على خلفية الجدل حول ما حصلت عليه طرابلس لقاء الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، أعلنت ليبيا توقيع عقدين مع فرنسا لشراء صواريخ «ميلان» بقيمة 168 مليون يورو ومنظومة اتصالات متطورة للشرطة بقيمة 128 مليون يورو، وأكدت باريس بالصفقة ، كما أكدت الشركة الصانعة للأسلحة إبرام العقد كاشفة عن مفاوضات دامت 18 شهراً قبل توقيعها. وأعلن مصدر ليبي رسمي، رفض نشر اسمه، عن أن «ليبيا وقعت عقدا مع فرنسا لشراء صواريخ ميلان بقيمة 168 مليون يورو». وأوضح أن «العقد أبرم مع ام.بي.دي.آي فرع مجموعة الدفاع والطيران الأوروبية اي.ايه.دي.اس». وقال إن «هذا العقد هو الأول من نوعه مع دولة غربية منذ فرض الحظر الأوروبي على بيع الأسلحة إلى ليبيا مطلع التسعينات القرن الماضي، وقد رفع الحظر العام 2004». كما أبرمت طرابلس عقدا ثانيا بقيمة 128 مليون يورو لشراء منظومة متطورة للاتصالات للشرطة والأمن من طراز تترا. وقال وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران لإذاعة «ار.تي.إل» إن «ليبيا وقعت مع فرنسا رسالة نوايا لشراء صواريخ ميلان مضادة للدبابات وهي صفقة وافقت عليها مبدئيا لجنة وزارية فرنسية في فبراير 2007». وقبل هذا التوضيح ، قال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية ديفيد مارتينون لشبكة «ال.سي.اي» الخاصة: «اعتقد ان هذا صحيح». وأضاف «لكنني لا أؤكد هذه الصفقة. لست مخولا التعليق على الصفقات التجارية». وأوضح أنه ليس «طرفا في هذه المفاوضات». وأكد مجدداً على أنه «لم توقع أي عقود خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى ليبيا غداة الإفراج عن الممرضات والطبيب البلغاري في 24 يوليو». ووصف هذه الزيارة بأنها كانت «ناجحة جداً» وأنها «عادت بفائدة كبيرة على الصناعيين الفرنسيين لأنها ساهمت في تسريع الأمور». وأعلن الناطق في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان اوجوردوي» عن انه «في حال وقعت عقودا قريبا بين ليبيا وشركات فرنسية فإننا نرحب بذلك». وأضاف «كيف يمكننا انتقاد شركات وطنية لدخولها أسواق مع شريك (ليبيا) يحترم جميع التزاماته الدولية». إلا أن مجموعة الدفاع والطيران الأوروبية «اي ايه دي اس» أكدت في بيان أن «التوصل إلى الصيغة النهائية لعقد يزود ليبيا بصواريخ ميلان المضادة للدبابات بعد 18 شهرا من المفاوضات». وأفاد البيان «تم التوصل إلى الصيغة النهائية للعقد بعد مفاوضات ومباحثات دامت أكثر من 18 شهراً»، موضحاً أن «هذا العقد ينتظر توقيع الزبون الليبي». وفي المقابل، ذكرت «اي.ايه.دي.اس» انه «لا يزال يتم وضع اللمسات الأخيرة مع ليبيا على العقد المتعلق بمنظومة الاتصالات المتطورة بعد أشهر من المفاوضات مؤكدة على عدم التوقيع عليه حتى الآن». لوموند: على ساركوزي أن يخرج بتوضيح شددت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس على ضرورة أن يخرج الرئيس نيكولا ساركوزي بتوضيح للشعب الفرنسي بشأن التعهدات الفرنسية لليبيا. وذكرت الصحيفة أنه «من غير المنطقي أن يوضح قصر الاليزيه كما لو كان الرئيس وزوجته قد اجتازا وحدهما المفاوضات الصعبة ليصلا إلى المخرج السعيد لقضية الممرضات». وأضافت أن «ساركوزي جنى الآن نتيجة ذلك حيث صار من الواضح أن الدولة المستقيمة التي يرغب فيها ساركوزي أصبحت تعاني الآن من خلل في الشفافية ومحاولات التلاعب بالرأي العام». وتابعت: «بالطبع ستظل هناك دائما دبلوماسية سرية ولكن التصريحات غير المقنعة لوزير الخارجية برنار كوشنير لا تكفي، يجب أن يدلي ساركوزي قريبا بالتوضيح الذي تنتظره منه البلاد وكلما أسرع في ذلك كلما كان أفضل». الصاروخ ميلان يعد الصاروخ ميلان المضاد للدروع فخر الصناعة الأوروبية العسكرية، وكانت شركة يوروميسايل الفرنسية الألمانية بدأت في الستينات تطوير الصاروخ «ميلان» متوسط المدى 1950 متراً والذي يتم توجيهه بسلك، إلا انه أقل تطوراً من الصاروخ «هوت» طويل المدى (4000 متر). واشترت أكثر من 19 دولة صاروخ «هوت» بنسختيه للمنصات البرية والجوية وأنتج منه أكثر من 85 ألف صاروخ ويتضمن نظام توجيه وفق خط النظر نصف أوتوماتيكي كما يحمل «هوت 3» الذي ينتج حالياً رأساً حربياً ترادفياً. ومع أن معظم العربات البرية التي تحمل النظام هي عربات مدرعة، فإن يوروميسايل طورت نظاماً يدعى هوت أطلس للمغرب. وأنتج أكثر من 10 آلاف وحدة إطلاق و330 الف صاروخ ميلان بيعت لحوالي 40 دولة إضافة إلى تراخيص بيعت للهند واسبانيا وبريطانيا واليوم يوجد في ميلان 2 تي وميلان 3 رأس حربي ترادفي.