وقد وصف السيناتور الديمقراطي عن ماساشوستس إدوارد كينيدي هذا الإجراء بأنه \"مناورة ملتوية\" \"تزيد الغيوم حول مصداقية السيد بولتون\". \r\n \r\n ومن جانبه قال السيناتور كريستوفر دود، عن ولاية كينيكت، وهو عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجس الشيوخ: \"لقد أساء الرئيس إساءة حقيقية لبلادنا بتعيينه شخصا يفتقد المصداقية المناسبة للمصالح الأمريكية في الأممالمتحدة\". \r\n \r\n كما قال الزعيم الديمقراطي السيناتور هاري ريد، عن نيفادا، إن بولتون \"مرشح غير صالح وضعيف\". \r\n \r\n وكان رد الفعل الجمهوريين أيضا متوقعا. \r\n \r\n فقد أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بيل فريست، وهو عضو جمهوري عن تينيسي، أن \"الرئيس فعل الصواب بإرساله السيد بولتون إلى الأممالمتحدة؛ فهو مرشح ذكي وذو مبادئ ومستقيم، وسوف يقوم بتمثيل الرئيس وأمريكا بشكل جيد على المسرح العالمي\". \r\n \r\n وقد أيد السيناتور جون كيل، عن أريزونا وهو جمهوري محافظ، هذا التعيين، وأكد أن قيام الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بالتدخل لإعاقة تعيين بولتون لم يترك للرئيس خيارا آخر، وأضاف: \"إن كل شخص (في الأممالمتحدة) سيعلم أن هذا هو رجل الرئيس\". \r\n \r\n أما رد فعل الديمقراطيين على قيام الرئيس بالمراوغة أمام عملية تصديق مجلس الشيوخ فقد جاء في وقت يحتاج فيه الرئيس بوش لكل دعم يستطيع حشده من أجل التصديق على تعيينه جون روبرتس للمحكمة العليا. \r\n \r\n ويقول المنتقدون إن بولتون –والذي كان متهما بسوء معاملة مرءوسيه، والذي أعلن تشككه في الأممالمتحدة– لن يكون مناسبا للمهمة الدبلوماسية الحساسة في هذه الهيئة العالمية. لكن البيت الأبيض يقول إن الرجل الذي عمل وكيلا لوزارة الخارجية السابق لشئون الحد من الأسلحة، والذي كان لمدة طويلة واحدا من أكثر مستشاري الرئيس بوش المحافظين في السياسة الخارجية، هو الشخص الذي يستطيع أن يقوم بتشكيل الأممالمتحدة. \r\n \r\n وفي حوار مع آي بي إس، قال جون جيرشمان، مدير برنامج الشئون العالمية في مركز العلاقات الدولية، والمدير المشارك \"فورين بوليسي إن فوكس\": \"إن قيام الرئيس بوش بتعيين جون بولتون في وقت عطلة الكونجرس سفيرا للولايات المتحدة إلى الأممالمتحدة يضع أحد المخلصين لإدارة بوش في وضع مضاد للأمم المتحدة والقانون الدولي، وهو موقف يتطلب دبلوماسيا ماهرا. إن تعيينه يمثل صورة ساخرة لهؤلاء الذين يدعمون القانون الدولي ويؤيدون وجود أمم متحدة أقوى\". \r\n \r\n ومن جانبه قال رامي ج. خوري، المحرر بصحيفة ديلي ستار الصادرة في بيروت، والمعلق المحترم عالميا في الشئون الخارجية، في حواره ل آي بي إس: \"إن هذا كثير جدا على القيود والتوازنات\". \r\n \r\n كما علق المتحدث الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان أولا، وهي إحدى الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان، قائلا: \"إن تعيين جون بولتون في وقت إجازة الكونجرس سوف يضيف للتحديات التي تواجه موظفي السلك الدبلوماسي الذين يعملون من أجل دعم حقوق الإنسان\". \r\n \r\n وأضاف: \"لقد واجه هؤلاء السياسيون عوائق هائلة، من ناحية بسبب التحرك الأمريكي المتزايد من جانب واحد، ورفض الولاياتالمتحدة للمعايير الدولية المرتبطة بالقانون الإنساني والقوانين التي تُحرم التعذيب والمعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة\". \r\n \r\n لكن وجهة نظر \"استثمارية\" صدرت عن جوشوا فوتس، مدير مركز الدبلوماسية العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا؛ والذي قال في حديثه ل آي بي إس: \"إنني أعتقد أن المسائل المركزية المحيطة بتعيين بولتون قد تم مناقشتها على نطاق واسع؛ ففي حين أن تعيين العطلة ليس هو الحل الأفضل فإن ما أظنه أكثر أهمية في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الأممالمتحدة، هو أن الولاياتالمتحدة لديها ممثل رسمي رفيع المستوى في المكان الصحيح، من أجل تشكيل دورها ومكانتها في الجدل الدائر حول الدور المتجدد للأمم المتحدة في العالم\". \r\n \r\n وقد صرح الرئيس بوش هذا الصباح قائلا إن المنصب \"من الأهمية بما لا يسمح بتركه شاغرا أكثر من ذلك\". وأكد بوش أنه أرسل بولتون، وهو محام يبلغ 56 عاما، إلى الأممالمتحدة وهو يشعر ب\"ثقة كاملة\". \r\n \r\n ويملك الرئيس بوش سلطة تعيين أشخاص في مناصب دون موافقة الكونجرس حين يكون الكونجرس في وقت العطلة، وطبقا للدستور فإن تعيين العطلة سيستمر حتى الدورة المقبلة للكونجرس، والتي ستبدأ في يناير عام 2007. \r\n \r\n وقد أنهى هذا التعيين مأزقا دام خمسة أشهر مع الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الذين اتهموا بولتون، ذا التوجه المحافظ، بتطويع المخابرات لتناسب أيديولوجيا متشددة، كما اتهموه بإساءة معاملة مرءوسيه. \r\n \r\n وقد تحدث بوش في البيت الأبيض، بينما كان بولتون ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى جانبه، فقال: \"إن أغلبية من أعضاء مجلس الشيوخ أنه (بولتون) هو الرجل المناسب لهذا المنصب، ولكن بسبب التكتيكات الحزبية التي قامت بها مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من أجل تأخير تعيين بولتون، فإنه حُرم –وبطريقة غير عادلة– من التصويت الذي يستحقه\". \r\n \r\n وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بتعيين بولتون، ولم يتناول مسألة ما إذا كان بولتون سوف يتأثر سلبا بسبب تعيينه في فترة عطلة الكونجرس، وقال إن الطريقة التي عُيِّن بولتون بها تمثل إحدى صلاحيات الرئيس بوش. \r\n \r\n ومن جانبه قال بولتون، والذي أثارت انتقاداته للأمم المتحدة الشكوك حول كفاءته وفاعليته لمنصبه الجديد، إنه يشعر \"بشرف عميق بهذه الثقة\" التي وضعها الرئيس فيه. \r\n \r\n وكان بوش قد رفض سحب ترشيح بولتون للمنصب بالرغم من تصويت مجلس الشيوخ ضده مرتين بطريقة تكتيكية من أجل تعطيل التصويت على اختياره. \r\n \r\n وقد اتهمه مسئولون في وزارة الخارجية بتوبيخ مسئولين محترفين ومحللين لأنهم تحدوا آراءه، كما اتهموه باختيار معلومات استخباراتية بشكل انتقائي لكي يدعم تأكيداته حول الخطر الذي تمثله كوبا ودول أخرى. \r\n \r\n وعندما قرر جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية –وهو السيناتور جورج فوينوفيتش عن ولاية أوهايو- معارضة بولتون انتقل أمر التعيين ليناقش بأكمله في مجلس الشيوخ دون توصية –وهو إجراء نادر الحدوث نسبيا بالنسبة للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ المؤلفة من الحزبين. \r\n \r\n وكان ترشيح بولتون معلقا بسبب طلب الديمقراطيين الاطّلاع على مجموعتين من الوثائق التي تتعلق بعمل بولتون في وزارة الخارجية تتضمن إحداها المقاطعات الأمنية للمناقشات. \r\n \r\n وفي 29 من أغسطس أرسل 35 سيناتور ديمقراطي وواحد من المستقلين -هو السيناتور جيم جيفوردز عن ولاية فيرمونت- خطابا للرئيس بوش يلحون فيه بشدة على عدم التعيين في فترة عطلة الكونجرس. وقد جاء في هذا الخطاب: \"إن إرسال شخص إلى الأممالمتحدة لا يؤيده مجلس الشيوخ الأمريكي، بل وبعد أن اعترف الآن أنه لم يكن صادقا بشأن وثيقة من الأهمية بمكان حتى إنها تتطلب إفادة، سوف يعطل جهودنا من نواحي عدة\".