرها من القوى الاستعمارية التي سبقتها الى ترك المنطقة لتقرر شعوبها الامر الذي تريد‚ قبل الغزو الاميركي للعراق الذي قادته الولاياتالمتحدة توقع بعض المحللين في واشنطن ان ايران سيكون لها نفوذ قليل على ال 17 مليون شيعي في العراق كون هؤلاء عربا بينما غالبية الشيعة في ايران هم من الفرس الذين يوجد بينهم وبين العرب عداوات تاريخية كثيرة‚ \r\n \r\n وجهة النظر تلك فشلت في توقع عمق التوتر والعنف الذي يفرق بين عرب العراق الآن وخاصة على خط السنة والشيعة ولا يزال المسؤولون الاميركيون يعتقدون بأنه في النهاية فإن الوطنية العراقية التي يؤمن بها الشيعة ايضا ستبقي العراق بعيدا عن المدار الايراني‚ \r\n \r\n والحقيقة ان القادة العراقيين وبتشجيع من نظرائهم الايرانيين يحاولون اقامة روابط اقوى مع ايران في الكثير من المجالات بدءا من اعادة التعمير وانتهاء بكتابة الدستور‚ \r\n \r\n يقول عبدالعزيز الحكيم السياسي الشيعي صاحب النفوذ القوي في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا في البصرة «اننا نحتفظ بعلاقات جيدة مع الجمهورية الاسلامية العظمى لاكثر من عقدين من الزمان‚ لقد فتحت ايران ابوابها واستقبلت العراقيين يوجد هناك اعداد كثيرة جدا من العراقيين في ايران‚ \r\n \r\n المنافس الاكبر للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق هو حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء والذي عاش لفترة طويلة في المنفى في ايران قبل الانتقال الى لندن‚ وقام الجعفري مؤخرا بزيارة الى ايران‚ \r\n \r\n منذ زيارته تلك والجعفري يعدد باستمرار المنافع التي سيحققها العراق من تقوية علاقاته مع ايران بالرغم من عدم ارتياح الولاياتالمتحدة لذلك الشيء‚ وكذلك الامر بالنسبة للعرب السنة التي تريد اميركا انضواءهم في المسيرة السياسية للعراق‚ \r\n \r\n في المؤتمر الصحفي الذي عقده الجعفري في 21 يونيو ذكر ان ايران ستقدم بليون دولار لبناء المدارس والمستشفيات والمكتبات في العراق‚ \r\n \r\n وذكر انه التقى والوزراء العراقيين رجال الدين والسياسييين في طهران وناقشوا قضايا مهمة مثل امن الحدود وتعزيز السياحة الدينية‚ \r\n \r\n بموجب اتفاقية تم الاعلا ن عنها في الشهر الماضي تخطط ايران والعراق لاقامة خط انابيب لنقل البترول بين البصرة وعبدان في ايران حيث ستستلم ايران النفط العراقي الخام لتكريره‚ ثم تصدر في المقابل كمية مماثلة لحساب العراق عبر ميناء التصدير الايراني في جزيرة خرج‚ \r\n \r\n الكثير من العراقيين لا يثقون بإيران بسبب الحرب العراقية الايرانية وهم يدركون ان ايران كانت على الدوام المدافع التاريخي عن الاقلية الشيعية ضد السنة العرب‚ \r\n \r\n