\r\n هل الموقف بدأ يتغير الآن؟ الولاياتالمتحدة ووكالات الاغاثة اصبحا وجهين لعملة واحدة‚ فهاتان الجهتان تستغلان معظم الاموال المخصصة كمساعدات ولاعادة اعمار البلاد من اجل الدفع لتغطية رفاهية المسؤولين فيها بالدرجة الأولى ولدفع رواتب العاملين الاجانب وشراء السيارات الفارهة في الوقت الذي يغرق المواطن الأفغاني العادي في الفقر والحاجة‚ \r\n \r\n وبالرغم من النهضة العمرانية غير العادية التي تشهدها كابول العاصمة فإن الأفغان لا يرون اي تحسن ملموس في حياتهم منذ انهيار نظام طالبان في خريف 2001‚ فالمساعدات لا تصل الى الأماكن التي يتوجب الوصول اليها ومن الجدير بالذكر ان 80% من الشعب الافغاني يعيشون في مناطق ريفية لا تصل اليها المساعدات الخارجية‚ويشعر الافغان بان بلادهم لم تعد ملكهم وانه لا رأي لهم في عملية «إعادة الإعمار» ‚ \r\n \r\n جزء من المسؤولية يتحمله الأفغان أنفسهم‚ ففي الوقت الذي تشهد العاصمة ازدهارا إلا انه لا تزال هناك مشاكل أمنية وتنشط فيها تجارة المخدرات ناهيك عن الفساد المستشري‚ في نفس الوقت هناك قسط من المسؤولية يتحمله «المانحون» الأجانب‚ فهناك الكثير من الشكوك حول الممارسات التي يعمل بها هؤلاء من اجل تخصيص الاموال ومنح العقود‚ في هذه الوكالات يعيش الأفغان المؤهلون للعمل ولكن برواتب ضعيفة لا تشكل سوى جزء بسيط مما يحصل عليه الأجانب ومع ذلك نجد ان هذا القليل يعتبر كثيرا للغاية اذا ما قورن بما يحصل عليه العاملون في الدولة مما ساهم في تجفيف الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية وجعلها غير قادرة على العمل بصورة مناسبة‚ \r\n \r\n الحقيقة ان الأفغان لا يفهمون بوضوح الأسباب التي تجعل الأسرة الدولية تفشل في الجهود التي تبذلها لاعمار بلادهم‚ وهذا يتضمن تلك «الخطوط الضبابية» القائمة بين وكالات الإغاثة والأنشطة العسكرية والاستخبارية‚ وعدم الوضوح هذا يؤدي في أحيان كثيرة الى تقويض انشطة بعض منظمات الاغاثة الجدية مثل «اللجنة السويدية لافغانستان» التي هوجمت مكاتبها في جلال اباد الاسبوع الماضي‚ \r\n \r\n بدأ الشعب الافغاني ينظر الآن للقوات الأميركية كقوات احتلال ويقارنها بالقوات السوفياتية التي غزت بلادهم في الثمانينيات‚ ويعود السبب في ذلك للقسوة البالغة التي تستخدمها هذه القوات في تكتيكاتها حيث تلجأ لاقتحام منازل الافغان وتجبر سياراتهم على التنحي عن الطريق واعطاء الأولوية لمرور قوافلهم‚ \r\n \r\n وهناك سبب آخر يتمثل في استخدام ادارة بوش للمرتزقة الأميركيين والأجانب دون وجود قواعد محددة تحكم تصرفاتهم‚ هؤلاء المرتزقة المدججون بالسلاح ويرتدون النظارات الشمسية السوداء يعرفون باسم «المتعاقدين العسكريين الخصوصيين» وتوكل اليهم مهمة حماية المسؤولين الأميركين والرئيس الأفغاني حامد قرضاي‚ وفوق ذلك يساهم هؤلاء بإثارة حنق الافغان العاديين من خلال إغلاق الطريق وتصويب السلاح باتجاههم‚ \r\n \r\n منذ العام الماضي تشهد افغانستان موجة من عمليات الخطف والقتل وشن هجمات ضد عمال الإغاثة والصحفيين الأجانب‚ وبعض هذه الحوادث التي أدت الى مقتل خمسة من العاملين في منظمة «أطباء بلا حدود» تورطت فيها الشرطة‚ كذلك نسب مقتل أحد البريطانيين الذي كان يعمل مستشارا في احدى وكالات الاغاثة الى عناصر داخل الحكومة‚ وقد طلبت كل من الاممالمتحدة وقوات الناتو من العاملين الأجانب عدم الثقة بأي شخص‚ \r\n \r\n ان المطلوب بصورة عاجلة ان تقوم الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية بالعمل بصورة تتسم بالشفافية وعليهما أن يعملا على إرسال رسالة طمأنة للشعب الأفغاني‚ \r\n \r\n لقد دفعت أميركا مئات الملايين من الدولارات لإعطاء حكومة قرضاي الشرعية ولكن تصرفاتها التي تتسم بالمنهجية تعمل على تقويض هذه الشرعية‚ \r\n