أهم ما نص عليه القرار وعلى الأخص التدخل في الشأن اللبناني الداخلي كما يطلب انسحاب جميع القوات الأجنبية المتواجدة في لبنان وتفكيك الميليشيات, والقوات الأجنبية المقصودة ليست إلا القوات السورية أما الميليشيات أيضاً لا تعني سوى فصائل المقاومة (حزب الله) ولا يتضمن هذا القرار أية إشارة الى وجود عسكري آخر في لبنان ونعني الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا والصواريخ المزروعة والموجهة من قبل اسرائيل. \r\n \r\n لقد أثار هذا القرار منذ صدوره جدلاً كبيراً في لبنان والعالم العربي لكن لم يتم تحريكه على الساحة الدولية إلا بعد عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوالت بسرعة كبيرة الاتهامات الأميركية والفرنسية واتجهت دون أي إثبات الى سورية, وهذه الحملة الأميركية الموجهة ضد دمشق جاءت بمشاركة فرنسية غير منتظرة بالنسبة للرئيس جورج بوش. \r\n \r\n الرئيس شيراك الذي أعاد الاعتدال للسياسة الفرنسية العربية منذ العام ,1995 وعارض الحرب على العراق عام 2003 وأقام حفلة وداع رسمية للرئيس عرفات, اندفع مسرعاً الى بيروت حين إعلان اغتيال الرئيس الحريري دون القيام بإخطار السلطات اللبنانية أو محاولة اللقاء بها. \r\n \r\n \r\n الموقف الفرنسي هذا أحدث الكثير من الارتباك والحيرة كما أثار الكثير من التساؤلات حول سياسة فرنسا التي تكن بعض الاحترام للسيادة اللبنانية والتي اندرجت الآن في خط السياسة الأميركي الذي اختار العنجهية والاستفزاز, وزيارة الرئيس شيراك الى بيروت قبل جولة بوش الأوروبية بأيام كانت قد أججت توتر الأوضاع في لبنان . \r\n \r\n ولا يمكن فهم ذلك سوى إدراجها كمحاولة فرنسية هدفها استعادة ثقة الولاياتالمتحدة وكسب رضاها وبهذا التصرف تكون فرنسا قد عكفت على سياسة خطيرة ومهددة لاستقرار لبنان, والموقف الفرنسي يشير الى أن باريس تفعل كل شيء لإرضاء الأميركيين على حساب لبنان ممزق والذي خرج من الحرب الأهلية من عام 1975 الى .1990 \r\n \r\n فرنسا تضع سيادة واستمرارية لبنان في خطر ولم تقدم أي مساهمة للوصول الى حل للمآسي التي عرفها والتي ستشهدها المنطقة من واقع الزيغ الأميركي والغطرسة الاسرائىلية. إذ لا أحد يجهل أن استقرار لبنان يمر وقبل أي شيء عبر الحل العادل للقضية الفلسطينية.