\r\n وقال الجنرال جون ديفريتاس، اكبر ضابط استخبارات عسكري في العراق «هل حققنا نجاحا في الوصول الى بعض كبار زعمائهم؟ لا اظن اننا افلحنا في هذا الوقت. ولكننا نحقق نجاحات في ما يتعلق بالمسلحين من الدرجة الثانية والثالثة من اجل ممارسة ضغط على متمردي الدرجة الاولى». \r\n وبعد هدوء مؤقت خلال الايام التي اعقبت انتخابات الثلاثين من يناير (كانون الثاني) الماضي استأنف المسلحون المناوئون التفجيرات والهجمات الانتحارية والاغتيالات، وكانت حصة متزايدة منها موجهة ضد المدنيين وقوات الأمن العراقية. وهناك في المتوسط الآن 60 هجوما في اليوم، وهو معدل يقرب مما كان عليه الحال قبل الانتخابات، ومعظمها ما يزال متركزا في المحافظات ذات الاغلبية السنية في وسط وشمال غربي العراق. \r\n ويصنف الضباط الاميركيون ما يقرب من نصف قيادات المسلحين المناوئين باعتبارهم من «افراد النظام السابق»، بينما يقدرون ان ثمانية منهم هم مساعدون لابي مصعب الزرقاوي. اما البقية فيعتبرون ارهابيين أجانب. \r\n ويواصل المحللون الاستخباراتيون تصوير القائمين بأعمال العنف باعتبارهم حركة مجزأة وعصابات صغيرة تفتقر الى قيادة مركزية. ولكن الرجال الموجودين على قائمة المطلوبين من قبل الجيش مشتبه في قيامهم باسهامات كبيرة في الاموال والتنسيق التكتيكي. ومن اجل التعامل بصورة افضل مع جهود الاستخبارات العسكرية والمدنية التي تستهدف المراتب العليا من المسلحين شكلت السلطات الاميركية قوة مهمات خاصة اواخر العام الماضي. واصدرت الحكومة العراقية مذكرات اعتقال بحق 29 شخصا في قائمة اخطر المطلوبين الشهر الماضي لتمكين الحكومات الاجنبية من إلقاء القبض على كل من يظهر في الخارج. \r\n وفي الفترة الاخيرة أمر الجنرال جون فاينز، قائد الفيلق 18 المحمول باتباع طريقة اكثر تركيزا من اجل ملاحقة كبار المسلحين، وسماها «العين التي لا تطرف». \r\n وتستخدم في هذه الطريقة الطائرات الهجومية وطائرات الاستطلاع بدون طيار وافراد على الارض في عملية ضد هدف محدد من اجل ضمان المراقبة على مدار الساعة. وستتطلب هذه الطريقة من القادة العسكريين تحديد مزيد من الاولويات في الاهداف المعينة والمراهنة على ملاحقتها وترك اهداف اخرى الى وقت لاحق. ولكن القادة العسكريين يرغبون في محاولة طرق جديدة، معترفين بان الجهود السابقة لم تثمر. \r\n ويرى الاميركيون ان المقاومة هي الى حد كبير من جانب انصار صدام حسين الساعين الى استعادة السلطة، والذين يقيمون، احيانا، صلات فضفاضة مع شبكة الزرقاوي وجماعات اصولية تتهم بارتكابها بعض اعمال التفجيرات الانتحارية الكبيرة. ويقول الاميركيون ان العمليات المسلحة المناوئة دون المستوى العالي قد شلت الى حد كبير بسبب الضغط المتصاعد الذي بدأ الصيف الماضي بالهجوم في النجف ضد جيش المهدي، (الميليشيا التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر). وتبعت ذلك هجمات ضد معاقل المسلحين في سامراء والفلوجة والموصل وشمال بابل واماكن اخرى. \r\n وقال القادة العسكريون الاميركيون ان احد اكبر الدلائل على ان هذه الهجمات فعلت فعلها هو عجز المسلحين عن عرقلة انتخابات الثلاثين من يناير الماضي. ولكن عددا من كبار الضباط ما يزالون يعتقدون بأنه من الصعب تقييم الضرر البعيد المدى الذي ألحق بالمسلحين المناوئين. \r\n \r\n واشار الجنرال بيتر تشياريلي، قائد فرقة الفرسان الاولى التي تحرس بغداد، الى زيادة في المعلومات التي يقدمها العراقيون حول نشاطات المسلحين المحليين. \r\n وفي الوقت نفسه يقول الضباط ان الظهور القوي من جانب الاحزاب الشيعية والكردية في الانتخابات يمكن ان يحفز نشاط المسلحين عبر جعل السنة يشعرون بأنهم يتعرضون الى المزيد من الاقصاء عن السلطة. ويشعر القادة العسكريون الاميركيون بالقلق من ان المسلحين المناوئين، في مسعى لتأجيج النزاع الطائفي، سيكثفون هجماتهم على اهداف شيعية. ويقولون انه في ظل الظروف الحالية فان التسوية السياسية وتقاسم السلطة الذي يظهر في الاشهر المقبلة يحتمل ان يكون مرتبطا الى حد كبير بتشكيل المناخ الامني وكذلك باقامة حكومة وصياغة دستور جديد. وقال احد الجنرالات انه سيكون للعملية السياسية تأثير على المسلحين اكبر من تأثير عملياتنا العسكرية. \r\n ويرى القادة العسكريون ايضا ان احدى المسائل الاساسية تتمثل في مستوى التعاون من جانب سورية. ويقال ان افراد حزب البعث العراقي يستخدمون ذلك البلد قاعدة لتمويل وتجهيز المسلحين المناوئين، ولهذا سعت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى المساعدة السورية لايقاف حركة المسلحين والامدادات الى العراق عبر الحدود، وملاحقة زعماء المسلحين في سورية. وبينما اتخذت سورية بعض الاجراءات على الحدود فانها لم تكن متشددة ضد البعثيين العراقيين الموجودين فيها، وفقا لما قاله عدد من الضباط الاميركيين. وأثارت السلطات العراقية مؤخرا تكهنات بشأن حصول تقدم كبير في ملاحقتها لقادة المسلحين المناوئين، مشيرة الى انها تقترب من اعتقال الزرقاوي. غير ان قائدا عسكريا اميركيا كبيرا مطلعا على الاوضاع قال انه لا يعرف شيئا عن هذه القضايا. \r\n ويبتعد خبراء الاستخبارات العسكرية، الذين كانوا قد اعطوا تقديرات قللت من حجم المسلحين المناوئين، عن اعطاء تقديرات جديدة على الاقل علنا. وفي السر يشيرون الى انهم يسعون بدأب الى طرق جديدة محتملة لتقييم حجم وقابليات المعارضة المسلحة. واخيرا، واذا ما اخذنا بالحسبان الحواجز الثقافية، فان الآفاق الفضلى لاختراق الجماعات المسلحة يمكن ان لا تأتي من الجهود الاميركية بقدر ما تأتي من الجهود العراقية، وفقا للضباط الاميركيين. \r\n * خدمة «واشنطن بوست» (خاص ب«الشرق الأوسط»)