لكن المحزن ان تفسير المسؤول هذا اكد ببساطة بان إدارة بوش دأبت على توظيف جهات خارجية للقيام بمهمة التعذيب نيابة عنها وتعتزم الاستمرار في هذه الترتيبات‚ \r\n \r\n على مدى سنوات قبل الهجمات الارهابية يوم 11 سبتمبر كانت وكالة المخابرات المركزية تتورط احيانا‚ \r\n \r\n بممارسة تعرف في اوساط البيروقراطيين بتعبير مخيف هو «حكم قضائي غير عادي»‚ ولكن منذ ما بعد الهجمات على نيويورك وواشنطن اعطى الرئيس جورج دبليو بوش وكالة المخابرات المركزية صلاحيات واسعة لتصدير السجناء من دون الحصول على إذن من البيت الأبيض او من وزارة العدل وأصبح الحكم القضائي غير العادي عملا مركزيا في وكالة المخابرات المركزية التي تدير ايضا معسكرات سرية في مختلف انحاء العالم للسجناء الذين لا تريد للصليب الأحمر الدولي او الرأي العام الاميركي ان يعرف شيئا عنهم‚ \r\n \r\n حسب ما جاء في مقالة «تايمز» ارسلت ال «سي‚آي‚إيه» جوا ارهابيين الى بلدان مثل مصر وسوريا والسعودية والأردن وباكستان‚ وكلها لا تحترم حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالتعذيب داخل السجون‚ لكن هذه الممارسة مخالفة للقانون الأميركي والاعراف الدولية ولذلك قال المسؤول الأميركي لم يتم ارسال اي سجناء الى بلدان أخرى من دون الحصول على تأكيدات من تلك الحكومات بان السجناء سوف تتم معاملتهم بأساليب انسانية‚ وقال ان مسؤولين من وكالة المخابرات المركزية يقومون بالتأكد من صحة التزام تلك الحكومات بتعهداتها كما نقوم نحن بدورنا بالتأكد منها ايضا‚ \r\n \r\n لكن تلك التأكيدات لا قيمة لها بالطبع وإدارة بوش تعلم ذلك بالتأكيد‚ ففي الأوقات العادية نجد ان سجل تلك الحكومات مخجل من حيث احترام حقوق الإنسان والمعاملة الانسانية للسجناء ولن تكون لديها اية مشكلة في اعطاء وعود بان السجين لن يتعرض للتعذيب‚ فما بالك ونحن نعيش في ظل اوقات غير عادية؟ \r\n \r\n اوضحت إدارة بوش منذ وقت طويل بانها سوف تتسامح مع التعذيب حتى من قبل رجال ونساء يعملون في القوات المسلحة الاميركية‚ فلماذا تقوم بارسال سجناء الى بلدان مثل سوريا والسعودية ان لم يكن الهدف من أجل معاملتهم بأساليب وحشية من المفترض ان يستنكرها الأميركيون؟ \r\n \r\n ردا على هذا السؤال قال المسؤول الأميركي: لأن هذه الممارسة توفر المال والطاقة البشرية بالمقاونة مع الابقاء عليهم في الولاياتالمتحدة او في سجون مدارة من قبل اميركا في الخارج‚ ولكن هذه الفكرة لتوفير الجهد والمال والحصول على الكفاءة الانتاجية مضحكة لو لم يتعلق الأمر بقضية خطيرة بصورة مأساوية‚ \r\n \r\n فليس هناك انسان عاقل يمكن ان ينكر الحاجة لملاحقة الارهابيين والقاء القبض عليهم ومحاولة انتزاع معلومات منهم لانقاذ حياة ابرياء واصدار احكام قانونية عقابا على ما اقترفوه من اعمال‚ ولكن ال «سي‚آي‚إيه» ارسلت سجناء الى بلدان حيث تم تعذيبهم هناك طوال شهور وبعد ذلك إما اختفوا او تم اطلاق سراحهم لانه تبين بانهم لا يعرفون اي شيء‚ وعليه فإن المذنبين منهم لا يمكن محاسبتهم امام القضاء‚ ليس بعد ان تم سجنهم بطريقة غير قانونية وكذلك تعذيبهم‚ \r\n \r\n استخدم المسؤولون الأميركيون منطقا معقدا في دفاعهم عن هذه الممارسات فوزير العدل البيرتو غونزاليس قال إذا ارسلت الولاياتالمتحدة سجينا للخارج فعندئذ يصبح الدستور الأميركي غير قابل للتطبيق‚ \r\n \r\n فهذا هو ذات النوع من التفكير الذي أدى الى الاساءات المرعبة في سجون العراق حيث يقوم الجيش الأميركي حاليا باحتجاز المزيد من السجناء أكثر من اي وقت مضى فقد بلغ مجموع السجناء حوالي 9000 سجين ويقول الجيش الأميركي بانه يقوم بمهمة افضل في التحقيق مع السجناء مما كان الحال عليه عندما كانت الأغلبية الساحقة من السجناء أبرياء‚ ولكن ما زال الجيش الأميركي يفتقر الى المترجمين لاستجواب المسجونين والسجون مكتظة بشكل خطير‚ كما لا توجد محاسبة عامة نزيهة وكاملة على الالتزام بالقوانين التي يتبعها حاليا القائمون على السجون في أميركا‚ \r\n \r\n دعونا نكون واضحين حول هذه المسألة: ان اي سجين لدى الولاياتالمتحدة يتمتع بحق الحماية من القيم الأميركية وهذه القاعدة غير قابلة للتغيير من خلال ارسال السجين الى بلد آخر والتظاهر بانه لا يتعرض للتعذيب‚ \r\n