\r\n \r\n ويبدو أن أمريكا قد شعرت بصعوبة تحقيق أهدافها دون الاستعانة بأوروبا لإيجاد الحلول لما تتعرض له فضلاً عن حاجة أوروبا إلى التكنولوجيا الأمريكية المتطورة. \r\n \r\n ما إن بدأت ولاية بوش الثانية حتى بادر لإيفاد وزيرة خارجيته كونداليزارايس إلى أوروبا لإصلاح العلاقة الأوروبية الأمريكية والتمهيد للزيارة التي سيقوم بها السيد بوش إلى عدد من العواصم الأوروبية والتي تمت فعلاً في أواخر شهر شباط حيث بدأت هذه الزيارة للعاصمة الأوروبية الجديدة ( بروكسل) بتوجيه رسالة إلى جميع الأوروبيين قائلاً: ( إن أمريكا بحاجة إلى شريك قوي لتحقيق الحرية في جميع أنحاء العالم وإنها تقف وتدعم أوروبا القوية لتحقيق ذلك) \r\n \r\n ويقف في الجانب الآخر في أمريكا صقور البيت الأبيض الذين يؤكدون في مجلتهم المسماة weehly standard على ضرورة قيام الولاياتالمتحدة بمعارضة الوحدة الأوروبية التي تزمع دول أوروبا القيام بها, إذ أن قيام الوحدة سيفضي إلى خضوع أمريكا بشكل حتمي إلى السياسات الضعيفة التي تنتهجها كل من فرنسا وألمانيا اللتين تقفان على قمة الهرم في أوروبا الموحدة, وتتابع المجلة حديثها حول العلاقات القادمة مع أوروبا بسؤال يقول ( هل يعتقد أي شخص أمريكي أن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستفضي إلى مساعدة الولاياتالمتحدة أكثر من الدول الموالية لها مثل بريطانيا, بولونيا واسبانيا, وأشارت المجلة إلى المماحكات الجارية في واشنطن والتي تدور حول ما تحققه الوحدة الأوروبية من مصالح للولايات المتحدةالأمريكية. \r\n \r\n ويخالف الرئيس الأمريكي وجهة النظر التي يطرحها المحافظون في مجلتهم حيث يرى أن تحقيق السلام مرهون بمباركة العالم وخاصة الدول الأوروبية لانتقال العراق إلى الحكم الديمقراطي الذي لا مناص من الاستعانة بأوروبا لتحقيقه وفي أثناء رحلة بوش إلى أوروبا حلف شمال الأطلسي عن خطة لتدريب وتجهيز الجيش العراقي الجديد ودعم قوة الشرطة بالتأهيل والتدريب. \r\n \r\n إن إيجاد الحلول المناسبة للصراع العربي ̄ ̄ الاسرائيلي بهدف تحقيق السلام يتطلب بالضرورة مساعدة الأوروبيين في هذا المجال نظراً لعلاقات أوروبا مع الفلسطينيين والعلاقة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة واسرائيل, تعتبر أوروبا وأمريكا أكبر قوتين اقتصاديتين وإن التعاون بينهما ضروري لتقدم العالم في ضوء ما سيتحقق من تماثل في اقتصاديات الطرفين. \r\n \r\n وعلى النقيض من ذلك, يبدي بعض المسؤولين في البيت الأبيض وخاصة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي والمسؤولون في وزارة الدفاع ̄ ̄ مخاوفهم إزاء قيام أوروبا جديدة قد لا تتفق مع المعطيات التي تحددها الأهداف الأميركية,ويرى بعض المحافظين أن أوروبا الجديدة تركز على بناء أوروبا ذاتياً بالتوازن مع مصالحها مع الولاياتالمتحدة دون أن تأخذ بحسبانها ما يعترض العالم من تهديد في الوقت الحاضر. \r\n \r\n ومن الدلائل على صحة هذه المقولة, محاولة الأوروبيين تخفيض المشاركة في حلف الناتو بهدف خلق قوة عسكرية أوروبية مستقلة الأمر الذي يغضب إدارة بوش ويعمق الخلافات القائمة خلف الستار والتي تظهر بأشكال متعددة, ففي القضية الإيرانية تعمل أوروبا على التفاوض مع إيران بينما تميل إدارة بوش إلى المواجهة مع الحكومة الإيرانية حول الملف النووي. \r\n \r\n لكن في لقاء بروكسل تغيرت وجهة النظر الأمريكية, حيث ظهر الرئيس الأمريكي وكأنه يتراجع عن التهديد العسكري ليعطي المفاوضات الأوروبية مجالها في تحقيق ما يصبو إليه بمنع إيران من استكمال برنامجها النووي, منوهاً إلى أن الوضع في إيران يختلف عن العراق وأن المفاوضات تشكل خطوة باتجاه الحلول الدبلوماسية, وكالعادة فإن الحكومة البريطانية تتعاطف وتؤيد وجهات النظر الأمريكية في المواجهة أو التفاوض في الوقت الذي بدت فيه فرنسا وألمانيا أقل تعاطفاً وتوافقاً مع وجهة النظر الأمريكية. \r\n \r\n أما بالنسبة لقضية رفع الحظر عن الصين, فيبدي المسؤولون الأوروبيون رغبتهم في رفع الحظر وذلك من أجل تحقيق التوازن في المنطقة وإنها الوسيلة الأفضل لتهدئة الصينيين, بينما يرفض المسؤولون في البيت الأبيض هذا الأمر حيث قال بوش في اجتماعه مع القادة الأوروبيين في بروكسل إن هناك (قلقاً عميقاً) في الولاياتالمتحدة لأن رفع الحظر قد يحرف توازن القوة بشكل مخيف في دول شرق آسيا, كما يتوقع بعض المحلليين الوصول إلى الاتفاق في الرأي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بهذا الشأن في حال استمع الرئيس الأمريكي لآرائهم , ويعلق بيتموثي جارتون آش,الخبير في الدراسات الأوروبية في جامعة القديس أنتوني التابعة لجامعة اكسفورد إنه في حال قال الرئيس الأمريكي للساسة الأوروبيين ( نحبكم, ولكن ينبغي أن تقوموا بهذا وتفعلوا ذاك) فهو بذلك لن يقنع الأوروبيين بوجهة نظره على الإطلاق, مضيفاً: ينبغي على الرئيس الأمريكي أن يظهر إحساساً بالمحادثات الحقيقية المشتركة لتحقيق ما يصبو إليه. \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n