بما ان الشيعة في العراق يشكلون 60% من السكان وفي ظل مقاطعة معظم السُنة للانتخابات فإن التحالف الشيعي الذي تم تشكيله بناء على اوامر من آية الله علي السيستاني يبدو وكأنه غير قابل للهزيمة في الانتخابات‚ \r\n \r\n يتزعم تحالف الاحزاب الشيعية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي كان سابقا يتخذ من طهران مقرا له والذي يقوده عبد العزيز الحكيم الذي امضى سنوات طويلة في ايران‚ ان معظم الشيعة مصممون على اجراء الانتخابات بغض النظر عن المقاومة العراقية‚ فبعد قرون من الهيمنة من قبل السُنة الاكثر تعلما‚ يعتقدون الآن انه جاء زمانهم‚ \r\n \r\n فرغم انهم موالون للسيستاني الا انه من غير الواضح مدى نجاح هذا الولاء في ترجمته الى دعم لأحزاب دينية مدعومة من ايران والتي تطالب بتطبيق قوانين اسلامية اكثر تشددا‚ \r\n \r\n بعد اغلاق الباب امام الترشيح تبين انه يوجد 8 تحالفات على الاقل معارضة للتحالف العراقي المتحد بالاضافة الى 73 حزبا مستقلا آخر ومن بين التحالفات الرئيسية لخوض هذه الانتخابات القائمة العراقية بقيادة إياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت ولكن رغم علاقاته بأميركا الا ان علاوي تمكن من تأمين دعم قوي للاجراءات العنيفة التي اتخذها ضد المقاومة السُنية في الشمال بما في ذلك الهجوم الشامل على معقل المقاومة السُنية في الفلوجة‚ قال مكي عبد الله احد تجار البصرة ان الجميع سوف يشارك في الانتخابات لأنها تمثل حريتنا معبرا عن وجهة نظر الكثيرين‚ واشار الى انه سوف يدعم علاوي لأنه رجل قوي ويعرف كيف يتعامل مع الناس السيئين‚ ولكن الشكوك التي تدور حول المرشحين من امثال علاوي الذين عادوا من المنافي عقب سقوط صدام وانضموا الى الحكومة العراقية المؤقتة‚ قد تؤدي الى دفع الناخبين للتصويت لصالح مرشحين مستقلين‚ \r\n \r\n يوجد للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وميليشياته المعروفة باسم لواء بدر قبضة قوية على الحكومة المحلية كما انهم يسيطرون على معظم الشرطة المدربين من قبل البريطانيين‚ويعتقد بأنهم المسؤولون عن اغتيال العشرات من اعضاء حزب البعث‚ \r\n \r\n يعارض الكثير من المواطنين هذا النوع من استعراض القوة ويشعرون بالغضب لرؤيتهم صور آية الله الخميني زعيم الثورة الايرانية الراحل تعرض في مخافر الشرطة‚ \r\n \r\n وقال ضابط بريطاني كبير في البصرة: ينظر الناس في البصرة الى ايران باعتبارها رمزا لكل ما هو سيئ فكل انفجار او جريمة يتم تحميل المسؤولية عنها الى ايرانيين قادمين من الخارج‚ لكن البريطانيين غير متأكدين من مدى التدخل الايراني في السياسات العراقية رغم انهم يشكون بأن هناك عملاء للحرس الثوري الايراني يعملون سرا في اوساط الشيعة‚ وكدليل على مدى سخونة الحملة الانتخابية اتهم حازم شعلان وزير الدفاع القائمة المدعومة من السيستاني بأنها مكونة من عملاء ايرانيين‚ \r\n \r\n من جانبه قال العضو في حركة الدعوة الاسلامية عامر الفايزي: من الواضح ان العديد من السياسيين يتلقون مبالغ نقدية من الايرانيين الذين يدعون هؤلاء الاشخاص لكي يتحكموا بمستقبلنا‚ ويخطط عامر الى استعمال اساليب الدعاية الانتخابية الغربية من البوسترات والمنشورات والاجتماعات الانتخابية وتوزيعها على الناس في بيوتهم بالاضافة الى الاعلانات والبيانات التي تبث عبر التليفزيون واعرب عن اعتقاده بأن الانتخابات العراقية سيكون لها طابعها الفريد الخاص بها والى جانب ولاء اعضاء حزبه السياسي يقود عامر قبيلة بني عامر التي يبلغ تعدادها حوالي 140‚000 نسمة‚ ويقول: بالطبع سوف يصوتون كلهم لصالحي بسبب علاقتي القبلية واضاف منوها بأن الامر هنا مختلف عنه في اوروبا‚ \r\n \r\n اما مزاحم التميمي‚ زعيم قبلي آخر‚ فقد شكل قائمة من مرشحين مستقلين تضم اطباء ومحامين ومهندسين لتحدي الزعماء الدينيين والاحزاب السياسية ويتوقع ان يتعرض الى الترهيب من قبل الميليشيات الاسلامية ولكنه يعتقد بأنه قادر على اجتذاب اصوات اولئك الذين سئموا من الفساد والسطو الذي يمارسه القادة السياسيون‚ \r\n \r\n ورغم تحذيرات عديدة من اندلاع العنف في البصرة الا ان المدينة هادئة نسبيا عقب المعارك التي خاضها الجيش في الصيف مع الميليشيات الشيعية‚ \r\n \r\n وقد تقلص العنف في البصرة بسبب انشغال معظم اللاعبين السياسيين بالعملية السياسية‚ هذا ما قاله العميد بول جيسون قائد القوات البريطانية في البصرة والعمارة ويضيف معلقا: الجميع هنا منخرطون بحماس في التخطيط ووضع التكتيكات للانتخابات‚ \r\n