\r\n تلك الكلمات ذات الأصداء مثل «التحول» و«الجيش الموضوعي» هي التي تدفع قدماً إلى الأمام بتغيير جذري وسريع وربما سريع بشكل أكثر مما ينبغي من دون أن يكون هناك قدر كبير من التفكير الجدي بشأن أي شيء سوى الحرب في العراق والحرب على الإرهاب وتهديد مستقبلي محسوس من حروب صغيرة لا تستدعي سوى تعبئة بسيطة للقوات. لقد قيل إن الجيوش والجنرالات دائماً ما يستعدون لخوض آخر حروبهم. \r\n \r\n \r\n وفي حالة العراق يبدوا أن الجنرالات يستعدون لخوض الحرب التي يخوضونها حالياً وذلك من دون توجيه سوى قليل من الاهتمام إلى ما قد نواجهه خلال عقد أو عقدين مقبلين.إن القوى التي تدفع قدماً بهذا التغيير تتمثل في الانتقاد القائل إن الجيش الأميركي في ضوء ما لديه من دبابات ثقيلة من طراز أبرامز ومركبات مقاتلة من طراز برادلي وقوة مدفعية كبيرة- هذا الجيش معد وموزع كي يقاتل الجيش السوفييتي في «فولدا غاب» وعلى سهول ألمانيا بعد أن انتهت الحرب الباردة وتبخر التهديد الذي كانت تمثله بوقت طويل. \r\n \r\n \r\n و بحسب دراسة بحثية حديثة وكتاب أصدرته مؤسسة راند كوربوريشن، فإن أحد الأهداف الأساسية وراء إحداث تحول في الجيش الأميركي هو امتلاك القدرة على نشر لواء مقاتل بكامل معداته في أي منطقة بالعالم في خلال 96 ساعة.و من أجل تحقيق هذا الهدف فإن اللواءات ال 33 التابعة للجيش الأميركي يجري تحويلها إلى 43 «وحدة مناورة» كانت تعرف في السابق باسم «لواءات معيارية»، على أن يتم تحقيق هذا الهدف من دون إدخال أي زيادة دائمة على ال 000,485 جندي الذين يخدمون في الخدمة النشطة بالجيش. \r\n \r\n \r\n و في الوقت نفسه سيجري تقليص هيكل الفرقة العليا القديمة التي تتحكم وتمد وتدعم اللواءات التي تقع تحت إمرتها سيتم تقليصه إلى ما هو أكبر قليلاً من سرايا رئيسية على أن يمتلك كل لواء وحدات الإمداد والدعم الخاص به.و تطرح دراسة راند وكذلك يتساءل كتاب المقالات الذي يحمل عنوان «الجيش وإستراتيجية الأمن القومي الجديدة»- يطرحان عن حق تماماً وبالتفصيل السؤال التالي: لماذا العجلة؟ إن معظم الحروب ، حتى الصغيرة منها تحتاج فيما يبدو إلى وقت من التفكير المتمهل قبل أن يتم شنها. \r\n \r\n \r\n لقد أجريت الدراسة في مركز أرويو التابع لراند، وهو مركز بحوث يتم تمويله علي المستوى الاتحادي من قبل الجيش الأميركي.إن الجنرال تومي فرانكس، قائد القيادة المشتركة الأميركية في ذلك الوقت - قد بدأ في هدوء في تحريك معداته وذخائره إلى الكويت وفي بناء مقر قيادة حربي جديد في قطر قبل عام كامل من غزو العراق. وأحد سابقيه في منصبه، وهو الجنرال نورمان شوارزكوف، احتاج ستة أشهر لتجميع 000,550 جندي أميركي قبل أن يستعيد الكويت من أيدي العراقيين في حرب استمرت 100 ساعة في 1991. \r\n \r\n \r\n ثم يأتي ذلك السؤال الملح بشأن كيف سيكون ذلك الجيش الأكثر خفة وقدرة على الحركة، عندما يصل إلى هناك في 96 ساعة. إن المركبة المدرعة الوحيدة التي أدخلت للخدمة في العشرين سنة الماضية هي «سترايكر»، وهي من فئة مركبات المشاة المدرعة الخفيفة ذات الأطر المطاطية. قد تتمتع تلك المركبة بسرعة تصل إلى 50 ميلاً في الساعة، ولكن هل يمكنها أن تسبق طلقة دبابة من عيار 120 مم؟ إن تلك التغييرات من شأنها أن تحول الجيش بأكمله إلى قوة يمكن أن تتحرك بسرعة للاشتراك في حروب صغيرة ضد جيوش فقيرة غير مدربة ومجهزة بشكل ضعيف وليس لديها أية قوة جوية. \r\n \r\n \r\n ماذا لو اضطرت أميركا إلى أن تدخل في غضون عقد أو عقدين من الآن في مواجهة مع روسيا بعد أن تكون الأخيرة قد جددت قوتها بالثورة النفطية ومدت يدها لاستعادة إمبراطوريتها السوفييتية القديمة في شرق أوروبا؟ ماذا لو اضطرت أميركا إلى مواجهة الصين في ضوء توجه هذه الأخيرة التوسعي بفضل ما لديها من قوة عسكرية واقتصادية وليدة آخذة في النمو فضلا عن طموحها وسعيها المتعطش وراء اكتساب نفوذ من خلال النفط والقوة العسكرية؟. \r\n \r\n \r\n تقول دراسة راند:«من الصعب تصور كيف أن الوحدات الخفيفة المرغوب فيها والقابلة للانتشار بسهولة يمكنها أن تمتلك المرونة المطلوبة من القوة ذات النطاق الكامل. لقد أثبتت الحرب في أفغانستان قيمة القوات الخفيفة كما يتم تصورها الآن؛ كما أوضحت حرب العراق الحاجة إلى الدروع الثقيلة». \r\n \r\n \r\n بعبارة أخرى يمكن القول إنه ربما كان ما نحتاجه هو مزيج جيد من هذين النوعين من القوات: الوحدات الخفيفة مثل المشاة المحمولة جوا والمتحركة جوا، أي وحدات مثل ألوية عربات سترايكر، ووحدات ثقيلة للغاية وذات قدرة قتالية رهيبة يمكنها أن تصل بسرعة أقل ولكنها تصل حاملة كل الدبابات التي يمكن أن نحتاجها عندما تقتضي الضرورة ذلك.هذا الشيء لا يختلف كثيرا عن الجيش الذي ورثه رامسفيلد في 2001 عندما عاد إلى البنتاغون لتولي فترته الثانية كوزير دفاع. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنغلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل« البيان» \r\n \r\n