\r\n \r\n والآن, يبدو أن النسخة الجديدة من هذا المفهوم الرمزي تقول: إذا لم نحتل بلدا مسلما, ونستثير الإرهابيين لمهاجمتنا في بغداد, سنعاني من مزيد من الهجمات الإرهابية بالداخل. والعكس هو الصحيح. فقد أثبت غزو العراق مثله مثل الاحتلال السوفيتي لأفغانستان من قبل أنه أداة تطويع وتجنيد هائلة للمتشددين في كل مكان. وحتى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أيه المشدد حولها الخناق, والتي يكافح البيت الأبيض لتحييدها كصوت شبه موضوعي في الشؤون الخارجية, أعلنت مؤخرا أن احتلال العراق قد أصبح مرتعا للإرهابيين. \r\n غير أن الرئيس بوش يتخبط, فيطلب منا أن نؤيد مغامرته في العراق لئلا نهدر وننسى ذكرى ضحايا 11 سبتمير 2001, قائلا الأسبوع الماضي: نحن نحارب اليوم لأن الإرهابيين يريدون مهاجمة بلادنا وقتل مواطنينا, والعراق هو المكان الذي يصنعون فيه أرضيتهم وملاذهم الآمن. وفي الواقع, هذا ليس صحيحا. نحن نحارب في العراق اليوم لأن بوش استمع إلى زمرة من المنافقين المثقفين والمفكرين من الجناح اليميني الذين دفعوا بأن أميركا يمكن أن تنشئ أو تحدث تأثيرا باتباع نظرية الدومينو, محولة الشرق الأوسط إلى ديمقراطيات موالية للغرب ذات أسواق حرة طيعة من خلال استخدام فظ للقوة العسكرية. \r\n إن بوش ليس هو ولا زمرته من المحافظين الجدد هم الذين يقاتلون ويموتون من أجل نظرية الدومينو في العراق, ولكن الذين يقاتلون ويموتون هم المجندون الأميركون البسطاء البالغون من العمر 19عاما, والضباط العسكريون المجتهدون في حياتهم ومستقبلهم العملي والعراقيون الفقراء أو التعساء. كما أن الإرهابيين الأجانب المرتبطين بالقاعدة في العراق لأنه حقل للفرص, وليس لأنه ملاذهم الأخير. \r\n لقد سعى بوش بشكل منتظم من بعد هجمات 11سبتمبر مباشرة إلى المراهنة على صدمة العامة إزاء هجوم إرهابي وحيد برغم كونه مدمرا من قبل مجموعة صغيرة من المتطرفين وتحويلها إلى ما ارتقى إلى دعوة حرب عالمية ثالثة ضد محور شر مفترض. ولكن هذه الدول إيران والعراق وكوريا الشمالية تشاركت فقط في عداء واضح للولايات المتحدة, وليس في أي تحالف حقيقي أو صلات بهجمات 11 سبتمبر نفسها. \r\n لقد برر بوش تعزيزا وحشدا عسكريا هائلا في عملية غزو واحتلال العراق وأنفق عشرات المليارات من الدولارات في العراق, وأعاد تنظيم الحكومة الفيدرالية, موجها ميزانية أميركا إلى الحرب, وتعدى على الحريات المدنية للأميركيين والشعوب الأخرى حول العالم, كل ذلك دون الاكتراث بتدقيق وفحص أصول هجمات 11سبتمبر بجدية أو تكوين استراتيجية قوية متماسكة لمنع هجمات مماثلة في المستقبل. وفي الوقت نفسه, فإن أسامة بن لادن مازال طليقا, مثل داعميه الماليين والسياسيين في كثير من الدول. \r\n إن الحقيقة المريعة غير المفصح عنها في الحرب على الإرهاب هي أن مأساة 11 سبتمبر قد تم استغلالها كفرصة سياسية من قبل جوج بوش, وشركة هاليبرتون, والبنتاغون والأعمدة أو الدعائم الأخرى لما أسماه الرئيس أيزينهور بالمجمع العسكري الصناعي في خطبته الأخيرة كرئيس. \r\n لقد حذر الجنرال السابق الذي قادنا في الحرب العالمية الثانية من أخطار النزعة العسكرية غير الملجومة, قائلا, وهو الجمهوري, في عام 1961 في مجالس الحكم, يجب أن نحذر من اكتساب نفوذ غير مسوغ أو لا مبرر له سواء سعي إليه أو لم يسع إليه من قبل المجمع العسكري الصناعي.. فإمكانية البزوغ والتصاعد الكارثي للقوة والسلطة تكون قائمة وستستمر. يجب ألا نسمح لثقل وقوة هذا المزيج أو التركيبة بتعريض حرياتنا أو عملياتنا الديمقراطية للخطر. \r\n فخذوا حذركم .. \r\n \r\n روبرت شير \r\n كاتب عمود صحفي أسبوعي في صحيفة لوس أنجلوس تايمز