\r\n يجيء اعداد هذه الدراسة من اجل وضع برنامج بعيد المدى لإصلاح هذه القوات‚ ويمثل هذا التقرير في حد ذاته جهدا لا يستهان به من اجل تعزيز التعاون الأمني الفلسطيني - الاسرائيلي وخاصة بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في منتصف اغسطس القادم‚\r\n ويقول التقرير ان اكبر تهديد لانجاز اي انسحاب اسرائيلي ناجح هو شن هجمات صاروخية أو بمدفعية المورتر من قبل حماس أو الجهاد الاسلامي اضافة الى التخوف من قيام المستوطنين بشن اجتياحات يقصد منها استفزاز الفلسطينيين للرد على العنف بالعنف بما يحول دون اتمام الجيش الاسرائيلي لانسحابه‚ واخيرا هناك استمرار فقدان الوضوح في الكيفية التي سيتم بها الانسحاب وهو شيء يتعمد الجيش الاسرائيلي الأخذ به مما يشكل صعوبات امام عملية الانسحاب‚ استمرار العنف الفلسطيني ضد الاهداف الاسرائيلية في غزة قد يدفع الجيش الاسرائيلي للعودة ثانية للمناطق الفلسطينية من اجل خلق منطقة عازلة عريضة وهذا سيترتب عليه الدخول في صدامات دامية مع الفلسطينيين وانهيار التنسيق الفعال بين الطرفين‚ \r\n هذا التقرير اعدته جماعة تسمى «مبادرة التقييم الاستراتيجي» ومقرها واشنطن تحت عنوان «التقييم الأمني الفلسطيني»‚ وقد سبق لهذه الجماعة ان عملت من قبل في كوسوفا وتيمور الشرقية ومقدونيا حيث اعدت تقييمات أمنية وقدمت استشارات في المفاوضات من اجل تشجيع الاطراف ذات العلاقة على حل نزاعاتها بالطرق السلمية‚‚ويقول تشوبرا رئيس مكتب الجماعة في القدس «ليس بالامكان تضمين التقرير حقائق مطلقة‚ اننا نعمل في اجواء مشوشة كمن يحاول اصابة هدف متحرك‚ ان هذا افضل ما نستطيع تقديمه في هذه الاجواء»‚ \r\n يقول التقرير ان قوات الأمن الفلسطينية قد تشكلت دون وجود تصور مسبق أو وفق خطة معينة وبالتالي فإن النتيجة التي تم الحصول عليها كانت مشوهة نتيجة لسياسات عرفات التي قادت الى الازدواجية وبث التنافس بين الاجهزة الأمنية المختلفة بما يخدم مصالحه‚ \r\n القوات الأمنية هي اقوى في غزة منها في الضفة الغربية ولكنها تعاني من قلة التنسيق‚‚يقول تشوبرا «ان هناك فجوة كبيرة بين القيادة والسيطرة‚ هناك ضبابية بين اللاعبين التابعين للسلطة وبين اللاعبين لغيرها وهذا الشيء صعب للغاية من وجهة النظر العسكرية»‚ \r\n بالرغم من التغييرات الأخيرة التي اجراها عباس ووضعه معظم القوات تحت قيادة وزير الداخلية فإن الهيكلية القديمة لا تزال موجودة الى حد ما وهي تشمل قادة الأمن الوقائي السابقين مثل محمد دحلان وجبريل الرجوب‚ فهؤلاء ليس لهم أي سلطة على القوات الأمنية من الناحية الرسمية ولكن من الناحية الفعلية فإنه لا يزال لديهم نفوذ واسع في اوساط تلك القوات‚ \r\n زعيم الأمن الوقائي في غزة الجنرال رشيد ابو شباك يعتبر من الموالين لدحلان وروابطه ضعيفة مع وزير الداخلية كما ان الانقسامات ما بين غزة والضفة الغربية عميقة للغاية‚ \r\n هناك اجهزة امنية لم يتم دمجها حتى الآن في القوات الأمنية مثل المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية والأمن الخاص‚‚والقوات الخاصة وادارة التوجيه السياسي‚ وهناك تنسيق امني ضعيف بين هذه الأجهزة التي قد تعمد لمقاومة أي جهود قد تبذل لتوحيدها‚ وهناك عناصر خطر أخرى مثل الدور القوي للقبلية الفلسطينية في قوات الأمن والطبيعة الفوضوية لمقاتلي فتح أو القوات المحلية الموجودة في مخيمات اللاجئين‚ \r\n وتقول اسرائيل ان عباس يمتلك من القوات ما يكفي لتفكيك حماس والجهاد الاسلامي اذا ما قرر فعل ذلك‚ من هذا المنطلق رفضت اسرائيل السماح للفلسطينيين باستيراد عربات مدرعة وأسلحة أخرى‚ \r\n عندما شنت اسرائيل حربها على الفلسطينيين في 2002 قامت بتدمير معظم البنية التحتية الأمنية وأغلبية نوعية السلاح الحالية والذخيرة المتوافرة لدى قوات الأمن الفلسطينية تعتبر حديثة للغاية‚ \r\n يقول التقرير «ان النسبة الحالية للافراد مقابل السلاح هي 4:1 في الوقت الذي تمتلك فيه الجماعات الفلسطينية الأخرى مثل حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى كميات جيدة من الاسلحة‚ \r\n