وذكر مسؤولون في الادارة ان تعيينه، وهو شخصية محافظة حادة ومعروف بشكوكه العميقة بالدبلوماسية الدولية، سيعزز الجهود الرامية الى رفع إداء الاممالمتحدة الى مستويات فاعلة ومؤثرة. وذكرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في بيان ترشيحه «انه دبلوماسي قوي، ويتمتع بسجل كبير من الاعمال الناجحة ويملك سجلا قويا من التعددية الفاعلة. وعبر التاريخ فإن بعضا من افضل سفرائنا كانوا هؤلاء الذين يتمتعون بصوت قوي، سفراء مثل جين كيركباتريك ودانييل باتريك موينهان». وذكر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، عبر متحدث، انه يتطلع للعمل مع بولتون، وبولتون الذي يبلغ السادسة والخمسين من عمره، مارس المحاماة وشغل مناصب عدة في الحكومة الفيدرالية، معظمها في وزارة الخارجية طوال 25 سنة تقريباً. وفي السنوات الاربع الماضية كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية للحد من انتشار الاسلحة وشؤون الأمن الدولي. وتعيينه في هذا المنصب سيضعه في اهم المناصب الدبلوماسية بعد منصب وزيرة الخارجية. \r\n واشارت كوندوليزا رايس كمثال على سجله في الدبلوماسية، الى معاهد موسكو التي ادت الى خفض الرؤوس النووية، بينما سمحت بإنشاء شبكة ضد الصواريخ، والمفاوضات النووية مع ليبيا ومبادرة منع الانتشار، التي تدعو الى تحريم نقل الاسلحة الخطرة. وأدى ترشيحه الى مديح قوي من عدد من الجمهوريين والمحافظين، فقد ذكر دافيد كين رئيس الاتحاد المحافظ الاميركي، «انه رجلنا في وزارة الخارجية». مضيفاً، انه اعتاد ان يمزح قائلا أن بولتون مسؤول عن «المكتب الاميركي» في الوزارة. ووصف السناتور بيل فيرست زعيم الغالبية عن ولاية تنيسي، بولتون بأنه «مرشح مميز لمنصب الاممالمتحدة». لكن السناتور تشك هاغل الجمهوري عن نبراسكا فقد عبر عن حذره من التعيين، واوضح في معرض تعليقه على الاممالمتحدة «نحن في حاجة الى حلفاء واصدقاء». مضيفا انه في وقت يعتبر فيه اصلاح المنظمة امرا مهماً «فإن معاملة الاممالمتحدة بطريقة سيئة لا يؤدي الى تنفيذ العمل المطلوب». \r\n وحتى داخل ادارة بوش، عبر البعض عن دهشتهم من ان بولتون، الذي اغضب في الخريف الماضي قاعة مليئة بالدبلوماسيين عندما تحدث بازدراء الجهود الاوروبية للتفاوض مع ايران، قد اختير لهذا المنصب الحساس. \r\n وطرح دبلوماسيون وعدد من شخصيات الادارة تساؤلات بطريقة غير علنية، بسبب حساسية الترشيح. ففي مجلس الشيوخ، حيث يفترض تأكيد ترشيحه، انتقد الديمقراطيون علنا الترشيح. وتكهن بعض الجمهوريين احتمال تعرضه لصعوبات في الحصول على تأكيد ترشيحه. \r\n وذكر بولتون، وهو من تلاميذ السناتور جيسي هيلمز عن ولاية نورث كارولينا، «انه اذا فقد مبنى الاممالمتحدة في نيويورك 10 طوابق، فلن يكون ثمة فارق في هذا الامر». كما قال «لا يوجد شيء اسمه الاممالمتحدة». \r\n وخدم بولتون كضابط اتصال مع الاممالمتحدة وساعد في الضغوط الرامية الى الغاء القرار الذي يربط ما بين الصهيونية والعنصرية. \r\n وذكر مساعد لواحد من السفراء في مجلس الأمن ان رئيسه اعتبر ترشيح بولتون «كارثة»، ولكنه اضاف «ان السؤال الحقيقي هو ما هي مهمة بولتون. هل هي مهاجمة المؤسسة او هل يهدف الى مساعدة الاممالمتحدة حقا؟». وبولتون معروف داخل وزارة الخارجية بأنه المتشكك الحقيقي في شأن الجهود الرامية للتفاوض لانهاء ازمتي البرنامج النووي لكل من كوريا الشمالية وايران. كما انتقد ايضا أي جهود للعمل مع المحكمة الجنائية الدولية. \r\n ويذكر أنه خلال الولاية الاولى لبوش، كان يعمل عن قرب، وإن لم يكن دائما بطريقة ميسرة، مع وزير الخارجية السابق كولين باول. وكان اقرب في افكاره الى نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع من دونالد رامسفيلد. \r\n وذكر مسؤول جمهوري متخصص في السياسة الخارجية، وقريب من الادارة، أنه من المفهوم ان بولتون ربما يثير غضب اوروبا، ولكن تشيني هو الذي دافع عن تعيينه في هذا المنصب. وذكر انصار بولتون انه سيتمكن من اقناع مجلس الشيوخ والرأي العام انه ملتزم بأمم متحدة يجري اصلاحها تعمل بطريقة فاعلة. واشارت كوندوليزا رايس الى انه كان مساعدا لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية قبل 15 سنة.