في هذه الأثناء استطاعت المقاومة ان ترسي جذورا في هذه المدينة الواقعة على ضفاف دجلة وبدأ المقاومون في ارهاب الشرطة‚ ومعظم قوات الشرطة المحلية تعاني من تفشي الفوضى في صفوفها‚ وخاض الجنود الأميركيون حرب شوارع حقيقية في المدينة‚ ويقول القادة العسكريون الأميركيون ان سكان المدينة البالغ تعدادهم مليوني نسمة يعرفون القليل عن الانتخابات التي ستتم في 30 يناير القادم‚ واستطاع المقاومون اتلاف معظم وثائق تسجيل الناخبين‚ يقول الجنرال كارتر هام الذي يترأس القوات الأميركية منذ فبراير «ان الكثير الكثير من الناس خائفون‚ لقد استطاع المتمردون التسلل الى المدينة واستطاعت انشطتهم التأثير كثيرا على السكان»‚ \r\n \r\n كان هام يتحدث في قاعدة الموصل الجوية خلال زيارة قام بها للمدينة في نهاية الاسبوع الماضي الجنرال جون ابي زيد الذي يقود القوات الأميركية في الشرق الأوسط وزيارة أبي زيد سلطت الأضواء على أهمية الموصل كجبهة في الحرب في العراق ولا يوجد تفاؤل حول المعركة والقادة العسكريون الأميركيون يدركون جيدا انهم يواجهون عدوا ذا شكيمة وتصميم يجمع ما بين قسوة صدام حسين ونظامه والعواطف الجياشة للاسلام الراديكالي‚ \r\n \r\n ان السلاح الأقوى للمقاومين هو التخويف‚ فلقد وزعوا اشرطة فيديو و«دي‚في‚دي» تظهر عمليات قطع الرأس للأسرى‚ وعليه فالرسالة واضحة وهي: هذا ما سنفعله بكم إذا ما حاولتم ايقافنا‚ فبعد قيام القوات الأميركية بدورية في احدى ضواحي الموصل حضر المقاومون في ثماني سيارات حيث القوا القبض على رجل واطلقوا النار مباشرة على رأسه لانه كان يتعاون مع الأميركيين‚ \r\n \r\n انزلقت الموصل الى هذه الحالة من الفوضى في يوليو بعد ان اغتيل المحافظ وكان المحافظ سياسيا يتمتع بمواهب قيادية واستطاع المحافظة على استقلاله في الوقت الذي كان يعمل مع الأميركيين‚ وبعد موته افتقرت الموصل الى قيادة فعالة‚ اياد علاوي اشترى لحظة قصيرة من التفاؤل عندما زار المدينة حاملا معه 65 مليون دولار نقدا لدفع الرواتب المتأخرة للموظفين الحكوميين‚ وقد وعد أهالي المدينة بأن هناك المزيد من الدولارات في طريقها اليهم‚ ولكن تلك الدولارات لم تصل حتى الآن! \r\n \r\n الاوضاع الأمنية في المدينة تسير من سيىء الى أسوأ وانهارت في النهاية عندما شن المقاومون هجمات جيدة التنسيق استطاعوا خلالها السيطرة على مخافر الشرطة في المدينة‚ في 10 نوفمبر عشرات المقاومين شاركوا في تلك الهجمات‚ وفي المقابل نجد ان الشرطة العراقية اخذت على حين غرة مما تسبب في فرارهم‚ كان في المدينة ثمانية آلاف شرطي فر منهم سبعة آلاف ومن هؤلاء الألف لم يكن بالامكان الاعتماد جزئيا إلا على 400 شرطي فقط‚ \r\n \r\n يقول الجنرال هام عن هجوم نوفمبر الذي فرق قوات الشرطة «لم نتوقع حدوث ذلك» هذا القول على بساطته يعكس مشكلة أميركا الأكبر في العراق وهي ندرة المعلومات الاستخبارية الجيدة حول المقاومة سواء من ناحية القيادة او الهيكلية او الانشطة‚ قوات الحرس الوطني التي كان من المفترض ان تقدم الدعم لقوات الشرطة بما تمتلك من قوة ميزانية ضخمة لم تكن فعالة‚ \r\n \r\n مرة أخرى المشكلة هي التخويف‚ فالمقاومون يهددون الجنود بالتعرض لأفراد أسرهم‚ وقد ترك الكثير من عناصر الحرس الوطني اعمالهم بسبب هذه التهديدات‚ وفي الوقت الذي تراجعت فيه قدرة الشرطة على المحافظة على الأمن والنظام‚ صعد المقاومون من حملة الترعيب والاغتيالات‚ \r\n \r\n منذ 10 نوفمبر الماضي قتل في المدينة 136 شخصا حسبما تشير الاحصاءات الأميركية والهجمات ضد القوات الأميركية ارتفعت الى 140 هجوما في الاسبوع مقابل 30 40 هجوما في السابق‚ \r\n \r\n لقد أصبحت المعركة في الموصل حربا كلاسيكية تقوم فيها القوات الأميركية بمحاربة أشباح يهاجمون ثم يختفون في زحمة الشوارع او في بساتين المناطق الريفية‚ \r\n \r\n ان المقاومين يشنون حرب تخويف ولقد حققوا خلال الشهر الماضي نجاحا مذهلا في الموصل‚ \r\n