\r\n والحدث الثاني هو تدمير ما يقال انه ضريح يوسف بنابلس، اما الثالث فكان اراقة الدماء داخل حدود 1948، حيث قتلت مجموعة من عرب 1948 في مصادمات مع قوات الأمن الاسرائيلية واستهدف الكثير من اعمال التغطية الصحافية الكشف عن الديناميكية التي تقف وراء كل هذا العنف غير المتوقع وأسبابه. \r\n \r\n يعرض المؤلف هنا لرواية الطرفين حيث يشير الى ان الرواية الاسرائيلية كانت ترى ان الفلسطينيين هم الذين بدأوا العنف، وأن ياسر عرفات هو الذي يثير هذا العنف، ان لم يكن هو الذي يديره، وكان هذا هو السبب وراء تحذير باراك، وعلى النقيض أكد الفلسطينيون ان اسرائيل هي التي تهاجمهم، على الرغم من عدم تعرضها للاستفزاز، وأنها تواصل هذا الهجوم في استخدام مفرط للقوة. \r\n \r\n ويستخلص المؤلف من هذا التوصيف ما يدين الجانب الفلسطيني، حيث يرى أنه يحمل إدانة متضاربة، فمفهوم القوة المفرطة يعني أن هناك قوة أقل هي الأفضل أو الأنسب للاستخدام. \r\n \r\n مما يوحي ضمناً بأن اسرائيل كانت ترد على استفزازها، ولو كانت اسرائيل تشن عدواناً واضحاً وصريحاً بالفعل، كما كان المتحدثون الفلسطينيون يقولون عادة، فإن استخدام القوة يصبح أمراً غير شرعي، بغض النظر عن مستوى هذه القوة. \r\n \r\n الفلسطينيون وإنذار باراك \r\n \r\n في إدانة للموقف الفلسطيني بشكل يراه ينحى الى العنف يقول مورافتشيك انه على الرغم من تحذير باراك، فإن المتحدثين الفلسطينيين كانوا يصفون التحركات الاسرائيلية بأوصاف توحي بأن الموقف يمكن ان يتطور على نحو مثير للفزع. \r\n \r\n ووفقا لصحيفة «واشنطن بوست» (كيث ريتشبرح، 5 أكتوبر 2000) فقد ذهب ياسر عرفات الى القول ان هناك مذبحة خطيرة ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، وعلى شاشة «سي إن إن» صرحت المتحدثة الفلسطينية حنان عشراوي ان الجيش الاسرائيلي يشن حربا أحادية الجانب ضد سكان مدنيين (7 أكتوبر) بينما صرح صائب عريقات أيضاً بأن هناك مجزرة ترتكب بحق الفلسطينيين (9 أكتوبر). \r\n \r\n وظهرت عشراوي ايضا على شبكة «ان بي سي» لتعلن ان أمة بأكملها يتم قتلها كل يوم ويطلب منها ان ترقد صامتة وتموت في هدوء من دون حتى أن تدافع عن نفسها (8 أكتوبر). \r\n \r\n ولو عاد المؤلف الى احداث هذه الفترة، وتناولها بروح محايدة، تلك الروح التي يرى ان وسائل الاعلام الاميركية افتقدتها ويطالبها بالالتزام بها، لأدرك الى أي حد كانت تلك التصريحات تعبر بحق عن طبيعة الاوضاع السائدة، والتي تعد ألفاظ مجازر ومذابح متواضعة أمامها، ولا يصح توصيفها سوى بأنها محاولة إبادة شعب بأكمله ونفي وجوده. \r\n \r\n بعد هذا الاستعراض يحاول مورافتشيك ان يبحث عما قدمته وسائل الاعلام المختلفة في تغطيتها لهذه الاحداث، متسائلا: ما الذي \r\n \r\n وهو ينقل في هذا الصدد تصريحاً لعرفات أدلى به لمراسلي صحيفة «نيويورك تايمز» وليام أورم بيرليتز، قال فيه «أنه مستعد لاستئناف مفاوضات السلام، ولكن يجب أولا وقف المذبحة ضد شعبنا» (6 أكتوبر) وهو الأمر الذي ينتقده المؤلف باعتبار أنه لا يعبر عن حقيقة موقف عرفات. \r\n \r\n وهنا يبدو تحامله في أقصى حالاته، بحيث يعكس العقلية التفاوضية الاسرائيلية التي ظلت تضغط على عرفات حتى وصل في تنازلاته الى مستوى بدا للكثيرين غير مقبول. ويستطرد المؤلف مشيراً الى أن مراسلي «نيويورك تايمز» أضافا أن حركة حماس انتقدت بمرارة تفاوض عرفات في الوقت الذي استمر العنف. \r\n \r\n وعلى الرغم من ان هذا التوصيف قد يكون صحيحاً إلى حد كبير بغض النظر عن دلالاته، حيث ان هناك اتفاقا بين الجميع في ذلك الوقت لا يزال قائماً حتى الآن على أن خط حماس يتقاطع مع خط السلطة الفلسطينية بشأن التعامل مع مسألة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة. \r\n \r\n بل وبشأن ادارة الصراع كله، إلا أن المؤلف بحساسية بالغة قد لا نجدها لدى الكثيرين من الاسرائيليين انفسهم يرى أن فيما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» ما يجعل عرفات يبدو كباحث مستميت عن السلام. \r\n \r\n معتبراً أن تفسير الصحيفة لموقف «حماس» يبدو غريبا، حيث ان حماس على حد ما يذكر لم تكن ضد العنف ولا من المؤيدين للتفاوض. وقد اعلنت حماس هدفها وهو القضاء على اسرائيل والصهيونية باستخدام الكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق هذا الهدف. \r\n \r\n ولم يقدم اورم وبيليتز تفسيرا يوضح تقريرهما الغريب وقد كتبا في التقرير نفسه ان الاسرائيليين رفضوا القبول بتشكيل لجنة دولية لأنها قد تتبنى نوعا من عدم التعاطف مع مصالح اسرائيل الأمنية وليس خوفا من الكشف عن الاخطاء الاسرائيلية، ولكن خوفا من ان يؤدي تحامل هذه البعثة عليها الى تبني حل أحادي الجانب، ويبدو هنا ان كلمة «منحازة» توضح موقف اسرائيل بشكل اكثر دقة عن استخدام كلمة «غير متعاطفة» في وصف اللجنة. \r\n \r\n عرفات والانتفاضة \r\n \r\n يحاول المؤلف ان يسوق من الأدلة ما يعزز وجهة نظره على الرغم من تهافت ما يقدمه، او في افضل الاحوال يشير الى نتائج تقدم عكس وجهة نظره وفي هذا السياق يشير الى انه ظهر تقرير يتكون من 1200 كلمة بجريدة «صانداي تايمز» في قسم «مراجعات الاسبوع» كتبه جون كيفنر لفضح زيف التلميحات الخفية للمسئولين والمتعلقة باتهام عرفات بقيادة هذا العنف وأن لديه القدرة على وقفه (8 اكتوبر). \r\n \r\n ونقل كيفنر عن خبير غربي لم يشأ ذكر اسمه ان سلطات عرفات تآكلت عبر السنين، وهي حقيقة اتفق عليها الجميع بما في ذلك الإدارة الأميركية التي راحت في مرحلة من المراحل تحث اسرائيل على ان تتيح الفرصة لعرفات لكي يسيطر على الشارع الفلسطيني، وان انتهى الأمر إلى اقرار واشنطن بالأطروحات الأميركية في هذا الصدد. \r\n \r\n المهم ان المؤلف يشير هنا إلى ما ذكره التقرير من أن هناك إحباطا هائلا بين الفلسطينيين وحالة من السخط شديدة نتيجة لوجود انطباع بأن الإسرائيليين يريدون تطويل عملية السلام لبناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة بالفعل. وهنا نقل كيفنر ايضاً عن المنشق الإسرائيلي ميرون بينفينستي الذي انتقد تحميل المسئولية لعرفات باعتبار أن ذلك طرح تقليدي لمن يطلق عليهم الخبراء الإسرائيليون في الشئون العربية. \r\n \r\n واختتم كيفنر ناقلاً عن عضو شاب في تنظيم فتح المجموعة الفلسطينية التي بدأت معظم أعمال العنف والتعبير للمؤلف حيث يصف أعمال المقاومة بالعنف قائلاً: «يظن الإسرائيليون أن عرفات يتحكم فينا كالعرائس ولكننا قوة بذاتنا وإرادتنا ووفقاً لهذا الطرح فإن المؤلف يعتبر أن كيفنر يعد متحيزاً في طرحه حيث انه لم يحاول أن يضمن موضوعه آراء أي شخص لا تتفق مع فروضه. \r\n \r\n وعلى الرغم من وجود شبه إجماع بشكل غير متفق عليه بين وسائل الإعلام التي يقوم المؤلف بتحليلها على نفي تهمة التحريض عن عرفات، إلا أن المؤلف يأبى أن يقر بذلك، ويبدي تشككه في هذا الطرح. \r\n \r\n وهو يقول إن التقارير الخبرية في «واشنطن بوست» نقلت ايضاً بعض الشكوك حول الوجهة الإسرائيلية التي ترى أن عرفات كان مسئولاً عن العنف، وكتب لي هوكستارد (7 اكتوبر) يقول إنه مع هذا الفوران العاطفي فإن الكثيرين يتشككون في قدرة عرفات على وقف العنف حتى لو كان يرغب في ذلك فعلاً. \r\n \r\n وقد طرح هوكستارد وجهة نظره قائلاً: ينبع إحساس الفلسطينيين بالحزن بسبب رغبة بعيدة المنال في أن تكون لهم دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وعودة اللاجئين الذين فروا من ديارهم أو أجبروا على ترك منازلهم في حرب 1948، واطلاق سراح الأسرى المحتجزين لسنوات في السجون الإسرائيلية وعودة أراضي الضفة الغربية وغزة التي استولت عليها إسرائيل في حرب يونيو 1967. \r\n \r\n مسلسل المغالطات \r\n \r\n تتواصل مغالطات المؤلف لدى تناوله لتقارير تتعلق بالهدف الذي يبتغيه الفلسطينيون من معركتهم مع إسرائيل من خلال الانتفاضة وعلى الرغم من أنها واضحة للعيان، وهو الأمر الذي نقله عدد من مراسلي وسائل الإعلام الأميركية، ويشير إليه المؤلف في تحليله، إلا أنه يشكك في طبيعة هذا الهدف، ويرى أن المراسلين في هذا الخصوص قد جانبهم الصواب. \r\n \r\n ويقول المؤلف: لعل السؤال ذا الأهمية الخاصة هنا هو من أجل ماذا بالضبط كان الفلسطينيون يقاتلون؟ ويضيف أن الإجابة التي قدمها هوكستارد هنا هي أن الفلسطينيين يقاتلون من أجل عودة «الأرض» حسب النص وليس «الأراضي» وهي النقطة التي تثير جدلاً كبيراً وجد أصدق تعبير له في الخلاف الحاصل بشأن قرار مجلس الأمن رقم 242 احتلتها إسرائيل في 1967. \r\n وهي الإجابة التي تكررت كثيراً فيما بعد في تغطية «واشنطن بوست» لعامين متتاليين. ويعتقد معظم الأميركيين والأوروبيين بل معظم الاسرائيليين بضرورة عودة هذه الأراضي أو على الأقل الجزء الأكبر منها للفلسطينيين. الأمر الذي يجعل القارئ يتساءل أن أساس هذا الطرح: إذن أين المشكلة إذا كان الأمر كذلك؟ \r\n \r\n هنا يقدم مورافتشيك اجابته بنفي أن يكون هذا هو هدف الفلسطينيين، فالانتفاضة لا تستهدف استعادة «أراض» أو حتى «الأراضي» التي احتلتها اسرائيل في 1967، وإنما وراءها هدف أكبر من ذلك أنه لو كان هذا بالفعل هو «هدف» الفلسطينيين فإن هناك ساعتها سببا كافيا للتعاطف معهم، أما لو كان هدفهم هو تدمير إسرائيل، فإن كفاحهم سيتلقى قدراً أقل من التعاطف. \r\n \r\n وهنا يشير المؤلف إلى ان هذا الأخير هو الهدف الحقيقي. ويعبر المؤلف عن الأسف لأن الهدف الأول ليس هو الذي يقف وراء ما يحصل، وبعبارته: «وللأسف فقد كان هناك دلائل قوية على أن الفلسطينيين لم يتخلوا عن هدفهم المتعلق بحكم كل الأراضي الفلسطينية التي كانت تحت الإنتداب بما في ذلك الأجزاء التي تشكل إسرائيل في حدود ما قبل 1967». \r\n \r\n وهو يستند في ذلك إلى ما يسميه استطلاعات الرأي، حيث أوضحت غالبية الفلسطينيين، حسبما يذكر، أن هذا هو هدفهم، كما أن الكتب والخرائط الرسمية للسلطة الفلسطينية ترسم فلسطين وهي تشمل أجزاء من إسرائيل مثلما تشمل الأراضي المحتلة، وهذا أيضا هو ما يظهر ضمنياً في المطالبة بعودة لاجئي 1948. \r\n \r\n وهو ما ذكره هوكتسارد من دون أن يقدم له تفسيراً، على الرغم من أن المنظمات الفلسطينية التي يحلو للبعض وصفها بالمتشددة ومن بينها «حماس» ذاتها أعلنت امكانية قبول تسوية على أساس عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب 1967. \r\n \r\n والمؤلف يحاول هنا أن يضخم من الأثر الكارثي لفكرة عودة اللاجئين قائلاً إن هذه العودة للاجئين وذريتهم وكل الملايين الذين يدعون أنهم يحملون هذه الصفة تعني القضاء على طبيعة إسرائيل كدولة ذات غالبية يهودية، متغافلاً عن مساعي إسرائيل لجمع شتات اليهود في أرض تخص شعباً آخر، وهو ما يجعلنا ندرج المؤلف في خانة اليهود الأقحاح، متجاوزاً بفكره ذاك فكر الكثير ممن يعملون من داخل إسرائيل ذاتها. \r\n \r\n والخلاصة وفق المؤلف هي أن هوكستارد والعديد من زملائه الذين كانوا يستخدمون اللغة نفسها في تغطية الانتفاضة كانوا يسقطون تشوشهم الذهني على الانتفاضة، وفي النهاية فإن المسئول عن تقويم الأداء الصحافي في جريدة «واشنطن بوست» استخلص أن الاعتراض على هذه التركيبة أو الصياغة يشكل انتقاداً عادلاً لهذه التغطية، إلا أن مراسلي الصحيفة تجاهلوا هذا التقويم وواصلوا استخدام هذه اللغة نفسها بشكل مستمر. \r\n \r\n كرم إسرائيلي مع الأسرى \r\n \r\n \r\n يصر مورافشتيك على ألا يترك شاردة أو واردة إلا ورأى فيها حال كونها لا تعكس موقفه ما يعتبره تحيزاً للفلسطينيين. وقد راح استمراراً لموقفه يمن على الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، منتقداً تناول هوكستارد لهم واشارته إليهم في أحد تقاريره واحتجازهم لعقود في السجون الاسرائيلية . \r\n \r\n حيث يذكر انهم على الرغم من كونهم شكلوا نقطة حساسة بالفعل في مفاوضات أوسلو، إلا أن اسرائيل أفرجت عنهم في النهاية جميعا بمن فيهم في ذلك من شنوا عمليات أسفرت عن مصرع اسرائيليين بينما كان جميع الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وقت كتابة هوكستارد لتقريره من الذين ارتكبوا أعمال عنف جديدة بعد أوسلو. \r\n \r\n ويصل الأمر الى حد الاتهام العلني لهوكستارد بالتعاطف مع الفلسطينيين، حيث أنه بينما، وفق المؤلف، قدم مجمل الأهداف الفلسطينية بطريقة ايجابية، فإن أوصافه للممارسات الاسرائيلية كانت بعيدة كل البعد عن التعاطف. \r\n \r\n وقد كتب هوكستارد: «بدلا من أن يستخدم ضربات خفيفة وافق رئيس الوزراء باراك على اطلاق النيران على الفلسطينيين، وهو أمر يعد مثار انتقاد، ويوصف بأنه مفرط.. لقد ولدت مشاهد الجنود الاسرائيليين على شاشات التلفزيون وهم يستخدمون قنابل الغاز والطلقات المطاطية والأسلحة المضادة للمدرعات والطائرات الهليكوبتر ضد مثيري شغب مسلحين او غير مسلحين عاصفة من الانتقادات تؤكد ان باراك ذهب لمدى بعيد (9 اكتوبر). \r\n \r\n وقد اضاف هوكستارد بعد ذلك في مقاله ان الطبيب الفلسطيني مصطفى البرغوثي والذي كان يتولى رئاسة جمعية طبية في الضفة الغربية اتهم اسرائيل باستخدام القوة الغاشمة وقال: «لا اظن انهم يحتاجون لكل هذه الانواع من الاسلحة لحماية قواتهم» واضاف «انهم مسلحون بشكل جيد ومحميون بشكل جيد ايضاً». \r\n \r\n وهنا يعتبر نقل هوكستارد عن البرغوثي امراً مضللاً حيث يتمتع افراد الطواقم الطبية باحترام عالمي، وبينما قد يتمتعون كأفراد ببعض الولاء الى الجانب الذي ينتمون اليه، فمع ذلك يتم النظر اليهم كمهنيين يتمتعون بدرجة من الموضوعية. \r\n \r\n ولكن لم يكن لدى قراء «واشنطن بوست» وسيلة لمعرفة ان البرغوثي الذي ربما يكون بالفعل طبيباً الا انه ايضاً زعيم فلسطيني سياسي بارز (كان على سبيل المثال احد اعضاء الوفد الفلسطيني في مؤتمر السلام بمدريد عام 1991) وقد تم تقديم البرغوثي بهذه الصفات عن طريق صحافيين آخرين. \r\n \r\n ولعل النظر في مجمل ما نقله هوكستارد عن البرغوثي يكشف زيف ما يذهب اليه المؤلف، فسواء أكان البرغوثي زعيماً فلسطينياً ام لا فإن حديثه قد اقتصر على وصف لما يراه يحدث باعتبار طبيعة عمله ونشاطه ضمن الطواقم الطبية. \r\n \r\n كما ان نشاط البرغوثي لم يتجاوز في اي مرحلة من المراحل العمل السلمي، بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع هذا النهج بشأن التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي. وعلى ذلك فالاشارة التي وردت على لسان البرغوثي ونقلها مراسل «واشنطن بوست» كان يمكن ان ينقلها اي متابع للأحداث حتى ولو من خارج الاراضي المحتلة ذاتها. \r\n \r\n ويبدو ان تغطية هوكستارد لم تصادف في اي من جوانبها ما يتوافق مع المؤلف فراح يصب جام غضبه عليها وترصدها بمنطق يسوده التهافت وهنا نجده يشير الى ان هوكستارد كتب في قصة اخرى وفيما يبدو للتأكيد على صورة اسرائيل التي تعتبر بلا قلب في 5 اكتوبر: لقد تعامل اغلب الاسرائيليين مع اعداد القتلى الفلسطينيين المتزايدة باعتبارها احصائيات . \r\n \r\n وليست مآسي انسانية «هناك حكايات وراء قتلانا بينما قتلاهم مجرد ارقام» وكان هذا ما قالته العناوين في مقالة صريحة على غير العادة في صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية. \r\n \r\n ويرى ان هذا الحكم الذي يقدمه هوكستارد ويتمثل في ان الاسرائيليين متحجرو القلب تجاه معاناة الفلسطينيين هو امر انطباعي لا يمكن رفضه او قبوله الا ان اشارته لصحيفة «هآرتس» كانت ايضاً مضللة. لماذا؟ هل نسب هوكستارد الى الصحيفة شيئاً لم تنشره؟ \r\n \r\n لا ولكن مورافتيشك في اطار امعانه في التضليل وتأكيد التهمة التي يرمي بها الصحافي الاميركي يقدم حجة متهالكة تدينه مؤداها ان صحيفة «هآرتس» تعد احد ابرز منابر الليبرالية في الوان الطيف السياسي باسرائيل. \r\n \r\n وكون هذه الصحيفة تقوم بنشر مقالة تعد نقداً ذاتياً من وجهة نظر اسرائيلية يعد امراً غير عادي. فالمؤلف لم ينف ان «هآرتس» نشرت ما نقله هوكستارد عنها، غير انه يعتبر ان ذلك يشير الى احد عيوب الصراع العربي الاسرائيلي او حسب تعبيره «يوضح هذا واحدة من حالات عدم التناسق في العديد من بيئة الاخبار المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي». \r\n \r\n وهو في تفسيره لموقفه يحاول ان يوحي لنا بأن اسرائيل تعد بحق واحة للديمقراطية في المنطقة حيث يشير الى ان لديها اعداداً هائلة من المطبوعات والصحافيين الذين ينتقدون بشدة سياسات حكومتهم بل وحتى هؤلاء الصحافيون المؤيدون للحكومة يتمتعون بالقيم نفسها التي يتمتع بها رجال الصحافة في الديمقراطيات الاخرى، مثل نقل الحقيقة حتى لو كانت تمثل احراجاً للجانب الذي يؤيدونه. \r\n \r\n وقد كان منشأ العديد من المقالات التي تهاجم اسرائيل في الصحافة العالمية هو اسرائيل نفسها، وهو ما لا يمكن مقارنته بأي حال من الاحوال مع الجانب العربي. ومن الغريب ان المؤلف الذي يقر بحالة الديمقراطية الاسرائيلية يحاول ان ينفيها عن الولاياتالمتحدة ذاتها . \r\n \r\n وهي في ادراكه من معاقل الديمقراطيات الاخرى التي يشير اليها، وفيما يقر بحق الصحفيين الاسرائيليين في انتقاد بلدهم حتى ولو مثل ذلك احراجاً لها فانه ينكر نفس الحق على صحفي اميركي في نقله لطبيعة الاحداث في منطقة تفرض عليه مهمته فيها ان يوافي القاريء بما يحدث باعتباره عينا له في هذه المنطقة. \r\n \r\n بدايات العنف \r\n \r\n مرة جديدة يقوم المؤلف بلى عنق الحقيقة بشكل يجافي المنطق لدى تناوله التقارير الاخبارية حول الطرف الذي بدأ العنف فقد نقلت جليبان فندلي مراسلة «ايه بي سي» في اكتوبر مايلي: \r\n \r\n يقول الزعماء الفلسطينيون انهم يحاولون السيطرة على المسلحين لكنهم يحذرون ايضا من انه اذا ما واصلت اسرائيل قتل الفلسطينيين فان اي احد لا يمكن له ان يفعل سوى القليل وقال رئيس جهاز الامن الفلسطيني وقتذاك محمد دحلان ان اسرائيل بدأت هذه الحرب وكل ما تفعله اسرائيل يؤدي الى تصاعد الغضب الفلسطيني. \r\n \r\n ويعلق المؤلف على هذا بقوله ان فندلي او المذيع بيتر جينينجز لم ينطقا بأي كلمة تثير الشكوك حول طروحات دحلان بان اسرائيل هي التي بدأت العنف ولا حتى حاولا اجراء توازن مع تصريحات دحلان باستضافة متحدث اسرائيلي . \r\n \r\n والذي كان يمكن ان يتعارض معه، هذا على الرغم من ان المؤلف يقر في بداية الكتاب التقارير التي اشارت الى ان زيارة شارون هي السبب الرئيسي وراء احداث الانتفاضة او التي يسميها بالعنف في الاراضي المحتلة. \r\n \r\n وبعيدا عن ذلك فان القول بهذا المنطق انما يعد مجافاة للحقيقة في ابسط معانيها فبافتراض ان الفلسطينيين هم الذين بدأوا ما يسميه المؤلف وغيره بأحداث العنف فان هذا الامر يعد من ابسط حقوقهم في اطار كونه يمثل نوعا من مقاومة الاحتلال. \r\n \r\n ويستمر المؤلف في محاولة التدليل على رأيه بقوله انه على العكس مما اشار اليه، فان فندلي واصلت وكأن الهدف هو اعطاء مصداقية لصورة اسرائيل البادئة بالعدوان من دون أي استفزاز لتقول ان هناك تقارير من اسرائيل عن استهداف طائرات الهليكوبتر لمنازل المدنيين . \r\n \r\n وفتح النيران عليها في الخليل ولم توضح جيليان أن هذه التقارير صحيحة إلا إذا كانت هذه الطائرات ترد النيران التي أطلقتها عليها، ولم تكن هناك تقارير من مصادر الأخبار الأخرى لكي يتم التأكد منها. \r\n \r\n ويجعلنا هذا القول الأخير للمؤلف نتصور أن الطائرات لا تفتح نيرانها إلا إذا كانت هناك نيران أخرى تطلق عليها، وكأن هذه خاصية في الطائرات الاسرائيلية! \r\n \r\n \r\n