ومشكلة الصين تتمثل في عدم وجود ما يكفي من العوامل لتوحيد الشعب الصيني وجمعه في قالب سياسي موحد . وعلى الرغم من أن الثقافة واللغة الصينيتين قد تكون من عوامل التوحد إلا أنها ليس بوسعها أن تحول دون أن تنشب عوامل التفرقة والتباين أظلافها في الجسد الصيني . وفي غياب الدين ينعدم احتمال تجمع الشعب في بوتقة دينية واحدة . أما من الناحية السياسية فليس هناك دعم من النخبة للديموقراطية ، ومن ثم لم يتبق سوى القومية التي يمكن أن تقود الصينيين إلى التوحد. \r\n \r\n والقومية عامل مؤثر بالنسبة للحزب الشيوعي وكذا فهي لا تحمل خطرا يتهدد مجتمع النخبة إلى جانب كونها تتمتع بقوة كافية لجمع الناس والتفافهم حول علم واحد ، خاصة ضد ( المعتدي الياباني ) أو الأعداء التاريخيين الآخرين . \r\n \r\n وعلى خلاف ما يعتقده الكثيرون فإن القومية ليست توجها إيجابيا للصين فحسب ولكنها جيدة للعالم بأسره . فبدون دعم القوة الموجودة على الساحة في الصين ربما نواجه جميعا آثار دولة صينية منقسمة ومتنازعة داخليا. \r\n وبالتركيز على عوامل القوة السياسية في الصين وتوسيع حجم تأثيرها على المجتمع الدولي يمكن للقادة في الصين أن يشدوا من عضد الدعم والتأييد للدولة من قبل الشعب . \r\n \r\n بيد أن هناك عقبات مثل نمو الدولة الذي قد يحمل معه زيادة النفوذ والتأثير في المجتمع الدولي ( وربما يأتي ذلك على نحو أكثر من اللازم ) إلى جانب إبطاء عجلة التغييرات السياسية في الصين على الرغم من انسلاخ الدولة من الشيوعية . \r\n \r\n والاحتمال المتوقع قد يأتي على النحو التالي : قيام دولة قومية تسعى للحصول على مكانها المناسب على خشبة المسرح العالمي ، ووصول الشيوعية إلى حالة من الضعف تفقد معها القدرة على بسط أي سيطرة أو هيمنة على الشعب الصيني. فالقومية ليست مشكلة بل إنها قد تكون الأساس الذي تبنى عليه الصين ديمقراطيتها \r\n \r\n وعلى الرغم من تلك التوقعات إلا أن الصين قد تكشف فقط عن الوجه القبيح من القومية والذي قد يمثل مشكلة للولايات المتحدة والغرب في طريقها للبحث عن مكانتها اللائقة على الصعيد العالمي بصرف النظر عن التركيز في الوقت الحالي على اليابان وحسب . \r\n \r\n ويجب ألا ينسى أحد أن الشيوعية قد حملت معها النقمة على العالم الحر طوال حقبة ممتدة من القرن العشرين. \r\n وإذا ما حزمت الصين رأيها وقررت خلع عباءة الشيوعية إلى الأبد يجب أن تلقى دعما ومؤازرة وألا تقابل بالهجوم عليها . فقد كانت القومية على مدار أكثر من قرنين من الزمن قوة إيجابية في الولاياتالمتحدة . ويبقى السؤال الهام وهو كيف يمكن أن ندعم القومية في الصين لتسلك طريقا إيجابيا يشبه ذلك المسلك الإيجابي الذي نهجته القومية الأميركية وأن يضفي ذلك قوة على الشعب وليس على سلطة الحزب . \r\n \r\n \r\n \r\n نيكولاس سوانستروم \r\n أستاذ مساعد ومدير دراسات (طريق الحرير) المعاصرة في برنامج بحوث السلام والصراع في السويد \r\n خدمة واشنطن بوست ولوس انجلوس تايمز خاص ب(الوطن)