وأورد التقرير تفاصيل لجهود الصين لاقتناء وسائل شن الحرب الضرورية التي يمكن ان تستخدمها ضد تايوان التي تدعي السيادة عليها أو تستخدمها لمنع الدول الأخرى من التدخل أو محاولة الدفاع عن تايبيه‚ وبهذا يسلط هذا التقرير الضوء على أخطر قضية أمنية في آسيا‚ اصرار الصين على استخدام قوتها الاقتصادية المتنامية لبناء قدرات عسكرية حديثة قادرة على العمل خارج حدودها‚ \r\n \r\n ويقول جوزيف وو‚ أعلى مسؤول تايواني يدير السياسات المتعلقة بالصين «ان التقديرات الواردة في التقرير تشير إلى ان بناء الترسانة الصينية يشكل تهديدا مباشرا لمضيق تايوان وتهديدا امنيا لكامل الاقليم‚ وهو بذلك مطابق تماما لتقديراتنا‚ ويقول دان يلومنثول التابع «لأميركان انتربرايز انستتيوت» ان التقرير يؤكد الرأي الأميركي من ان الصين مصممة على ان تكون القوة المهيمنة على آسيا‚ وان الترسانة العسكرية تم تطويرها للتعامل مع أي أزمة حول تايوان ولاستخدامها لتحقيق طموحاتها في أي مكان آخر‚ وقد قابلت تايوان هذا التقرير بترحيب كبير بينما انتقدته الصين بعصبية واصفة إياه بانه هجوم غير مبرر على تطويراتها الطبيعية والمعقولة لقدراتها الدفاعية‚ وانه مجرد مشروع مقصود به ايجاد المبررات والاعذار الكافية للولايات المتحدة لتزويد تايوان بالسلاح‚ \r\n \r\n هذا التقرير في وقت حساس للغاية في مسيرة العلاقات بين الدولة العظمى في العالم والدولة الأكثر سكانا خاصة ان شركة الصين الوطنية للنفط بصدد شراء مجموعة يونوكال الأميركية للنفط‚ والتي أثار عرضها اعتراضات بعض السياسيين الأميركيين بحجج تتعلق بالأمن القومي‚ اضافة إلى زيارة الرئيس الصيني هو غيناتو إلى الولاياتالمتحدة في سبتمبر القادم‚ وتعرضت مجهودات الصين لتحديث قواتها العسكرية في إطار «سياستها الدفاعية المعلنة» إلى صدمة كبيرة عندما أعلن مسؤول عسكري صيني رفيع ان جيش الشعب الصيني مستعد لاستخدام الرادع النووي ضد أميركا إذا حاولت التدخل في موضوع تايوان‚ وقال ذو شنغو وهو ضابط برتبة لواء في الجيش الصيني ومحاضر بجامعة الصين للدفاع الوطني «إذا أصرت الولاياتالمتحدة على التدخل في مثل هذه الحرب‚ فان الصين قد تستخدم اسلحتها النووية»‚ وهي تصريحات تعتبر مناقضة لتعهدات الصين الثابتة بأنها لن تكون البادئة باستخدام الخيار النووي‚ \r\n \r\n وحاول المسؤولون الصينيون التقليل من أهمية ملاحظات الجنرال واعتبروها وجهة نظر شخصية من دون انكارها أو التنصل منها علنيا‚ ويقول احد الاكاديميين الصينيين ان آراء زو ما هي الا اعتراف منطقي بحقيقة ان الجيش الصيني لن يكون قادرا على الاعتماد على اسلحته التقليدية لمنع أميركا من التورط في حرب حول تايوان «إذا قامت الولاياتالمتحدة بارسال قواتها إلى تايوان دون موافقة الحكومة الصينية فان ذلك يعتبر بمثابة غزو للصين‚ وبالتالي الاضرار بمصالحها الحيوية»‚ \r\n \r\n ويقول شينغ هوانغ المحلل بقسم دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينغز لن يكون بمقدور زو الجهر بمثل هذه التعليقات ما لم يكن مدعوما بمراكز قوة في الجيش الصيني‚ ومما لا شك فيه ان تصريحاته ستثير القلق الأميركي حول تطوير بكين لقدراتها النووية‚ ومن المعلوم ان الصين ملتزمة منذ وقت بعيد بتقييد الطاقة النووية معتمدة على «الرادع الادنى» المتمثل في عدد قليل من الصواريخ ذات الوقود السائل التي يمكن ان تضرب أميركا‚ غير ان تقرير البنتاغون يشير إلى ان الصين تخطط لنشر صواريخ بالستية متحركة تستخدم الوقود الصلب من نوع دي إف 31 ودي إف 31أ التي يصعب على أميركا رصدها أو تدميرها‚ مما حدا بأحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى التعليق قائلا «ان التقرير جاء مطابقا تماما لفكرتنا العامة عن الصين»‚ واضاف «ان تحديث القدرات الدفاعية الصينية يقوم اساسا على الاحتياط للأزمات التي يمكن ان تنشأ حول تايوان والتي تشمل الحاجة إلى إثناء أميركا عن التدخل أو وقف تورطها في أي أزمة تتعلق بتايوان»‚ \r\n