\r\n قالت اللجنة, »من الصعب انكار النتيجة بأن محللي المعلومات قد عملوا في ظروف لم تشجع التشكك في الحكمة التقليدية«. غير ان هذا الاتهام المقزم, يدور حول مدى جهود اللجنة, لتبين مسؤوليات كبار المسؤولين في الدولة, عن اسوأ فشل استخباراتي في العصر الحديث. \r\n \r\n وهكذا, فإن احدث, وربما اخر, مراجعة رسمية لمثل هذه القضايا, يترك دون حل, ما يمكن ان يكون اكبر قضية فيها جميعا, وهي: من كان مسؤولا, وهل سيتحمل ابدا مسؤولية جعل ما اصبح مجرد افتراضات, »تجسد في تصورات مسبقة«, كما صاغها القاضي لورانس سيلبرمان, رئيس اللجنة. \r\n \r\n ان جرد الحساب الكامل لذلك ينتظر المؤرخين. لكن بعض الاشخاص قد حكموا فعلا, وان بطريقة غير مباشرة, بينما كوفئ آخرون, بل وحتى ترقوا في مواقعهم, كما عوقب بعض الذين تبنأوا بوقوع كارثة محتملة. \r\n \r\n لقد منح الرئيس ونائبه ولاية ثانية, والامر الذي اصدره بوش في عامه الانتخابي (بتشكيل اللجنة), والجدول الزمني الذي يؤكد على وضع تقرير عن ذلك بعد انتهاء الانتخابات, لم يخولاها التحقيق في الطريقة التي استخدم فيها صانعوا السياسة تلك المعلومات التي حصلوا عليها. وفي النهاية, احتفظت اللجنة الى حد بعيد بانتقاداتها الشديدة للاجهزة الاستخباراتية التي قدمت المعلومات, ومحملة اياها, مرار وتكرارا, في تقرير سري امتد 501 صفحة, مسؤولية »ضعف المهنة واساءة الادارة«. \r\n \r\n وبالمقارنة, اشارت اللجنة الى الرئيس اشاة قميئة, ولكنها مواربة, وجاءت تلك الاشارة في قطعة من التقرير تنتقد بتبجج التقارير اليومية الموجزة, وهي عبارة عن وثائق تتضمن معلومات سرية عليا كان الرئيس وسلفه يتلقونها كل صباح, وتشكو من ان »عناوينها الخاطفة للانتباه, والتكرار المضخم« خلفت انطباعات مضللة, ولم تترك اي مجال للتظليل. وقد تبينت اللجنة بأنه »بأساليب ذكية, واخرى غير بارعة تماما, بدت تلك التقارير وكأنها, »يتبع« المعلومات كي تحتفظ بزبائنها, او بالزبون الاول المهتم بها«. \r\n \r\n تمثلت اجلى صور ضحايا فشل الاستخبارات حول العراق والاكثر استهدافا من اللجنة - في كبار المسؤولين في وكالة المخابرات المركزية »سي اي ايه« وابتداء بجورج تبنت, الذي استقال كمدير لهذا الجهاز في الصيف الماضي في وجه موجة الانتقادات المتصاعدة. وفي وقت لاحق, انعم عليه الرئيس بوش ب ̄ »وسام الحرية الرئاسي«. \r\n \r\n وبعد استقالة تينت, حل محله في فهادة الفريق المعين, بورتر غوس, ومن بين الذين غادروا الوكالة, نائب تينت فيها جون ماكلوغلين وجيمس بافيت, وستيفن كابيس, وجميعهم كانوا مسؤولين في الاجهزة السرية للوكالة. ثم جامي ميستشيك, نائب المدير لشؤون المعلومات. \r\n \r\n وقد وضعت اللجنة القيادة السابقة لوكالة المخابرات المركزية بانها اما غير واعية بشكل مزعج, او منصرفة بشكل مقلق عن الهموم الرئيسة العميقة داخل الوكالة, وهي ان المصدر الاساس للاستخبارات السابقة للحرب عن برامج الاسلحة الكيماوية والبيولوجية لصدام حسين, كان يعاني افراده من مشاكل شرب الكحول والجدارة والمصداقية. وفي الوقت ذاته جرى تجاهل التحذيرات التي اثارها محللون مجهولون داخل الوكالة, الذين تفحصوا المعلومات السابقة للحرب, بينما وصف اخرون حاولوا تصحيح اكاذيب المخبرين, بعد الغزو, بانهم مثيرو مشاكل, ثم طردوا من وظائفهم كما اتضح ذلك للجنة. \r\n \r\n على ان الرئيس بوش لم يوجه اللوم لاي من طاقم ادارته بل ان بعض المسؤولين فيها, الذين كانوا على علاقة وثيقة بهذه الدراسة وفي المنافسات العامة حول الاستخبارات السابقة للحرب, بمن فيهم كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية حاليا, وستيفان هادلي/متشار الامن القومي قد جرت ترقيتهم في حين تم اطراء ومكافأة علنين لاخرين مثل بول وولفوفيتر, النائب السابق لوزير الدفاع, ورئيس البنك الدولي حاليا. \r\n \r\n ووصف السيناتور الجمهوري ولاية تنيسي, بيل فيرست, وزعيم الغالبية الجمهورية, هذا التقرير بانه مذكرة قوية للحاجة الى تحول اجهزة الاستخبارات الامريكية نحو تحسين جمع المعلومات وتحليلها وتوزيعها, بما في ذلك اتصالاتها مع صانعي السياسية, اما السيناتور الديمقراطي السابق/ولاية فلوريدا, بوب غراهام, الذي كان احد الزعماء القليلين في كلا الحزبين قبل الحرب, الذي شكلوا بقوة بتوكيدات الادارة على قدرات العراق التسلحية, فكان اشد نقدا بكثير لذلك. \r\n \r\n فقال غراهام, ان هذه الادارة قد اتسمت لغاية الان بكم هائل من اللامبالاة حيال ما حدث فهذه الادارة لم تحمل احدا المسؤولية عن اي شيء الا اذا حسبنا استقالة تينت وبالطبع, فقد دارت الامور فيما بعد, وتسلم اعلى وسام مدني في البلاد, وكان المسؤولون في الادارة اقل من متعاونين تماما مع الوكالات غير التنفيذية التي حاولت التبين مما وقع, ومن الامور غير المفهومة لدي, وعلى مستوى مجرد من الادارة, عدم تحميل الادارة لاي من هؤلاء مسؤولية ما حدث. \r\n \r\n وهذا هو فعلا ما يثير الجدل, ومع ذلك, فقد يكون هناك معيار اخر. فباستثناء الرئيس بوش, ونائب الرئيس ديك تشيني, ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد, هناك تغيير كبير في العديد من كبار المسؤولين في الادارة الذين كانوا اكثر المتورطين في الاستخبارات السابقة للحرب, وفي البنتاغون, سيتحمى دوغلاس فيث, وكيل الوزارة لشؤون السياسة, والذي كان منغمسا في قضايا الاستخبارات ويعود الى حياته الخاصة. \r\n \r\n اما سليبرمان, فلاحظ من جانبه ان »سي. اي. ايه« وغيرها من اجهزة الاستخبارات ووكالاتها, قد تنازعت بشدة حول اي اقتراح عن العلاقة بين صدام حسين وتنظيم القاعدة, لكنه لم يعارض الاجماع العام في الرأي بان العراق حاز على اسلحة غير تقليدية وقال »لقد دفعوا الى هذا الموقف«, مشيرا بذلك الى اجهزة المخابرات, ولكنها كانت موحدة الشكل وخاطئة تماما.0 \r\n \r\n نيورك تايمز \r\n