وقد جاء قرار المشيخيين بالنظر في تجريد مثل هذه الشركات من محفظتهم المالية البالغة ثمانية مليارات دولار, مقترناً باحتمال قيام الكنيسة الاسقفية »البروتستانتية« وغيرها من الكنائس باتخاذ الموقف ذاته, ليضاف الى التوترات التي ظهرت خلال السنوات الاخيرة, بين الكنائس البروتستانتية السائدة وبين الطائفة الامريكية اليهودية حول الاختلاف في وجهات النظر حيال النزاع الاسرائىلي - الفلسطيني, كما انه من الامور المثيرة للجماعات اليهودية محاولة قطع التجريد - وبالتالي اعادة بناء علاقات مع هذه الكنائس التي عملت معها سنوات طويلة من اجل حماية حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية. \r\n \r\n يقول ديفيد إلكوت, مدير الشؤون الدينية المتداخلة لدى اللجنة الامريكية اليهودية. »ان الدعوة للتجريد تصب في طاحونة المقاطعة, ابتداءً من العهود المبكرة من التاريخ اليهودي حتى المقاطعة العربية لاسرائيل. وقد أدت هذه الدعوة الى انفجار داخل الطائفة اليهودية«. \r\n \r\n وبطريقة ما, اقحم التصويت على التجريد, الذي جرى في الصيف الماضي, الحديث عن النزاع في الشرق الاوسط, كما انه يثير المخاطر بالنسبة لاولئك الذين بادروا, اوائل هذا العام, الى تقديم اقتراح لتجديد الائتلاف القديم. وقد التقى زعماء الطائفتين المسيحية واليهودية مرتين بضيافة اللجنة الامريكية اليهودية والمجلس الوطني للكنائس. ومن النقاش حول »نظرية لاهوت الارض« الى موضوع التجريد, كان حديث الزعماء الدينيين »نابعاً من الالم«, ووجهوا اسئلة قاسية وصعبة لبعضهم البعض, على حد قول صاحب النيافة سانتا بريما واردهانا, سكرتير المجلس الوطني للكنائس. \r\n \r\n وتصاعدت التوترات بين الطائفتين اثر لقاء جرى بين حزب الله اللبناني, الذي تضعه الادارة الامريكية على قائمة الجماعات الارهابية, وبين وفد من الكنيسة المشيخية زار الشرق الاوسط في تشرين الاول الماضي. وقد تنكرت الزعامة الوطنية للكنيسة لهذا العمل. ثم تلقت الكنيسة نفسها, في تشرين الثاني, رسالة تهديد باعمال حرق ضدها الا اذا اوقفت عملية التجريد. اما الجماعات اليهودية فدانت التهديد. \r\n \r\n وفي الاسبوع الاول من شهر كانون الاول, طلب »المجلس اليهودي للشؤون العامة« الى البروتستانت برفض التجريد ولصالح الجهود المشتركة لانهاء النزاع. وقال هذا المجلس, في معرض توضيحه للقلق اليهودي, ان عملية التجريد عملية عنصرية, وفيها تمييز, وستثير العناد والتصلب عند الطرفين, وبأنها »لا تتماشى بشكل خطر مع رؤيانا العاطفية المشتركة لحل سلمي للنزاع«. \r\n \r\n لقد ايدت الكنائس العامة السائدة اسرائىل منذ عام ,1948 كما انها ترفض الارهاب, ولها ايضاً علاقات وطيدة مع الكنائس في الاراضي المقدسة, وتنتقد الممارسات العسكرية الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية. ويقول رجال الكنيسة المشيخية, وغيرهم, ان التوسع غير المشروع في المستوطنات الاسرائيلية, والجدار الامني العازل الجديد, الذي ينتهك الاراضي الفلسطينية, يجعلان من اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة اقل جدوى. ويضيفون ويقولون انه مع عدم قيام الحكومة الامريكية بما يكفي من الاعمال الحميدة, للمساعدة في حل الامور, يصبح اتخاذ إجراءات غير اعتيادية مطلوبا. \r\n \r\n في هذا الخصوص, كتب صاحب النيافة كليفتون كيركباتريك, احد زعماء الكنيسة المشيخية, الى اعضاء في الكونغرس الامريكي, يقول »ان القرار بالشروع في عملية تجريد ممرحلة ومختارة.. لم يأت اتخاذه بسهولة. بل انه ولد من الاحباط الذي يحس به اعضاء كنيستنا, وغيرهم من اعضاء الطوائف الدينية الاخر, من سياسات اسرائيل الحالية وسياسات حكومتنا«. \r\n \r\n ويقول المشيخيون: ان هدفههم من ذلك التأثير على ممارسات الشركات ومواردها المالية- ذات المحفظة المالية البالغة 8 مليارات دولار- بطرق اخلاقية اكثر تجاوبا. وفي هذا الشأن, يقول صاحب النيافة مارثيم ساندرز, الذي ذهب الى الضفة الغربية في مهمة رسمية, »علينا ان نكون مبدئيين; فنحن نحترم حقوق الانسان وشرعية القانون الدولي. ومتى ما انتهك الاسرائيليون او الفلسطينيون ايا منها. فسنتخذ موقفا صلبا في استثماراتنا. \r\n \r\n ستقوم اللجنة المختصة في الكنيسة عن الاستثمارات ذات المسؤولية الاجتماعية, بتحديد الشركات التي تقدم خدمات او معدات وتجهيزات لدعم الاحتلال او المستوطنات اليهودية, او تمول الجدار او تساعد في بنائه, او التي تقدم مساعدة لمنظمات اسرائيلية او فلسطينية ترتكب اعمال عنف ضد مدنيين ابرياء. كما ستعقد اجتماعات مع زعماء شركات, وربما تسعى للحصول على قرارات وحلول من المساهمين, مستخدمين اللجوء الى التجريد كملاذ اخير. اما القرارات المتعلقة بالتجريد فتتطلب مصادقة الجمعية العمومية للكنيسة التي ستعقد في .2006 \r\n \r\n تؤيد بعض منظمات السلام الاسرائيلية هذه المبادرة, بما فيها منظمة صوت السلام اليهودي, كما يقول صاحب النياقة ساندرز. وقد قامت هذه المنظمة فعلا بتنقيح اسهمها بالطلب الى شركة كاتربيلر التأكد فيما اذا كان استخدام اسرائيل لبولدوزرات الشركة في تدمير منازل الفلسطينيين ينتهك ميثاق الشرف عند الشركة. فان مجموعات يهودية ليبرالية اخرى تعارض ذلك. \r\n \r\n على ان الطائفة اليهودية تصدت لمحاولات التجريد. اما الحملات التي شنت في الجامعات, فلم تحرز نجاحا يذكر. واما الاقتراح الخاص بجعل مدينة »سامرفيل بولاية ماتشوستس, اول مدينة امريكية تسحب اسهمها الاستثمارية من اسرائيل, فمن المرجح ان يرد, ولكنه فتح قنوات داخلية مع الكنائس ايضا. اذ تطالب الكنيسة المشيخية الرابعة في شيكاغو, الان, والتي ترتبط مع السيناغوغ اليهود المجاور بعلاقات وثيقة, الطائفة بارجاء هذه العملية والتفاعل مع الطائفة اليهودية, وتقترح بانه,ان وقع التجريد, تجري اعادة استثمار اموال الاسهم المباعة في شركات لا علاقة لها ولا ارتباطات مع الاحتلال, فيقول صاحب النيافة جون باكانان, راعي الكنيسة, »لقد حاولت ان افسر لاصدقائي اليهود بان هذا القرار غير موجه ضد اسرائيل ولا ههو ضد اليهود, بل هو محاولة للافصاح عن كلمة امل وعدل للفلسطينيين, الذين تعد هذه الكلمة مجرد وهم. ولكنني غيرقانع بان التجريد عمل حكيم«. \r\n \r\n وفي الوقت ذاته, قالت الكنيسة الاسقفية الامريكية, في شهر تشرين الثاني الفائت, انها ستبدأ تدرس كيف سترد على الشركات التي تسهم في بناء البنى الاساسية للاحتلال, او في اعمال العنف ضد المدنيين. وسيشمل ذلك مجموعات يهودية وفلسطينية والكنيسة الاسقفية في القدس. وفي هذا الصدد, يقول المطران كريستوفر ابتينغ, ممثل العلاقات الدينية المتداخلة, »المصطلح بالنسبة لنا ليس التجريد. لكننا سنصوت على حلول محددة للمساهمين تعبر عن قلقها الى الشركات التي نملك فيها اسهما«. ويؤيد الزعماء اليهود هذا الاسلوب اكثر من غيره. كما ان اعضاء اخرين من الطائفة البروتستانتية يتحدثون في هذا الموضوع ايضا. \r\n \r\n اما القس جيم وينكلر, عضو مجلس ادارة السياسة العامة في الكنيسة المنهجية المتحدة, فيقول »ان فكرة ان الحل على اساس دولتين لم يعد واقعيا لهي فكرة تثير الاضطراب لدى العديدين من اليهود والمسيحيين«. فالزعماء اليهود والمسيحيون السائديون يقولون انهم سيذهبون الى المنطقة للتباحث مع الاسرائيليين والفلسطينيين, وبانهم سيضغطون على الحكومة الامريكية كي تنخرط اكثر في عملية السلام. وقد صرح المطران ابتينغ وقال »كان قرار الكنيسة المشيخية بمثابة نقطة الوميض, لكنه اتخذ بطريقة غريبة وقد يدب الطاقة في العلاقات من جديد«.0 \r\n \r\n »كريستيان ساينس مونيتور«