ويأتي هذا التطور عقب انهاء الحزب الكردي المتمرد للهدنة منذ الاول من يونيو من العام الماضي‚ نائب قائد الاركان التركي الجنرال الكر باسبوك ذكر ان بالامكان احتواء هذا العنف‚ لم يعد حزب العمال الكردستاني يتمتع بالدعم الواسع الانتشار وسط القرويين الاكراد الذين سبق للجيش التركي ان قام بحملة ادت الى النقل العسكري لمليون قروي منهم الى اماكن اقامة جديدة وذلك خلال تبني الجيش لسياسة الارض المحروقة ضد الارهابيين خلال التسعينيات‚ \r\n في نفس الوقت توقفت كل من سوريا وايران عن تسليح وايواء حزب العمال الكردستاني من اجل خطب ود تركيا‚ ولكن الحزب المذكور نشر قواته وأكد وجوده بصورة اكبر في شمال العراق‚ \r\n ويبدو ان الحزب المذكور عاد لضرب المنتجعات السياحية الساحلية من جديد على امل إلحاق اكبر ضرر ممكن بصناعة السياحة المزدهرة في تركيا‚ في 16 يوليو الجاري قتل خمسة اشخاص منهم ايرلندي وبريطاني لدى انفجار طرد على متن حافلة صغيرة لنقل الركاب في منتجع كوساداس الواقع على بحر ايجة‚ \r\n انكر قادة الحزب الكردي اي تورط لهم ولكن المحققين الاتراك والبريطانيين وجدوا ان جميع الدلائل المتاحة تحمل في طياتها بصمات جماعة ارهابية مدنية تطلق على نفسها اسم «صقور تحرير كردستان»‚ \r\n لماذا؟ \r\n استأنف حزب العمال الكردستاني عملياته الحربية بعد نبذه العنف في 1999 بناء على أوامر صدرت اليه من زعيمه المسجون عبدالله اوجلان؟ أدى شيوع السلام الى تمكين حكومة رجب اردوغان منح اكراد تركيا البالغ عددهم 14 مليون كردي حرية غير مسبوقة‚ \r\n في ديار بكر يقوم النشطاء الاكراد بجمع التواقيع الداعمة للفيدرالية وهو امر لو تم قبل عدة سنوات لأدى الى الالقاء بهم في السجون‚ \r\n اللغة الكردية التي كانت تعتبر غير قانونية تدرس الآن في المدارس الخاصة‚ الذي حصل ان هناك استياء عاما لدى الشعب الكردي تجاه الكثير من قادته‚ يقول مدير احدى المدارس التي تعلم اللغة الكردية «ان هؤلاء القادة الذين شجعوا شبابنا على التضحية بحياتهم من اجل حصول الاكراد على حق التحدث والتعلم بلغتهم يقومون بارسال أولادهم وبناتهم الى المدارس الانجليزية ومدارس الباليه»‚ \r\n الحافز الرئيسي لحزب العمال الكردستاني لتجديد حملته الارهابية ليس من اجل الحصول على حقوق جديدة للاكراد بل دفع الحكومة لاصدار عفو عام ليس عن مقاتلي الحزب فقط بل عن زعيمه‚ \r\n رئيس الوزراء التركي اردوغان وعد بعدم الاستجابة لهذه الضغوط‚ وهناك غضب عام تركي يتصاعد ضد الاكراد فقد اقدمت مجموعة من الاتراك على ضرب محامي واقارب طفل كردي قتل هو ووالده على يد قوات الأمن التركية في نوفمبر‚ كذلك ظهرت جماعة تركية غامضة يقوم افرادها بكتابة شعارات قومية متطرفة على جدران المنازل في انقرة وارمير ومن الشعارات التي تكتب «ان العالم يجب ان يكون تركيا»‚ \r\n والحقيقة ان هناك عداوة بدأت تقوم بين الاتراك والاكراد العاديين وهو شيء تم تجنبه خلال احلك ايام الارهاب الذي مارسه الحزب الكردي‚ هذه العدواة بدأت تطل برأسها حتى في استنبول والغرب التركي‚ \r\n ان المسؤولية في هذا الأمر لا يمكن تحميلها لانقرة‚ فمنذ قدوم حكومة اردوغان للسلطة قبل ثلاث سنوات خففت من تشددها في مجال حقوق الانسان واعطت الاكراد الكثير من الحقوق استجابة للضغوط الأوروبية‚ ولكنها لم تجد حلا شاملا للقضية الكردية‚ \r\n ارتفاع نسبة البطالة في جنوب شرق تركيا أدى الى حدوث ارتفاع حاد في الجرائم التي يرتكبها الاحداث اضافة لانتعاش ظاهرة الدعارة‚ \r\n من جانبه بدأ اردوغان يظهر المزيد من التشدد تجاه الاكراد وذكر في الاسبوع الماضي ان تركيا قد ترسل قواتها الى شمال العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني اذا ما دعت الضرورة لذلك‚ تهديدات اردوغان رسمت الوجوم على وجوه المسؤولين العراقيين والأميركيين على حد سواء‚ \r\n وقد علق دان فرايد مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية على ذلك قائلا «انها ليست فكرة جيدة»‚ \r\n في هذه الاثناء لم يذكر الأميركيون أي تفسير على عدم تحركهم لاخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني من شمال العراق‚ وجهة النظر الرسمية الأميركية تقول ان القيام بهذه المهمة يحتاج الى حوالي عشرة آلاف جندي سيتم اخذهم من مناطق عراقية أخرى في الوقت الذي يعلم فيه الجميع وجود عجز واضح في الوجود العسكري الأميركي في العراق‚ وسيؤثر هذا الشيء بصورة سلبية على وقوف الجيش الأميركي في وجه التمرد السني‚ \r\n ويقول الاتراك ان بامكان الأميركيين التحرك لإلقاء القبض على عدد من قادة ذلك الحزب الكردي لاظهار نواياهم تجاهه‚ ولا تزال «البنتاغون» ناقمة على تركيا لرفضها السماح للقوات الأميركية بغزو العراق انطلاقا من اراضيها‚ \r\n ان على تركيا ان تحل مشاكلها مع الاكراد لوحدها وقد ثبت لها بالدليل القاطع ان الحل العسكري ليس حلا عمليا على الاطلاق‚ \r\n