ولا تغرنكم الامور. فبين شعوب الاتحاد الاوروبي كلها هناك شعور عارم بمعارضة زعامة الاتحاد, خصوصاً ان هذه الزعامة لا تعكس دائماً المشاعر الشعبية. وفي هذا السياق المانياوفرنسا والنمسا هي الدول المعنية بالدرجة الاولى. \r\n \r\n ولكن الموقف الرسمي للاتحاد الاوروبي هو انه \"يعتبر ان تركيا تستوفي الشروط السياسية بما يسمح بمتابعة المفاوضات\". ولاقى هذا الموقف ترحيباً واسعاً في تركيا حيث 07 في المئة يؤيدون الانضمام. وستبدأ المفاوضات الفعلية العام المقبل ولكنها ستستمر أكثر من عشر سنوات من دون شك. فهناك مسألة بسيطة متعلقة بدراسة واعتماد الثمانين الف صفحة التي تشكل القوانين الاوروبية! (وهذا جرس انذار بالنسبة إلي, انا الداعم للاتحاد الاوروبي. عن حجم البيروقراطية التي اصبح عليها). \r\n \r\n ويعتقد غالبية الاوروبيين ان الاتراك سينضمون الى الاتحاد بحلول 5102, الا انني لست واثقاً. فالمشكلات الداخلية في تركيا او بقية حكومات الدول الاعضاء قد تمنع هذا الانضمام بعد الانتخابات. ولاحتواء تعليقات غير مرحبة في فرنسا وعد الرئيس جاك شيراك مواطنيه باجراء استفتاء حول الموضوع. واذا ما اجري هذا الاستفتاء الآن فنتيجته ستكون سلبية من دون شك. \r\n \r\n وقد يكون من الخطأ الاعتقاد ان العداء لتركيا متعلق بالعرق او الدين. فادارة الامور صعبة بما يكفي مع 52 عضواً حالياً, وعدد سكان يفوق ال054 مليوناً (اي اكثر من عدد السكان في الولاياتالمتحدة). اين ترسم الحدود اذاً؟ عندما تقدم المغرب الذي تربطه بفرنسا علاقات تاريخية, بطلب انتساب منذ بضع سنوات جاء الرد بتهذيب وديبلوماسية انه بلد افريقي عربي وليس اوروبياً. وفيما ينظر الجنرالات والديبلوماسيون الاتراك الى بلدهم على انه اوروبي, يستاءل المرء ان كان مزارع بسيط في جنوب شرقي البلاد يشاطرهم الرأي. وبالتالي هل يجوز للبنان وسورية الانضمام ايضاً؟ لا اعتقد. \r\n \r\n في الوقت الراهن يبلغ عدد سكان تركيا 96 مليون نسمة مقارنة ب 28 مليوناً في المانيا. ومن المتوقع ان يتفوق البلد الاول سكانياً على البلد الثاني بحلول العام 5102. ونظرياً, تركيا قابلة لأن تتحول الدولة الاقوى في الاتحاد من حيث عدد الاصوات. وقد يكون من المفيد حينئذ اعادة صوغ الدستور بما يتناسب مع المشكلات السياسية المترتبة على هذا الانضمام. \r\n \r\n وهناك خوف حقيقي من احتمال تدفق اليد العاملة التركية الى دول اوروبا الغربية. وأكثر من يخشى هذا الامر هي المانيا. ولم تبدد المفوضية الاوروبية هذه المخاوف, الا ان احدى الايجابيات الكثيرة للاتحاد الاوروبي هي حركية اليد العاملة. ورفضت تركيا رفضاً قاطعاً اشاعات سرت في بروكسل عن امكان اعتماد \"اجراءات وقائية دائمة\". \r\n \r\n ولا يمكن حالياً السياسة الزراعية المشتركة التي تطبقها دول الاتحاد وصناديق التمويل الاقليمية ان تتأقلم مع دخول تركيا. ومن المتوقع ان تخضع لاصلاحات في السنوات المقبلة, الا ان الاكلاف ستكون باهظة. \r\n \r\n ويصر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على ان بلاده ستعتمد الاصلاحات التي يفرضها عليها دخول الاتحاد الاوروبي, ليس فقط سعياً وراء العضوية, ولكن قناعة من الحكومة التركية بها. \r\n \r\n وقال: \"اذا قرر الاتحاد الاوروبي ان يتحول نادياً مسيحياً بدل ان يكون متنوع الثقافات, فليعلن ذلك الآن\". \r\n \r\n وبرأيي لم يقرر الاوروبيون ذلك, وان كتب بعض منه في الصحف الشعبية. فهناك 21 مليون مسلم في اوروبا, 5 منهم في فرنسا و3 في المانيا. وعندما احتدم النقاش حول البعد المسيحي في اوروبا, وهو نقاش غذاه بابا روما, أعيد حذف الموضوع من الدستور الاوروبي. هناك خوف كبير من التسلح الاسلامي الاصولي, لكنه أمر شائك يتعدى تركيا والاتحاد الاوروبي. \r\n \r\n حدسي يقول انه بدل العضوية الكاملة, ستحظى تركيا بمعاملة خاصة داخل الاتحاد الاوروبي. \r\n \r\n * سياسي بريطاني من حزب المحافضين. \r\n