ان تعيين كوندوليزا رايس مؤخرا وزيرة للخارجية بالكاد ينم عن تغيير في التوجهات‚ وبالطبع رايس الموالية للرئيس تستمد سلطتها من علاقتها بالرئيس وفي البيت الأبيض تمت مكافأة ستيفن هادلي بترقية الى منصب مستشار الأمن القومي المنصب السابق لرايس‚ واما في وكالة المخابرات المركزية فقد أمر بورترغوس الرئيس الجديد للوكالة العاملين فيها بالكف عن تسريب الأسرار ضد الرئيس والالتزام بقواعد الانضباط‚ \r\n \r\n يمكن للمتفائلين ان يقولوا لا بأس بقليل من التطويع لاستعادة الانضباطية المفقودة في صفوف فريق الأمن القومي المتشرذم والمشلول عمليا ولكن تصدير اعضاء «حكومة المطبخ» الى المواقع الخارجية مثل وزارة الخارجية يدلل على اصرار كبير على تأكيد السلطة الرئاسية وفي الحقيقة جاءت استقالة كولن باول كوزير للخارجية لتضييق تباين وجهات النظر داخل الإدارة‚ \r\n \r\n كما تزيل مغادرة باول احد الأصوات المهمة الكابحة‚ فربما كان باول غير فعال في بعض الأوقات ولكنه وقف مدافعا عن مبادىء ما بعد الحرب العالمية الثانية الخاصة بالتعامل متعدد الأطراف التي اهتدت بها الولاياتالمتحدة في رسم سياستها الخارجية منذ ترومان حتى كلينتون‚ \r\n \r\n يبدو ديك تشيني نائب الرئيس ودونالد رامسفيلد المرجح ان يبقى لمدة عام آخر كوزير للدفاع‚ أكثر نفوذا من اي وقت مضى بادرة مقلقة لأولئك الذين يعتقدون ان كلا الرجلين مسؤولان عن فشل التخطيط لما بعد الحرب في العراق‚لكن سيكون من المبكر الاستنتاج بان التغييرات في فريق بوش سوف تترجم الى ما هو غير مفيد لأميركا‚ فطبيعة المناصب دون مرتبة الوزير ما زالت غير واضحة فأي رجحان لصالح المنظرين الايديولوجيين مثل جون بولتون يمكن ان يؤدي الى سياسة متشددة تجاه ايران وكوريا الشمالية‚ العضوين الأساسيين في «محور الشر»‚ \r\n \r\n كما ان كوندوليزا رايس قد تنحاز الى جانب زملائها الجدد في وزارة الخارجية وتناشد الرئيس بوش بان يعطي فرصة للدبلوماسية وإذا لزم الأمر تستخدم الأوروبيين المستعدين كوكلاء‚ \r\n \r\n اصبحت الكوابح المعmقة للسياسة الخارجية الأميركية أكثر وضوحا مما كانت عليه قبل اربع سنوات‚ فالقوات المسلحة الأميركية تخوض حروبا على ثلاث جبهات في أفغانستان والعراق وفي حربها الأوسع ضد الارهاب والعجز المزدوج في الموازنة والميزان التجاري يلوح في الأفق مع التدهور الذي شهده الدولار هذا الاسبوع‚ \r\n \r\n لكن انتشار الثورة في العراق يبقى فوق كل الاعتبارات لانها لا تهدد فقط بتأخير الانتخابات العامة المقررة في شهر يناير القادم وانما ايضا تنذر بتحويل الانتصار العسكري على صدام حسين الى هزيمة سياسية مذلة‚ \r\n \r\n بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بالتحول الديمقراطي خصوصا في الشرق الأوسط سيبقى العراق الاختبار النهائي للسياسة الخارجية الأميركية خلال الولاية الثانية للرئيس بوش‚ \r\n