\r\n \r\n و قد جعلتنى هذه الزيارة أفخر و أعتز بجنسيتى الأميركية بشكل كبير لأن الرئيس بوش ذكر الجميع خلال توقفه الأول من لاتفيا الى جورجيا بأن هزيمة النازية أدت الى تحرير دول غرب أوروبا من قبضة النازيين الألمان و لكنها أسهمت أيضا فى خضوع دول شرق اوروبا للاحتلال و الاستعباد الروسى لعقود طويلة. و يبدو أن سياسة الاحتواء التى كان يوظفها بوش فى تعامله مع نظام الحكم الاستبدادى للرئيس بوتين الذى أمعن فى استخدام كل الطرق القهرية و غير الديمقراطية للسيطرة على مقاليد الحكم فى روسيا لم يعد لها وجود فى مرحلة ما بعد الحادى عشر من سبتمبر. و هذا لا يعنى أن بوش يرغب فى تعكير صفو بوتين و اغضابه بصورة تعجل من المواجهة بين الزعيمين. و يبدو أن بوش قد تعرف تماما على نفسية الرئيس بوتين إضافة الى تفهمه الكامل لشخصيته الداخلية. \r\n و من جانبه، هاجم الرئيس بوتين - رئيس جهاز الاستخبارات الروسى السابق الانتقادات التى وجهها الرئيس بوش له بسبب تراجع الممارسة الديمقراطية فى روسيا عندما أوضح فى مقابلة له مع برنامج (60 دقيقة) الذى يذاع على شبكة CBS الاخبارية الأميركية أن الرئيس بوش اعتلى سدة الحكم فى الولاياتالمتحدة بقرار من المحكمة العليا الأميركية. و هذه معلومة صحيحة، و لكن بوش لم يأتِ الى البيت الأبيض فى انقلاب عسكرى. و يحتفظ النظام القضائى الأميركى باستقلالية تامة. و لا يمكن لأى جهة أيا ما كانت أن تؤثر على النظام القضائى حتى و إن كانت مؤسسة الرئاسة الأميركية و الكونغرس. و إلى جانب هذا ، فاز بوش بفترة ولايته الثانية بطريقة واضحة و سليمة. و قد اختلف مع الرئيس بوش فى موقفه المحافظ من بعض القضايا، و لكن هذا لا يعنى أنه يجب أن ننتقد الرئيس بوش على طول الخط بعد إجرائه لاصلاحات ديمقراطية واضحة فى الولاياتالمتحدة. \r\n و قد تدهورت الممارسة الديمقراطية الى حد كبير فى روسيا إبان فترة حكم الرئيس بوتين و ذلك بعد الغائه للانتخابات التى كانت تجرى لاختيار حكام المدن الروسية و البالغ عددهم 89 فردا و قام بترشيح هؤلاء الحكام بنفسه لضمان فرض سيطرته على كافة المدن الروسية. و هذا بخلاف تزايد سيطرة الدولة على وسائل الاعلام ، و هو الأمر الذى يجب أن يؤرق أوروبا و معظم دول العالم التى تدعم الوسائل الديمقراطية فى التعبير عن حرية الارادة. و قد استغل بوتين تعرض روسيا لهجمات من بعض الحركات الانفصالية و أطلق لنفسه العنان فى تقييد الحريات داخل روسيا. \r\n و من المؤكد أن الولاياتالمتحدة فى حاجة الى روسيا كحليف قوى فى حربها على الارهاب ، و أن كلا الزعيمين محتاج للاخر. و يسبب امتلاك روسيا لعدد كبير جداً من الرؤوس النووية إلى جانب امتلاكها لكميات كبيرة من مادتى اليورانيوم و البلوتونيوم إزعاجا كبيراً للقيادة الأميركية بسبب إمكانية استخدام هذه المواد فى صناعة مزيد من الرؤوس النووية و ذلك فضلاً عن امكانية بيع السلطات الروسية تلك المواد الخطرة للدول المارقة. \r\n و يمكن القول بأن بوش ساهم خلال زيارته الأخيرة الى الميدان الأحمر فى روسيا و ساحة الحرية فى جورجيا فى تحرير الملايين و رفع صوتهم بعد عقود من القهر و الظلم ، و أن تلك الملايين تستحق أن تحدد مصيرها الديمقراطى بنفسها. \r\n \r\n ميريام ماركيز \r\n كاتبة عمود بجريدة أورلاندو سنتينيل الأميركية.