\r\n بدأت بذور السباق النووي في النمو وسط رماد الحرب العالمية الثانية لدى اشتعال شرارة أول مجابهة بين المعسكر السوفييتي والغرب ومنذ ذلك الحين، انضم الى النادي النووي أعضاء جدد كالهند والصين وباكستان ما زاد من مخاطر نشوب حرب مهولة لا تبقي ولا تذر، لكن تلك البلدان أوجدت على الأقل نوعاً من الردع الاقليمي ضد بعضها البعض. فباكستان ردعت الهند والعكس بالعكس. \r\n \r\n \r\n والصين شكلت ضلعاً رابعاً في مستطيل السوفييت والهند وأميركا. \r\n \r\n \r\n ومرت أوقات لم يكن فيها أي من أقطاب هذه الرباعية قريب الى قطب آخر أكثر من البقية، لكن هذه البلدان نضجت وأظهرت قدرة على ضبط النفس في خصوماتها المتصاعدة. \r\n \r\n \r\n ان انتشار الأسلحة النووية بدأ الآن يخرج عن نطاق السيطرة ويصل إلى دول من الدرجة الثالثة أكثر عدداً وطيشاً بكثير من القوى العالمية التقليدية. \r\n \r\n \r\n فالاتحاد السوفييتي والصين لاعبان تاريخيان من الوزن الثقيل منذ زمن، وكذلك الأمر بالنسبة لفرنسا وانجلترا. والهند دولة لها ثقلها ايضاً، حيث يتجاوز تعداد سكانها المليار نسمة. لكن عندما امتلكت كل من باكستان وكوريا الشمالية أسلحة نووية، بدأت ترتسم معالم حقبة خطيرة جديدة: فبوسع أي دولة مخيفة ان تدعي لنفسها الحق بامتلاك قنبلة نووية، برغم عدم تمتعها بأهمية استراتيجية عالمية، وافتقارها للقوة التقليدية وفشلها الاقتصادي. \r\n \r\n \r\n إن من غير المرجح أبداً أن تقوم الحكومات الديمقراطية بمهاجمة مثيلاتها وبالتالي فإن امتلاكها لأسلحة مرتعبة يشكل بوجه عام تهديداً أقل للسلام العالمي. فالاتحاد السوفييتي القديم كان أخطر من روسيا المعاصرة، برغم بقاء الترسانة النووية على حالها تقريباً. واتجاه الصين نحو الليبرالية يبعث الآمال بأن تكون احتمالات اقدامها على استخدام سلامها النووي اليوم أقل مما كانت عليه في عهد ماو تسي تونغ، مؤسس جمهورية الصين الشعبية. \r\n \r\n \r\n إن هناك في الغرب من يزعم أن ايران أكثر ميلاً حتى من باكستان لتسليح الارهابيين. أي ان امتلاك ايران للسلاح النووي قد يوازي تحول حزب الله أو القاعدة الى قوة نووية وهذان لن يردعهما شيء عن شن هجوم ابادة. \r\n \r\n إذا سمح الغرب للدول المارقة مثل كوريا الشمالية أو ايران بأن تصبح او تظل قوى نووية، فإن الدول الإنسانية القوية كالبرازيل، المانيا، اليابان، كوريا الجنوبية وتايوان سوف تطالب عاجلاً أم آجلاً بحق امتلاك الخيار النووي، اذا لم يكن بدافع الكرامة الوطنية فسيكون بذريعة حماية أمنها القومي على الأقل.. \r\n \r\n \r\n يرى المراقبون أن اليابان لن تسكت إلى الأبد عن بلطجة كوريا الشمالية ضدها، وألمانيا لن تنتظر حتى تصبح عرضة للابتزاز من قبل ايران التي يمكن لصواريخها نظرياً أن تحرق برلين خلال عشر دقائق. وكيف ستكون ردة فعل بلد كبير مثل البرازيل، وهو يرى ايران تحظى بالاحترام باعتبارها قوة اقليمية في الشرق الأوسط، في حين انه لا يتلقى شيئاً في اميركا الجنوبية لقاء مواقفه المعتدلة نسبياً؟ \r\n \r\n \r\n ثمة خطأ واضح في سلوك الأوروبيين الذين يلزمون التهدئة ازاء ايران الغنية بالنفط على امل اقناعها بعدم صنع أسلحة نووية بطريقة خرقاء مستعينة بخبرات مسروقة او مشتراه في حين ان بمقدور ألمانيا انتاج 5000 قنبلة نووية في ستة أشهر وتهديد الايرانيين بأنها قادرة على بناء واطلاق مثل هذه الاسلحة بكفاءة لا تقل عن كفاءتها في بناء سيارات المرسيدس. \r\n \r\n \r\n من الصعب الآن تصور كل الحرائق الهائلة التي قد تنشب من جانب ثماني أو تسع قوى نووية. لكن بدخول كل ورقة جديدة الى اللعبة النووية، تزداد احتمالات وقوع حادثة أو انقلاب او ثورة تفضي الى مذبحة من صنع الانسان تكون أفظع من كارثة تسونامي الطبيعية. \r\n \r\n \r\n ومن المنظور الأميركي، فانه ليس هناك خيارات جيدة للتعامل مع ايران في هذه المرحلة المتأخرة من اللعبة، لكن البديل الاسوأ هو السماح لها بالتحول الى قوة نووية. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاصة ب «البيان» \r\n \r\n \r\n