ومثل هذا القول يبدو ممكناً بالنسبة للبعض، ولكن المشكلة هي انه هو الذي اعطى الترخيص باستخدام البرامج الخاصة في سجون العراق، وليس مهماً بعد ذلك ان يكون على علم بتفاصيل الاحداث التي جرت بعد ذلك. ثم ان هذه البرامج تخضع للسرية التامة. وكما يقول احد الخبراء فإن البنتاغون تريد الوصول إلى نتائج ولا تهمها الوسائل المستخدمة من اجل ذلك. \r\n \r\n بالمقابل، لاشك ان الادارة الاميركية لا ترغب في ان يعرف الشعب العراقي او ان تعرف الدول العربية ما يجرى للسجناء في العراق، لان هذا يتعارض تماماً مع ما ادعته عندما شنت الحرب على العراق وهو انها تعمل من اجل ان تسود الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط. \r\n \r\n وعلى الرغم مما قيل كله، لم تكتمل التحقيقات حول احداث ابوغريب، فلا البيت الابيض ولا البنتاغون يرغبان حقيقة في مواصلتها، وهذا ما دعا احد كبار مؤيدي الرئيس بوش في حربه ضد العراق وهو السناتور جون وارنر إلى التنديد بالانتهاكات التي جرت في ابوغريب . \r\n \r\n «والتي ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة الولاياتالمتحدة وجنودها وكذلك بالحلفاء الذين حاربوا معنا من أجل الحرية» على حد قوله مع مطالبته بضرورة استكمال التحقيقات ومعاقبة المسئولين عما جرى. ولم تتم تلبية طلبه، ولم يتم تشكيل لجنة تحقيقات مستقلة، بل اضطر وارنر إلى التراجع، بعد ان اقنعه البعض بأن ذلك يهدد الامن القومي وان كل شيء قد اصبح على ما يرام اليوم. \r\n \r\n أسرار الفشل المدوي \r\n \r\n بعد سنوات من تفجيرات 11 سبتمبر، يبدو واضحاً ان هناك نقصاً في معلومات الاستخبارات حول تنظيم القاعدة وطالبان في افغانستان، كذلك هناك افتقار في المعلومات لدى اولئك الذين زينوا للمحافظين الجدد حلم اجتياح العراق، لكن هذا الحلم تحول إلى احداث عنف يومية وخسائر متواصلة. الامر الواضح في هذا كله هو ان العاملين في فروع الاستخبارات كافة لم تكن لديهم المعلومات المطلوبة في الوقت المطلوب. \r\n \r\n وفي آواخر سبتمبر 2001 اي بعد اسبوعين من تدمير مركز التجارة ا لعالمية وقصف البنتاغون لم تقدم التحقيقات الاجابات عن الاسئلة التي طرحها الجميع ومنها العاملون في اجهزة الاستخبارات الذين انقسموا على انفسهم لمعرفة: كيف نفذ الارهابيون خطتهم؟ كم كان عددهم؟ ما الذي سوف يفعلونه بعد ذلك؟. \r\n \r\n مع ذلك كان هناك اجماع على امرين: الامر الاول هو ان الهجمات الانتحارية قد تم تنفيذها بشكل ممتاز وكان وراءها تخطيط محكم وثانياً انه لم تكن لدى الاستخبارات امكانيات لمنع ما حدث. وبعد ان اعلن كولن باول في 23 سبتمبر 2003 ان الادارة الاميركية سوف تثبت للشعب الاميركي وللعالم اجمع بما لا يدع اية امكانية للشك ان اسامة بن لادن هو المسئول عما حدث فإنه لم يقدم مثل هذا الاثبات حتى اليوم. ذلك ان الاستخبارات لا تمتلك اي دليل حول تخطيط العملية وتمويلها. \r\n \r\n انقسم المحققون إلى قسمين يضم القسم الاول رجال مكتب الاستخبارات الفيدرالي «اف.بي.ايه» الذين رأوا ان اجهزة الاستخبارات لا تشكل مجموعة متجانسة، ويؤكدون ايضاً ان «الحظ» قد حالف الخاطفين، اذ كيف يمكن اختطاف اربع طائرات دفعة واحدة في حين ان خطف طائرة واحدة يعتبر نجاحاً كبيراً؟ \r\n \r\n ويرون انه اذا كانت المفاجأة قد ساعدتهم ايضاً فإن عمليات الاختطاف السابقة للطائرات قد خدمتهم كذلك، ذلك ان هذه العمليات كانت تنتهي عادة بهبوط الطائرة في احد مطارات بلدان العالم الثالث وكان الطيارون يتعاونون عامة حتى تهبط الطائرة بسلام، ولذلك تعاون الطيارون والاميركيون مع الخاطفين حسبما سبق وتدربوا عليه. \r\n \r\n يضم القسم الثاني رجال وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «السي. آي.ايه» والبنتاغون الذين يعتقدون ان ما حدث كان نتيجة سنوات من التخطيط والتدريب والتضليل. \r\n \r\n وهذا ما كان عبر عنه احد المسئولين في اعقاب الهجمات بالقول «ان اولئك الذين قاموا بالعمليات محترفون وخارج رادارات الجميع». وكانوا ينتظمون في خلايا لا تضم سوى خمسة او ستة اشخاص نصفهم لا يعلمون الخطط بالدقة. كذلك يرى كثيرون ان ما تم العثور عليه في الحطام من كتيبات خاصة بقيادة الطائرات وغيرها انما كان بقصد التمويه عن عمد. \r\n \r\n وتساؤل عديدون ايضاً عما اذا كان بمقدور ابن لادن وحده ان يقوم بمثل هذه التفجيرات، وتم في هذا السياق طرح التساؤلات عما اذا كانت اجهزة استخبارات اجنبية قد شاركت في هذه العملية نظراً لعدد التأشيرات التي كان على المشاركين في العمليات الحصول عليها لدخول الاراضي الاميركية. \r\n \r\n وبعد الهجمات الاولى تعاظمت المخاوف من عمليات اخرى قد يتم استخدام اسلحة كيماوية فيها. في هذه المرحلة بدا ان جهاز الاستخبارات المركزية الاميركية لم يكن على مستوى احداث 11 سبتمبر 2001. فبعد تفكك الاتحاد السوفييتي اصبح هذا الجهاز شديد البيروقراطية، ويحجم عن التورط في مخاطرات كبيرة. \r\n \r\n كذلك تضاءل الاعتماد على اجهزة الاستخبارات فيما وراء البحار، وتناقص عدد الضباط العاملين في الخارج والذين كانوا يقومون بتجنيد الجواسيس، واعتمدت بدل ذلك كله على علاقاتها مع اجهزة استخبارات الدول الصديقة. \r\n \r\n في السابق كان عملاء الاستخبارات المركزية الاميركية يلتحقون بالسفارات الاميركية كدبلوماسيين او ملحقين ثقافيين وكل ما كان يمكن ان يحدث لهؤلاء في حالة اكتشافهم هو الطرد من البلد المضيف. اما الآن فإن من يقوم بهذا العمل في مناطق مثل افغانستان او الشرق الاوسط او جنوب آسيا ينبغي عليه ان يتحدث لغة البلد وان يكون مندمجاً فيها إلى الحد الذي يمكنه من العمل بكفاءة. \r\n \r\n ومن الضروري ألا تكون له اية صلة بالسفارة الاميركية، وبأي اميركيين لانه اذا تم اكتشاف حقيقته في يوم من الايام فقد يكون مصيره القتل.لقد ساءت سمعة وكالة الاستخبارات المركزية بعد 11 سبتبمر اكثر فأكثر بعدما تردد عن نشاط ما عرف ب «مركز مناهضة الارهاب» الذي تم انشاؤه في 1986 بعد موجة اختطاف الطائرات التي شاعت على المستوى الدولي. وكان الهدف من ذلك هو تجميع عدد من الخبراء في مركز يجري فيه حصر البيانات وتنسيقها في منظور مكافحة الارهاب. \r\n \r\n لكن هذا المركز لا يمتلك سلطة تجنيد عملاء في الخارج، لقد حاولت الوكالة تحسين موقفها بعد 11 سبتمبر، لكنها لم تكن تمتلك العدد الكافي من العناصر ذات الكفاءة في مختلف «محطاتها» في العالم. هكذا تم استدعاء اثنين من الذين كانوا قد احيلوا إلى التقاعد لادارة فرع صغير في كراتشي حيث ينشط الارهابيون.كما ادار متقاعد آخر فرعاً اكبر في دكا ببنغلاديش، وهي الدولة التي يمكن تجنيد العديد من العملاء فيها، كذلك ادار متقاعدون آخرون فروعاً في افريقيا. \r\n \r\n طوفان التساؤلات \r\n \r\n ان فشل وكالة الاستخبارات المركزية في منع تفجيرات 11 سبتمبر دفع بالبعض إلى التساؤل عن مدى جدواها وطرح البعض الآخر التساؤلات حول اساليب عملها.بكل الاحوال وبعد ان اثبت ابن لادن وانصاره قدرات هائلة على التخفي والهرب، اعتقد رامسفيلد ورجاله في البنتاغون انه من الضروري اللجوء إلى اعمال غير عادية وبمعنى انها فوق القوانين للتعامل مع الارهاب. \r\n \r\n بعد ايام من تفجيرات 11 سبتمبر دافع «ديك شيني» نائب الرئيس الاميركي، عن «جورج تينت» واستنكر ما اسماه اسلوب البحث عن كبش فداء، كذلك ابدى الرئيس جورج بوش نفسه دعمه له، من خلال قيامه بزيارة لمقر الوكالة. لكن انقسم اعضاء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين بين المطالبين بضرورة رحيل تينت وبين المؤيدين لبقائه. وفي النتيجة بدا ان الظروف قد تهيأت لرحيله بالفعل ولكنه، وعلى حد قول البعض، اخذ يفكر في الطريقة التي يتخلى بها عن منصبه. \r\n \r\n فهل يرحل من تلقاء نفسه؟! وهل ينتظر ليظهر وكأنه قد اقيل؟ لقد كان يفكر فعلاً بالانتظار حتى تهدأ العاصفة، ثم يترك منصبه بهدوء. هكذا اعطى لنفسه مهلة تتراوح بين ثلاثة اشهر وستة اشهر.لكن مثل هذا لم يحدث في الواقع وانما ظل في منصبه حتى شهر يونيو من عام 2004 عندما اعلن استقالته وذلك لاسباب «عائلية» كما اشار العديد من اصدقائه، اذ كان يرغب ان يقضي اوقاتاً اطول مع ولده. \r\n \r\n الا ان هؤلاء الاصدقاء يعترفون ايضاً بأنه كان مدركاً تماماً للحقيقة القائلة ان سمعته قد تأثرت بسبب الاعتقاد السائد بأنه كان مجاملاً ومحابياً اكثر من اللازم للبيت الابيض في الشأن العراقي. كذلك تنبغي الاشارة إلى ان الاستقالة قد حدثت قبل اسبوعين او ثلاثة اسابيع من نشر تقريرين عن هجمات 11 سبتمبر تضمنا اتهامات صريحة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بالتقصير. \r\n \r\n لماذا التكتم؟ \r\n \r\n لقد وعد كولن باول بعد تفجيرات 11 سبتمبر بأيام بنشر الحقائق كاملة، لكنه لم يفعل ذلك. ولو فعلها لكان الجميع قد احيط علما بالعرض اليومي السري للاخبار الذي استمع له الرئيس جورج دبليو بوش في 6 اغسطس 2001 والذي تضمن الحديث عن خطط تنظيم «القاعدة» لمهاجمة اهداف اميركية. لقد حمل ذلك العرض الذي تم بناء على طلب الرئيس نفسه الذي اعدته وكالة الاستخبارات المركزية العنوان التالي «ابن لادن مصمم على الضرب داخل الولاياتالمتحدة». \r\n \r\n وتضمن العرض تحذيراً مفاده ان القاعدة تأمل في نقل جبهة القتال إلى داخل اميركا. لكن عندما تم في شهر اكتوبر 2002 الاعلان عن دور ابن لادن في هجمات سبتمبر لم يتم التطرق من قبل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الذي جاء الاعلان من قبله، إلى ذكر التحذيرات التي اثيرت قبل 11 سبتمبر. \r\n \r\n وقد ادت الورقة البريطانية وهذا غير صحيح ان مثل هذا التحذير لم يحدث قبل الهجمات بل تم الحديث عنه بعدها، بل الاكثر من هذا واقع ان مذكرة قد ارسلت إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية في شهر يونيو 2001 تحذر من خطر وجود طلبة من بلدان الشرق الاوسط في مدارس لتعليم الطيران. لكن مدير المكتب لم يطلع على هذه المذكرة الا بعد وقوع التفجيرات. \r\n \r\n ان نجاح القاعدة لم يرجع فقط إلى فشل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وانما ايضاً إلى ضعف مكتب التحقيقات الاستخبارات الفيدرالي وعجزه المزمن عن استخلاص النقاط الاساسية في التقارير الاستخباراتية وضعف مستوى ادائه مع الوكالات الاخرى. ويبدو ان هذه المشكلات قديمة وكانت قد تمت معرفتها قبل وصول جورج دبليو بوش إلى سدة الرئاسة. \r\n \r\n فمثلاً عانى نظام الحاسوب من مشكلات منذ عشر سنوات مما يعيق عمل العاملين في تأدية مهامهم بالشكل الصحيح. كما ان الانظمة المعمول بها في الحواسب ببعض فروع المكتب في ارجاء الولاياتالمتحدة تختلف عن نظام الحاسوب المركزي في المقر الرئيسي. وبالتالي لم يتم التمكن من ارسال صور من قاموا بهجمات 11 سبتمبر بشكل فوري إلى احد المكاتب الفرعية لعدم توافق انظمة الحواسيب كما جاء في احدى الشهادات امام الكونغرس. \r\n \r\n كما يشير البعض إلى ان تحديث انظمة الحاسب الالكتروني كان يتأخر بسبب استخدام الميزانية المخصصة لتلك الغاية في بنود اخرى من الميزانية. وعلى العموم لم يتم حتى الآن استكمال شبكة الاتصالات ولا يعرف احد الموعد النهائي الذي ستصبح فيه جميع فروع الاستخبارات الاميركية مزودة باجهزة مناسبة ومتوافقة. \r\n \r\n ومنذ ربيع عام 2001 ومطلع الصيف انهالت على الادارة الاميركية التحذيرات من اجهزة استخباراتية عدة تحذرها من احتمال قيام تنظيم القاعدة بهجمات ضد اهداف اميركية بما فيها طائرات مدنية. ويبدو ان تلك التحذيرات لم تكن واضحة تماماً لكنها كانت كافية كي تصدر هيئة الطيران الفيدرالية الاميركية كتيبات ومنشورات تحذر فيها شركات الطيران من هجمات ارهابية قد تقع. \r\n \r\n وذكرت احدى هذه المنشورات حسبما اوضحت «كوندوليزا رايس نفسها» بأنه لا يوجد هدف محدد ولا معلومات ذات مصداقية بشأن هجمات على مصالح مدنية، ولكن من المعروف ان الجماعات الارهابية تخطط وتقوم بتدريبات لاختطاف الطائرات. ولذلك ننصحكم باتباع الحذر. ولكن الشركات الاميركية لم تهتم كثيراً بهذا وواصلت اعمالها ورحلاتها كالمعتاد. \r\n \r\n الرجل العشرون \r\n \r\n اثارت مطالبة المدعى العام في شهر سبتمبر 2002 بانزال عقوبة الاعدام بزكريا الموسوي دهشة واستياء كبيرين في اوساط المخابرات الاميركية. ولم يكن مرد ذلك هو الاعجاب بالموسوي الذي اعترف بانتمائه إلى تنظيم «القاعدة» ولكنه لم يكن بنظر الكثيرين من عناصر هذا التنظيم يمتلك قدرة وكفاءة المشاركة في هجمات 11 سبتمبر. \r\n \r\n لذلك اعتقد البعض في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وفي مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه في الامكان الحصول على معلومات مهمة من الموسوي حول كيفية تنفيذ اعتداء 11 سبتمبر 2001. لكن المدعي العام رفض ذلك، وبذلك ضاعت فرصة مبكرة للحصول على معلومات قد تكون جديرة بالوثوق بها. \r\n \r\n وفي اواسط عقد التسعينيات الماضي كان الموسوي، الذي يتم وصفه بأنه الرجل العشرون بين مهاجمي 11 سبتمبر. قد سافر إلى بلاد الشيشان بصحبة صديق له من اجل المشاركة في محاربة الروس. لكنه لم يظهر الكفاءة التي تستدعي الاحتفاظ به هناك مما استدعى الطلب منه العودة من حيث اتى، بينما بقي صديقه. \r\n \r\n ولقد سافر زكريا الموسوي إلى بلدان عديدة من بينها افغانستان وباكستان وماليزيا وبريطانيا قبل ان يتوجه إلى الولاياتالمتحدة، حيث اخبر رجال الجمارك بان لديه مبلغ خمسة وثلاثين الف دولار اميركي، وهناك التحق باحدى مدارس تعليم الطيران للحصول على دبلوم طيار. \r\n \r\n لكنه لم يفلح في ذلك على الرغم من الدروس الكثيرة التي تابعها وساعات الطيران التي قام بها. ولقد قام الموسوي برحلات متعددة، واقام علاقات مع الاوساط الاسلامية المتطرفة. وهذا كله ادى إلى اهتمام اجهزة الاستخبارات الفرنسية به وبنشاطاته حيث تم اخضاعه للمراقبة من قبل الجهات الامنية المختصة بمراقبة التراث الوطني الفرنسي. \r\n \r\n وبعد ان تم القبض على زكريا الموسوي في الولاياتالمتحدة لاسباب تتعلق بالاجراءات الخاصة بالهجرة قامت اجهزة الاستخبارات الفرنسية المختصة بارسال ملف كامل عن المعلومات التي تم جمعها عنه خلال فترة مراقبته إلى الولاياتالمتحدة، وتم تحويل هذا الملف إلى الجهات المختصة لكن المسئول الاعلى الذي اطلع على ما جاء فيه لم يجد فيه ما يستحق الاهتمام. \r\n \r\n هكذا ضاعت فرصة ثمينة رأى البعض بانها لو تم اعطاؤها الجدية التي تستحقها فلربما كان امكن الحيلولة دون وقوع تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في كل من نيويورك وواشنطن. وبالفعل من الجدير ملاحظته ان الطائرات التي تم تفجيرها في ذلك اليوم من قبل خاطفيها كانت كل منها تقتل خمسة خاطفين بالنسبة لثلاث منها اما الطائرة الرابعة فلم يكن على متنها سوى اربعة خاطفين، الامر الذي جعل الموسوي يبرز وكأنه الرجل العشرون من مجموعة الارهابيين الذين نفذوا تفجيرات 11 سبتمبر 2001. \r\n \r\n ومن الملفت للانتباه ايضاً ان الموسوي على الرغم من الفترة الطويلة التي امضاها رهن التحقيق حتى الآن، لا يزال ينكر وبقوة ان له اية صلة بما جرى في ذلك اليوم 11 سبتمبر ، لكنه يقر في الوقت نفسه بأنه عضو في تنظيم القاعدة. \r\n \r\n بعد وصول زكريا الموسوي إلى الولاياتالمتحدة حاول ان يتعلم قيادة الطائرات، لكنه فشل في ان يحقق ذلك، لكن هذا الفشل «الاول» لم يجعله يتراجع عن هدفه فقام بمحاولة ثانية لتعلم الطيران، ولكن هذه المرة في ولاية اخرى، لكن المحاولة الثانية لم تكن افضل من الاولى اذ كان الفشل هو مصيرها ايضاً.. \r\n \r\n بل ان المدرس الذي كان يقوم بتدريبه وتعليمه في المحاولة الاخيرة الثانية لتعلم قيادة الطائرات شك في هويته وساورته بعض الريبة حيال سلوكه، فما كان منه سوى ان ابلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي «الاف.بي.آي» بذلك، وقام هذا المكتب باعتقاله ليضعه رهن التحقيق وشاركت سلطات الجمارك بذلك لتجاوز الموسوي المدة المسموح له بالاقامة خلالها في الولاياتالمتحدة الاميركية حسب التأشيرة الممنوحة له. \r\n \r\n لقد تم استجوابه طويلاً آنذاك، لكنه نفى بشكل قاطع وجود أية صلة بأية مشروعات ارهابية ذات علاقة بخطف الطائرات او تفجيرها. مع ذلك لا يزال الموسوي رهن الاعتقال في سجون الولاياتالمتحدة حيث واجه في شهر ديسمبر الماضي ست تهم يمكن لأربع منها ان تؤدي إلى عقوبة الاعدام حسب القوانين الاميركية النافذة. وكانت الحجة الاساسية في اسناد التهم الست إليه تتمثل في انه تلقى حوالة مالية قيمتها اربعة عشر الف دولار اميركي من شخص مقيم في المانيا وله علاقات مع «القاعدة». \r\n \r\n ان محاكمة زكريا الموسوي شهدت في واقع الأمر عدة تعقيدات كان سببها الاساسي هو انه اي الموسوي طلب ان يقوم عدد من اعضاء تنظيم القاعدة المقبوض عليهم بالادلاء بشهاداتهم امام المحكمة التي تنظر بقضيته. لكن الحكومة الاميركية رفضت ذلك. وقد كان هذا الرفض في صالحه. \r\n \r\n ربما ان هذا كان ما يبحث عنه بالتحديد، ذلك ان هيئة المحكمة اصدرت قرارها القضائي بعدم امكانية تطبيق عقوبة الاعدام بحقه لانه لم يستطع استكمال الدفاع عن نفسه، وانتهى الامر إلى تأجيل محاكمة زكريا الموسوي «الرجل العشرين» في مجموعات الانتحاريين الذين قاموا بتفجيرات 11 سبتمبر 2001.ولا تزال القضية معلقة إلى اجل غير مسمى بانتظار البت فيها \r\n \r\n