الأسلحة المضادة للدبابات تتحول إلى وسائط هجومية شاملة

\r\n
يقول ستيف اغنات مدير تطوير الاعمال في شركة ريثيون لانظمة الصواريخ: نحن فخورون جداً بالنتائج الميدانية التي تحققها صواريخ تاو. بالاعتماد على مصادرنا، نعتقد ان ما بين 1000 و2000 صاروخ اطلقت ونعتقد ان الجيش الاميركي استخدم 2400 صاروخاً منها فيما اطلقت عناصر مشاة البحرية قريبا من 500 صاروخ.
\r\n
\r\n
صواريخ تاو، التي دخلت الخدمة لأول مرة عام 1970، هي اكثر انواع الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات استخداماً في العالم، حيث انتج منها حتى الآن اكثر من 650 الف صاروخ لمجموعة واسعة من منصات الاطلاق البرية والجوية في حوالي 40 دولة، وبمداها الاقصى الذي يبلغ 3750 متراً، لاتزال صواريخ تاو السلاح الموجه المضاد للدبابات الرئيسي المستخدم مع منصات الاطلاق البرية في الجيش ومشاة البحرية الاميركيين، وتعتمد هذه الصواريخ على نظام توجيه وفق خط النظر شبه اوتوماتيكي يتطلب من سادن السلاح ان يبقى بصره مركزا على الهدف حتى يصيبه الصاروخ.
\r\n
\r\n
استخدمت القوات الاميركية نوعين من صواريخ «تاو» في حرب العراق، وهذان النوعان يمثلان الحلين الرئيسيين المعتمدين لتدمير دبابات الميدان المزودة بدرع تفاعلي انفجاري أو الدروع الاكثر تطوراً.
\r\n
\r\n
مروحيات «كوبرا» الهجومية لدى مشاة البحرية الاميركية استخدمت الصاروخ «تاو 2» المزود برأس حربي ترادفي شديد الانفجار مضاد للدروع وهذا الرأس مكون من عبوتين تنفجر الامامية منهما أولاً لتفجر الدرع التفاعلي الانفجاري وتلغي اثره فاتحة الطريق امام العبوة الرئيسية لتخترق الدرع الرئيسي للدبابة.
\r\n
\r\n
اما المنصات البرية في الجيش ومشاة البحرية العربة المدرعة الخفيفة وعربة المشاة القتالية براد لي إم 2 ونظام اكتساب الاهداف المطور «أيتاس» المركب. على العربة المدولبة متعددة الاغراض فكانت تستخدم بشكل رئيسي الصاروخ تاو 2بي. وهذا الصاروخ يتمتع بميزة الاستهداف العلوي بحيث يضرب العربات المدرعة من سطحها العلوي الاقل تصفيحاً والاضعف.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من ان الجيش الاميركي قد الغى عام 2002 برنامج تطوير نسخة من صواريخ تاو تعتمد نظام الاطلاق ثم التوجيه الذاتي بدون تدخل من الرامي الى انه يمول حالياً برنامجاً لتحديث صواريخ تاو بحيث تبقى في الخدمة حتى عام 2020، اولى هذه البرامج هو الصاروخ تاو المضاد للتحصينات. فقد قامت ترسانة رودستون ارسنال التابعة للجيش الاميركي بتعديل 500 صاروخ تاو 2 أيه بتزويدها برؤوس حربية مضادة للتحصينات لاستخدامها من قبل الفرق المقاتلة في ألوية سترايكر.
\r\n
\r\n
وهذه الصواريخ ستوفر قدرة اضافية بانتظار ادخال نظام مدفع سترايكر في الخدمة. يقول اغنات: الفكرة هي انهم كانوا يريدون قذيفة ذات قدرة اختراق عالية بحيث تحدث حفرات يستطيع الجنود الدخول عبرها، وهذه القذيفة قادرة، عند اطلاقها على مدى صاروخ تاو الكامل، على احداث حفرة بعرض متر في جدار تحصين اسمنتي مسلح بالقضبان الفولاذية.
\r\n
\r\n
يذكر ان ريثيون هي مقاول رئيسي في مجال تعديل الرؤوس الحربية، وتعرض تصاميمها للتسويق خارج الولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
الاولى من الفرق القتالية لألوية سترايكر اللواء الثالث في الفرقة الثانية مشاة موجودة الآن في العراق، وهي مجهزة بأحدث منصة صواريخ «تاو» موجودة في الخدمة في القوات الاميركية حالياً: عربة الصاروخ الموجه المضاد للدبابات سترايكر ام 1134 8 x 8 من انتاج جنرال ديناميكس كندا «أيه تي جي دبليو في».
\r\n
\r\n
وهذه العربة مجهزة بمنصة اطلاق من سبطانتين ومنصب مطور من نظام تاو اليفيتر الذي يمكن ان يتطاول نصف متر فوق سطح العربة، فيما يبقى سدنة العربة وعددهم ثلاثة داخلها.
\r\n
\r\n
كل لواء سترايكر سيتضمن سرية «مضادة للدروع مكونة من تسع عربات إم 1134. غير ان التسليم المنتظر لنظام سترايكر إم جي اس المسلح بمدفع عيار 105 ملم، جعل العربات المضادة للدبابات تدخل مع فصائل سترايكر ام جي اس ضمن سرايا المشاة لأولى الوية سترايكر.
\r\n
\r\n
وقد منح الجيش شركة ريثيون عقد إنتاج 976 صاروخ تاو و2 بي إرو في فبراير الماضي لتسليمها في ديسمبر 2006. ويتمتع صاروخ تاو 2 بي إرو بمدى اضافي يصل الى 5,4 كم عبر تزويده بسلك توجيه جديد ومقدمة جديدة، وهذا النموذج سيشكل معظم طلبيات الجيش لعدة سنوات مقبلة.
\r\n
\r\n
وسيركز الجيش في مشترياته اللاحقة على نسخ معدلة من تارو 2 بي ارو مزودة بوصلة راديو لاستبدال سلك التوجيه. يقول اغنات: اننا نتحدث عما بعد عام 2008 انه الجيل الثالث من هذه الصواريخ وذلك النظام يمكن تركيبه على كل الانظمة الموجودة في الخدمة مسبقاً. وقد نضجت تقنية التوجيه اللاسلكي هذه خلال برنامج تطوير تاو ذي التوجيه الذاتي. يقول: كنا نعتزم ضمن برنامج تاو ذي التوجيه الذاتي ان نضع جهازا بث على قاعدة الاطلاق. لكننا نفكر الآن بتضمين هذا الجهاز داخل سبطانة الاطلاق بحيث لا يتطلب الامر تعديل قاعدة الاطلاق.
\r\n
\r\n
في غزو افغانستان استخدم الجيش مشاة البحرية صاروخ «تاو» طويل المدى بالترادف مع صاروخ جافيلاين متوسط المدى 2500 متر وهو أول صاروخ مضاد للدبابات بتوجيه ذاتي يطلق من الكتف يدخل الخدمة في القوات المسلحة الاميركية، المكونان الرئيسيان لنظام جافيلاين هو وحدة اطلاق وتوجيه تحمل على الكتف وصاروخ مختوم داخل اسطوانة اطلاق تستخدم لمرة واحدة. وتتضمن وحدة الاطلاق والتوجيه نظام رؤية ليلية/نهارية توفر قدرة سيطرة واشتباك ميدانية تعمل في كل البيئات الجوية والاجراءات الوقائية.
\r\n
\r\n
ويتمتع النظام بإمكانية الاختيار بين الاستهداف العلوي أو الاستهداف المباشر. ومنذ ان دخل النظام مرحلة الانتاج الواسع في يونيو 1996، انتج مشروع ريثيون/لوكهيد مارتن المشترك الذي طوره اكثر من 2500 وحدة اطلاق وتوجيه واكثر من 12 الف من اصل 21 الف صاروخ تحت الطلب.
\r\n
\r\n
وقد اطلق الاميركيون حوالي 500 صاروخ جافيلاين في افغانستان، ويقول تقرير اعدته فرقة المشاة الثالثة عن اداء الصاروخ انه «سلاح لا يقدر بثمن ضد القوات المدرعة المعادية والمواقع المحصنة».
\r\n
\r\n
يؤكد اغنات ان جافيلاين وتاو سلاحان هجوميان يستخدمان ضد مجموعة واسعة من الاهداف.اما في اوروبا، فإن امال الصناعة العسكرية الاوروبية بتكرار نجاح الصاروخين الموجهين المضادين للدبابات: ميلان وهوت عبر برنامج الصاروخ تريفات فلم يكتب لها التحقق، وكانت شركة يوروميسايل الفرنسية الالمانية قد بدأت في الستينيات تطوير الصاروخ متوسط المدى 1950 متراً ميلان والصاروخ طويل المدى 4000 متر هوت لجيشي البلدين.
\r\n
\r\n
واشترت اكثر من 19 دولة صاروخ هوت بنسختيه للمنصات البرية والجوية وانتج منه اكثر من 85 الف صاروخ ويتضمن الصاروخ هوت نظام توجيه وفق خط النظر نصف اوتوماتيكي كما يحمل هوت 3 الذي ينتج حالياً رأساً حربياً ترادفياً. ومع ان معظم العربات البرية التي تحمل النظام هي عربات مدرعة، فإن يوروميسايل قد طورت نظاماً يدعى هوت/اطلس لتركيبه على عربات 4 x 4 للمغرب.
\r\n
\r\n
وقد انتج اكثر من 10 آلاف وحدة اطلاق و330 الف صاروخ ميلان بيعت لحوالي 40 دولة اضافة الى تراخيص بيعت للهند واسبانيا وبريطانيا واليوم يوجد في ميلان 2 تي وميلان 3 رأس حربي ترادفي.
\r\n
\r\n
الصاروخ تريفانت وطويل المدى «تريفانت إل آر» سيركب على المروحية الهجومية الاوروبية تايغر التي ستدخل الخدمة في فرنسا والمانيا حيث طلب البلدان وحدات اطلاق لهذه الصواريخ تستطيع اطلاق صواريخ هوت وتريفانت إل آر. كما تم تطوير عدة تصميماته منه تناسب ابراج المدرعات أو مناصب للتركيب على العربات لكن لم يتم اختيار أي منها للانتاج بعد.
\r\n
\r\n
وكان قرار بريطانيا التخلي عن برنامج تطوير ترايفانت متوسط المدى «تريفانت إم آر» في يوليو 2000 ثم انسحاب بلجيكا وهولندا منه قد قضى عملياً على المشروع. ولاحياء الاهتمام بالاستثمار في تريفانت، اشتركت شركة إم بي دي ايه الاوروبية يوروميسايل وطورت تريفانت الذي يجمع بين صاروخ تريفانت إم آر بمدى يبلغ 2500 متر ووحدة اطلاق الصاروخ ميلان. ويجري تسويق هذا الصاروخ باعتباره مشروع التطوير معقول التكلفة لمستخدمي الصاروخ ميلان. التصميم المبدئي يحتفظ بنظام التوجيه السلكي للصاروخ ميلان. غير ان نسخة ذات توجيه بالالياف البصرية يمكن تطويرها ايضاً.
\r\n
\r\n
والبدء بإنتاج تريفانت يبدو الآن مشروطاً بقرار الجيش الفرنسي المنتظر بشأن السلاح الذي سيأخذ مكان الصاروخ ميلان.وفي السويد انتهت شركة بوفورز ديناميكس من انتاج صاروخ بيل 2200 متر المحمول على الكتف عام 2001، رغم ان خط الانتاج قد احتفظت به الشركة موجوداً لتلبية اي طلبات وطنية أو خارجية.
\r\n
\r\n
وكان هذا الصاروخ الذي دخل الخدمة في الجيش السويدي عام 1986 اول صاروخ مضاد للدبابات بميزة الاستهداف العلوي في العالم.والنسخة المطورة بيل 2 مزودة برأس حربي شديد الانفجار بحيث يستطيع تدمير الدروع التفاعلية على سطح الدبابة، وفيما اشترت النمسا والبرازيل النسخة بيل 1 فإن الجيش السويدي يستخدم الاثنتين.
\r\n
\r\n
\r\n
وعقب توقف مشروع تريفانت إم آر، اصبح السوق الاوروبي الآن ساحة للتنافس بين صاروخ جوفيلاين الاميركي وسلسلة صواريخ سبايك الاسرائيلية. فقد طورت شركة رافاييل الاسرائيلية صاروخ سبايك ليحل محل صواريخ تاو وغيرها من الصواريخ الاميركية الصنع في الجيش الاميركي وتنتج الشركة اربع نسخ هي سبايك قصير المدى 800 متر وسبايك متوسط المدى 2500 متر وسبايك طويل المدى 4000 متر وسبايك طويل المدى 8000 متر وتزود صواريخ سبايك بنظام التوجيه بالالياف البصرية بحيث يمكن استخدامها كصواريخ توجيه ذاتي او صواريخ موجهة من وحدة الاطلاق.
\r\n
\r\n
وقد اختار الجيش الفنلندي صاروخ سبايك متوسط المدى عام 2000 بعد تجارب مطولة ضمت بين 2 وجافيلاين وميلان وتريفانت إم آر. وفي 2003 عادت فنلندا واختارت صاروخ سبايك مطول المدى لدفاعها الساحلي. كما حصلت رافايل على عقد هولندي لتوربيد سبايك متوسط المدى وكانت بولندا آخر زبائن رافاييل الاسرائيلي التي حصلت على عقد بقيمة 383 مليون دولار مقابل الانتاج المحلي لصواريخ سبايك طويل المدى.
\r\n
\r\n
بريطانيا اختارت صاروخ جافيلاين الاميركي لتلبية حاجتها لنظام صاروخي موجه مضاد للدبابات لقواتها الخفيفة حيث ستزود به جيشها ومشاة بحريتها. ويتوقع ان تشتري بريطانيا 3811 صاروخاً و378 وحدة اطلاق بقيمة 537 مليون دولار.ومن زبائن جافيلاين الآخرين هناك النرويج وايرلندا وليتوانيا واستراليا والاردن ونيوزيلندا وتايوان.
\r\n
\r\n
بين 1979 و1989 استخدم الجيش السوفييتي الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ضد أنواع مختلفة من الاهداف مثل التحصينات والجند والكهوف. وهذا ما حفز على تطوير أنواع كثيرة من الرؤوس الحربية مثل الحرارية وقنابل الوقود، واليوم توفر روسيا صواريخها الموجهة المضادة للدبابات بكل هذه الانواع من الرؤوس الحربية، اضافة للرأس الحربي الحراري شديد الانفجار والرأس الحربي الترادفي.
\r\n
\r\n
وتسوق الصناعة العسكرية الروسية مجموعة منوعة من الانظمة المحمولة على الكتف والمحمولة على العربات من هذه الصواريخ وبينها صواريخ لاتزال في طور النموذج الاولى الذي لم يدخل قيد الانتاج بسبب نقص التمويل.
\r\n
\r\n
مكتب كيه بي. ام للتصميم الهندسي يسوق صواريخ حزيزانتيما وانكا وشتورم بعيدة المدى. ويتضمن نظام حزيرانيتماقاعدة اطلاق تركب على العربة المدرعة بي. ام بي 3 بصاروخين في وضعية الجاهزية للاطلاق و15 صاروخاً آخر داخل العربة. والصاروخ متوفر برأس حراري شديد الانفجار أو ترادفي وبنظام توجيه وفق خط النظر نصف اوتوماتيكي او باللاسلكي، وقد دخل هذا النظام الخدمة في الجيش الروسي في يوليو 2003.
\r\n
\r\n
اما نظام شتورم 9 كيد 114 فيركب على عربة مدولبة ويتضمن صاروخاً في وضع الجاهزية للاطلاق و15 آخر داخل العربة. ومن هذا الصاروخ طور الصاروخ اتاكا وكيد 120 بمدى اقصى 5800 متر ويزود برأس حربي ترادفي أو رأس حراري.
\r\n
\r\n
ويسوق مكتب تولا كيه بي بي صاروخ كورينت المتوفر بنسخة ذات منصب ثلاثي او بأخرى تركب على عربة بي ام بي 3 بصاروخين في وضع الجاهزية هذا الصاروخ مزود برأس حربي حراري شديد الانفجار ترادفي أو برأس حربي حراري وقد بيعت نسخة اساسية للمشاة من هذا السلاح الى عدة دول بينها اليونان وسوريا.
\r\n
\r\n
وبدورها اصبحت الصناعة العسكرية الصينية التي كانت بدايتها بتطوير صاروخ مالوتكا 9 كيه 11 السوفييتي منافساً رئيسياً للصناعة الروسية في اسواق التصدير، وكان الصاروخ ريد آرو 8 الموجه المضاد للدبابات الذي تنتجه شركة نورث اندستريز كورب اول صاروخ من فئة يصنع محلياً وقد دخل الخدمة في الجيش الصيني عام 1987 بنسخة ذات منصب ثلاثي وبمدى يبلغ 3000 متر طورت في نسخة الاحداث ليبلغ 4000 متر ويتوفر الصاروخ برأس حراري شديد الانفجار او رأس حربي ترادفي.
\r\n
\r\n
اما آخر صاروخ تطوره الصناعة الحربية الصينية ويدخل الخدمة في الجيش الصيني فهو ريد آرو 9 بمدى اقصى يبلغ 5000 متر برأس حربي حراري شديد الانفجار وترادفي. وهو مركب على عربة مدولبة 4 x 4 بأربعة صواريخ في وضعية الجاهزية للاطلاق وصواريخ اخرى داخل العربة.
\r\n
\r\n