ولكن الجديد في الامر حقا هو صراحة العراقيين في كلامهم حول هذا الموضوع السياسي الحساس دون خوف من التعرض للتعذيب او للقتل‚ \r\n \r\n فخلال مرافقته لرئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي اثناء جولاته الترويجية للانتخابات القومية قال حازم شعلان وزير الدفاع العراقي ان الاحزاب الممثلة في قائمة التحالف العراقي المتحد قائمة مشكلة بشكل رئيس من قبل الشيعة الموالين لآية الله علي السيستاني قد تكون متهاونة في موضوع الامن القومي لأنها ستعيده لطهران‚ واوضح شعلان بقوله: عندما اعتقلنا قائد جيش محمد احدى الجماعات الارهابية العاملة في العراق اكتشفنا ان مفتاح الارهاب في ايران العدو رقم واحد للعراق‚ \r\n \r\n فالعلاقة بين هذه الجماعة الارهابية وطهران قد تكون وقد لا تكون حقيقية ولكن الفهلوة السياسية لاتهام الوزير العراقي لإيران تدلل على كثرة الناس في العراق الذين لديهم مخاوف عميقة من النفوذ الايراني‚ \r\n \r\n ان هذه المخاوف ليست نابعة من عداء اثني او طائفي بقدر ما هي متعلقة بالنظام السياسي لطهران فحسب قول شعلان ان الايرانيين يقاتلوننا لاننا نريد بناء الحرية والديمقراطية وهم يريدون بناء ديكتاتورية اسلامية ويريدون تنصيب رجال الدين حكاما للعراق‚ وحتى لو كان تصريح شعلان ينطوي على مبالغة عندما وصف قائمة التحالف العراقي المتحد بأنها قائمة ايرانية الا ان الاحزاب الممثلة في القائمة تمتلك علاقات فعلية مع طهران وبعض المرشحين - خصوم لصدام حسين - فروا للعيش في ايران ولذلك فان التدخل الايراني في سياسات العراق ما بعد نظام البعث يمثل خطرا حقيقيا فأموال شراء الولاءات القادمة من طهران تتدفق منذ فترة في المناطق الشيعية جنوب العراق‚ \r\n \r\n لكن افضل جرعة مضادة لأي محاولات لفرض نظام ايراني في العراق تتمثل في التأثير التصفوي للحوار الديمقراطي‚ فكبار رجال الدين الشيعة في العراق رفضوا منذ زمن طويل ابتكار قائد ديني للحكم ولذلك فان افضل جدار منيع في وجه نفوذ رجال الدين في عملية صنع القانون العراقي يتمثل في دستور فيدرالي يمنع السياسيين المتعصبين في اقليم ما من فرض قوانينه على العراقيين العلمانيين في اقليم آخر‚ \r\n